الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Friday, November 24, 2006

خطه الاحمر .. كلام من إياه


حقيقة لا أعرف مكان الخط الأحمر الذى يتحدث عنه الرئيس و تتفاخر به صحف الحكومة على صدر صفحاتها الأولى وتتنازل عن وقارها المزعوم وتقوم بتلوين ذلك العنوان " الرئيس يؤكد أن أمن مصر خط أحمر لا يمكن المساس به" باللون الأحمر كنوع من التناسق اللونى وزيادة فى قدسية الخط المصون ولم تأخذنى الجلالة ولم أهرول نحو مدرسى الجغرافيا لأسألهم عن مكانه ولم أبحث فى الخرائط المصرية ولا العالمية خاصة عندما أدركت أن الرئيس نفسه لا يعرف لذلك الخط مكان فهو يحركه ويرفعه كل مرة حسب الأحداث وحسب طبيعة الكارثة وأحيانا أشك فى وجود هذا الخط الأحمر أو أتعامل معه على أنه خط وهمى مثل خطوط الطول والعرض فأمن مصر الذى يقسم الرئيس دائما أنه خط أحمر لا يمكن تجاوزه تدوسه الأقدام كل يوم وليله من الداخل والخارج والمتابع للأحداث منذ تولى الرئيس الحكم قد يدرك مدى البهدلة التى تعرض لها أمن مصر ومدى حالة الرعب التى يعيشها المواطنون ومدى الشطب والمسح الذى تعرض له الخط الأحمر الذى يعبر عن سلامة مصر وسلامة أهلها فمنذ عام 81 19 والجماعات الإرهابية تتجاوز هذا الخط الأحمر وتضطرب الأمور فى مصر ويروح ضحية تلك الحوادث الإرهابية المئات من المصريين والأجانب ووقتها يظهر أحدهم ليقول أن الرئيس يقصد بأمن مصر أنه لايمكن لدولة أجنبية أن تهدد مصر وتعتدى عليها وأن هذا هو الخط الاحمر الذى يقسم به الرئيس وفجأة تجد تهديدات من إسرائيل بضرب السد العالى ويعيش الناس فى حالة رعب وتنتشر التساؤلات بينهم "هو ممكن فعلا يضربوا السد العالى والبلد تغرق" فى شكل يعكس عدم الثقة بفكرة الأمن والخط الأحمر التى يتحدث عنها الرئيس وليست إسرائيل وحدها بل التهديدات المستمرة التى تتلخص فى تحكم دول حوض النيل فى حصة مصر من المياه الأمن المركزى الذى يحمى مصر وخطها الأحمر والمسئول عن أمن مواطنيها وسلامتهم هو بنفسه إنتهك الخط الأحمر ومسحه بأستيكة عام 1986 فيما عرف وقتها بإنتفاضة جنود الامن المركزى وما أحدثوه من حالة فوضى ورعب فى الشوارع عن طريق حرق السيارت وتدمير المحلات وإثارة الذعر فى الشوارعأمن مصر وخطها الأحمر يتعلق بوحدة مواطنيها وتماسكهم وفى عصر مبارك تجاوزنا كل الخطوط الحمراء لأمن مصر بفتنة طائفية نائمة مثل الرماد تحت النار تستيقظ لتصيب الناس بالذعر مرورا بأحداث الكشح ومحرم بيك وأحداث الأسكندرية الأخيرة ، أى أمن فى ذلك وأى خط أحمر وكل مواطن فى مصر ما عاد يأمن أن يصلى فى مسجده او كنيسته وهو أمن من طعنة سكين ،هو إذا أمن منتهك ولا خط أحمر له فكل من هب ودب يملك "أستيكه " لشطب هذا الخط وليس مجرد لمسه أو المساس به وحتى لو كان هذا الخط الأحمر الذى يقصده الرئيس فى خطاباته هو الأمن الشخصى للرئيس أى أن أمن الرئيس وسلامته خط أحمر لا يمكن مساسه فتلك كذبه لأن الرئيس نفسه تعرض لأكثر من محاولة إغتيال وحياته فيها كانت قاب قوسين أو أدنى من النهاية ولعل أشهرها حادث أديس ابابا
إذا لا أحد فعلا فى مصر يستطيع الإجابة عن هذا السؤال الشائك الذى يقول " أين يقع الخط الاحمر الذى يقسم الرئيس دوما بأنه لا يمكن المساس به؟" حتى الرئيس نفسه وكم من أوهام بالأمن والامان ترتكب بإسمك أيها الخط الملون



الحاجة كاميرا جيرل كل ما تدخل المدونة بتاعتى تقولى إيه الكأبة دى مع إنى فى هزار بس هى مش شايفاه او مش حساه عموما انا قررت أجيب لها حاجة تضحك يمكن إتعملت من قبل ما هى تتولد

اللى بيحب أبو لمعة والخواجة بيجو يسمحولى أأقدم لهم حتة لوز من بتوع زمان

بيجو وأبو لمعة

ابو لمعة : شوف يا خواجة، وانا فى آخر رحلة ليا

فى الاسكيمو، كنت لابس الجلابية الدبلان

المخططة بتاعة اخويا شلبى، ومقيّل تحت شجرة

جيلاتى ! بيني وبينك انا نمت وانا فاتح بقى

علشان اول ما حتة جيلاتى تستوى، تقع فى بقى

على طول، بس لجل البخت الاسود، تعبان شاف

بقى مفتوح افتكره جحر راح داخل فيه !


الخواجة بيجو: دا اكيد تعبان صغير بقى اللى عرف

يدخل فى بقك ده

ابو لمعة : صغير مين يا خواجة، ده طوله 700 متر !

الخواجة بيجو : يا سلام، دخل التعبان اللى طوله

700 متر فى بقك وانت نايم من غير ما تحس ولا تصحى؟

ابو لمعة: لأ ما انا صحيت فى نصه كده، لقيت ده

داخل فى بطنى قعدت اشد فيه وهو يتزفلط اشد

فيه وهو يتزفلط، لحد ما دخل كله جوه بطنى!

الخواجة بيجو : يا خبر ابيض، وعرفت تطلعه؟

ابو لمعة : ابدا وحياتك، عملت البدع علشان اطلعه

ما فيش فايدة، آخر ما غلبت رحت قالع ونازل له !

الخواجة بيجو : نازل له فين؟

ابو لمعة : فى بطني ! وهو شافنى نازل راح

واخد ديله فى سنانه وطالع يجرى، وانا وراه

يدخل يمين ادخل وراه، يدخل شمال برضه وراه،

لحد ما وصل بيت الكلاوى، راح داخل البيت وقفل
الباب على نفسه
الخواجة بيجو : طبعا ماعرفتش تدخل وراه ورحت
مروّح
ابو لمعة : لأ، اروّح ازاى، انت عارف تحت بيت

الكلاوى فاتح واحد حلاق، قلت اخش اخد دقنى

واستنى التعبان لما يخرج، نص ساعة كده ولقيته

مطلّع راسه من الباب، بص يمين بص شمال

ماشافنيش راح متسحب خارج، رحت خاطف

الموس من ايد الحلاق وهاجم على التعبان،

شوف يا خواجة، هى ضربة واحدة بالموس

قسمته نصين

الخواجة بيجو : بضربة واحدة قسمت التعبان الـ

700 متر؟

ابو لمعة : بالطول وحياتك

Wednesday, November 22, 2006


مش عارف ليه أنا مغرم بالقصيدة دى .. يمكن لأن نفسى ألاقى اللى فيها .. أو يمكن لأنى نفسى أصدق اللى فيها .. مش عارف بس كل اللى أعرفه إنى بجد بطير وأسرح مع نفسى طول الوقت كل ما أقرأ الكلمات دى
يبدو أننا أصبحنا فى حاجة للحب ، فى حاجة لأن نشعر بأن هناك من يضحى من أجلنا
يمكن هو ده السبب
القصيدة قدامكوا
بتوقيع صاحب الجلالة
عمنا أمل دنقل
زهور

وسلالٌ منَ الورِد,
ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه
وعلى كلِّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها في بِطاقه
***
تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ
أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -
َلحظةَ القَطْف,
َلحظةَ القَصْف,
لحظة إعدامها في الخميلهْ!
تَتَحدثُ لي..
أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين
ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,
حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ
تَتَحدثُ لي..
كيف جاءتْ إليّ..
(وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
كي تَتَمني ليَ العُمرَ!
وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!
***
كلُّ باقهْ..
بينَ إغماءة وإفاقهْ
تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
اسمَ قاتِلها في بطاقهْ
!










ماتبسطهاش أكتر من كده


البحث عن الكوميديا الجيدة يشبه كثيرا البحث عن الابرة فى كوم القش وفى أيامنا هذه أصبح الواحد مطالب بأنه يتشاهد ويصلى ركعتين قبل ان يقرر ان يقطع تذكرة سينما لفيلم كوميدى لأن رصاصات الاستظراف الطائشه قد تصيبه فى مقتل ويروح الواحد فى شربة ميه وتبقى فضيحته بجلاجل لأنه هيموت وهو حاصل على لقب شهيد النكتة السخيفة او شهيد الافيه الرخم وبنفس تعالم سكان الصحراء معى الميه تصلى الناس كل يوم داعيه ربها انه يرزقها بممثل كوميدى عدل يطلع الضحكة من القلب من غير ابتذال ومن غير خالتى نوسة ولا فقوسة ومع مرور الأيام ونجاتنا والحمد لله من رصاصات الافيهات الطائشة للنجوم الظراف ومع صعوبة الحصول على ممثل كوميدى يحمل ذرة دم واحدة لا تلطش ظهر عبد السلام النابلسى صاحب الاداء السهل الممتنع ليحتل صدارة ممثلى الكوميدية حتى الان عن بأدوره فى أفلام شارع الحب ويوم من عمرى ومع اسماعيل ياسين ، النابلسى جراح القلوب الماهر يتعامل مع قلوب مشاهديه بحنية فينتزع منهم ضحكاتهم دون ان يقلق راحتهم أو يسبب اى نوع من الالم فهو مضحك باستمرار لا ينتظر ذلك الافيه المزروع فى كل مشهد لكى يتشملل من أجله ويبالغ فى أدائه معتمدا على انه السبيل الوحيد لإضحاكك ولكنه يخلع البسمة من فلبك دون ان تدرى من أول مشهد فى الفيلم حتى مشهد النهاية الذى غالبا ما لايكون فيه فى يوم من عمرى تألق النابلسى مواصلا تالقه بعد شارع الحب فى دور مصور صحفى مؤمن تماما بعبقريته وفنه ودائم الشجار مع رئيس تحريره الذى لايقدره فمن من لم يضحك عندما أعلن النابلسى عزمه على العمل مع جريدة التايم ومن منا لم يبتسم بهدوء وهو يشاهد تلك العلاقة الحميمية بينه وبين سيارته ومعمله وطريقته فى الحديث عن نفسه وكلمة أنا التى تخرج معها بسمة قلبك دون خجل النابلسى دائما مايترك بصمته على الفيلم رغم انه ليس البطل فهل يتخيل أحد منا شارع الحب بدون حسب الله السادس عشر ومشهد الملوخية وهل يتخيل أحد يوم من عمرى بدون حركة الكاميرا الهستيرية التى يفعلها النابلسى
هو نجم الكوميديا الوحيد الذى تلحظه دائما معتز بنفسه يضحك الناس بفنه ولا يضحكهم علي نفسه فهو مؤمن بانه فنان وليس بلياتشو فى سيرك أو حاوى فى الحارة . ولا يتلاعب بوجهه وجسده وخلاص فى حركات اشبه بحركات القرود فهو مدرك تماما للزاوية التى تصيب قلب من يشاهده دون أن تجرحه او تبتذله لذلك فهو أمير الكوميديا بلا منافس وان كنتم تتذكرون أحدا غيره فى أفلام عبد الحليم حافط الخمس التى شارك فيها فاسحبوا منه اللقب حالا وذنبكم على جنبكم لان التاريخ السينمائى لن يرحمكم!

Tuesday, November 21, 2006



خمس أغنيات إلى حبيبتي


علي جناح طائر
مسافر..
مسافر..
تأتيك خمس أغنيات حب
تأتيك كالمشاعر الضريرة
من غربة المصب
إليك: يا حبيبتي الاميره
الأغنية الأولى
مازلت أنت.....أنت
تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت
لكن أنا ،
أنا هنـــــــا:
بلا (( أنا ))
سألت أمس طفلة عن اسم شارع
فأجفلت..........ولم ترد
بلا هدى أسير في شوارع تمتد
وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل
تقاطعُ ،
تقاطع
مدينتي طريقها بلا مصير
فأين أنت يا حبيبتي
لكي نسير
معا......،
فلا نعود،
لانصل.
الأغنية الثانية
تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا
قولهما علي الجدران صفرة انفعال
لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله
قالته إحداهن للأخرى
قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى
تري حبيبتي تخونني
أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا
ولتغفري حبيبتي
فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا
قد انهد لت في مزلق اللهيب المزمنة
وانت يا حبيبتي بشر
في قرننا العشرين تعشقين أمسيا ته الملونة
قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر
لكني بلا بصر:
أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق
يضمنا هناك في بحيرة القمر
عيناك فيهما يصل ألف رب
وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب
أحسست أني فوق فوق أن اشك
وأنت فوق كل شك
وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق
لذا كتبت لك
لتغفري
الأغنية الثالثة
ماذا لديك يا هوى
اكثر مما سقيتني
اقمت بها بلا ارتحال
حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى
بكلمة من فمك لذا تركته يقيم
وظل ياحبيبتي يشب
حتى يفع
حتى غدا في عنفوان رب
ولم يعد في غرفتي مكان
ما عادت الجدران تتسع
حطمت يا حبيبتي الجدران
حملته ، يحملني ،
الى مدائن هناك خلف الزمن
اسكرته ، اسكرني
من خمرة أكوابها قليلة التوازن
لم افلت
من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة
بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي

أمل دنقل

Friday, November 17, 2006


أنا وهى

كل حاجة موجودة فى السماء، كل حاجة بتنزل من السماء.. الغضب والحزن ،الفرح والرحمة ، الخوف والأمان ، الراحة والتعب ، المستقبل
والماضى ، اللى جاى واللى رايح ، اللى كان واللى هيكون ، حتى هديتك موجودة فى السماء صحيح انت متعرفش هى إيه ومين وليه وعلشان ايه ؟ وصحيح ليس معروف فى أى عيد ميلاد ستحصل عليها ولكنك تعلم انها موجودة !
قد تلقى بها السماء فى طريقك فى أى يوم ليس بالشرط يوم عيد ميلادك ولكنه عيد رضاء السماء عنك .. عموما إسمح لى أيتها السماء ان انحنى تلك الإنحناء التى يطلقون عليها انحناءة الشكر واسمحى لى أن ازيد كثيرا فى الإنحناء لعلها تصبح أشهر وأخلص انحناءة شكر وامتنان على هديتك الكريمة ..
كنت اتخيل ان عطايا السماء تتوقف عند هذا الحد أن ترسل لك الهدية وتترك لك حرية التصرف واختيار الطريقة التى تفتحها وتشاهدها وتتعامل معها بها ... "ها هى هديتك فإفرح بها وانظر ماذا أنت بها فاعل " كنت أتخيل ان الكارت الى أرسلته السماء مع الهدية يحمل تلك الجملة فقط وكنت فى قمة الخوف على اعتبار أن دور السماء سيتوقف هنا وسأكمل أنا المسير منفردا وأنا الذى لايجيد التعامل مع الهدايا .. تقول ايه بقى مش وش نعمة ؟
كنت أتخيل ذلك ومرعوب منه بصراحة ،
فأى غلطة قادرة على أن تسحب الهدية منك وتتركك تلعب فى ايدك الفارغة وتلطم بها على خدك بعد فقدانك هديتك التى ربما تكون تعبت كثيرا من طول انتظارها والبحث عنها ؟
غير أن السماء لها الكثير من المفاجأت ورب السماء رحيم غفور .. ولم تتركنى السماء لحالى ولم تتركنى أعانى كنت أشعر أنها تسخر نفسها لخدمتى وإرشادى لكيفية التعامل مع الهدية تمتص غضبى تمنحنى مزيد من الهدوء والسكون لم اعتد عليه ، تهدينى قوة صبر لم يعلمها أحد عنى من قبل، وتزرع فى نفسى صفة جديدة لم أكن أؤمن بها من قبل وهى الرضا بالقليل .. تخيل أنا أرضى بنظرة خاطفة من عينها أو رسالة غامضة غير صريحة تحتاج لقاموس الشفرات لتستخلص منها أن هذه المرأة تريد ان تقول لى أنها تحبنى، شئ صعب لم أكن اتصور أن أرضى به بل و أسعد به كما لم اسعد من قبل ..تلك عطايا السماء السحرية ؟ .. الشكر للسماء !
تخيل أن تظهر لك السماء علاماتها خصيصا من أجل حبك ، تخيل أن تسخر السماء بعض جمالها من أجل أن تمنحك قوة للتعامل مع هديتها التى أرسلتها و تعلم انها صعبة .. قاسية .. حنانها مكتوم بداخلها لايخرج إلا بصعوبة فأرادت أن تساعدنى.. فجعلت غروب الشمس أروع ما كان من قبل وكأن السماء أدركت أنى فى تلك اللحظة أقف بجوارها لأتابع غروب قرص الشمس فجعلت منه لوحة جميلة كان يصعب رؤيتها من قبل، لعل السماء أرادت أن تقول لها أن ذلك الواقف بجوارك هو سر الجمال فى حياتك لعلها أرادت أن تمنحنى فرصة لأقول وأتكلم معها والكلام معها لو تدركون صعب ...
قرص الشمس يتغير ويلعب وكأنه يقول لى قول لها الأن أنك تحبها قل لها الأن انظرى الى قرص الشمس لتدركى أن خلفه بوابة العالم الثالث فهيا نخدل معا يدى بيدك ... كان يمكن أن أقول ذلك ولكن ماذا لو أغضبتها ... إذا صبرا أيها القلب لعل مابك قد وصل لقلبها دون إشارات اللسان!! ... وضاعت فرصة أخرى من مساعدة السماء لى .. ولكن ما أروعك أيتها السماء ؟؟؟!
لا أعلم لماذا دارت رأسى بعيد عن الشمس وبعيد عن الوجه الذى يقف أمامى .. لم يكن هناك سببا محددا ولكنها إرادة السماء التى أرادت لى ان اراه ...كان بألوانه كاملة و رغم الغيوم إلا أنه كان قويا ورغم انى رأيته فى مرات قبل ذلك أكثر صفاءا وقوة إلا انه فى تلك المرة كان اكثر تألقا ربما لانه ظهر خصيصا من أجلى ربما أدركت انه إحدى معونات السماء أرسلتها لى ، وهى تقف بجوارى وكأنها ملاك هبط على الارض فورا لا أعرف

غير أنى بطفولية شديدة غمزت كتفها قائلا "بصى .. بصى" لم اشعر بفرحة كتلك من قبل عندما قالت " الله أنا اول مرة اشوف قوس قزح حقيقة " يااااااااه إنها إحدى علامات السماء بلاشك لم أدرك مدى حيرتى وعجزى عن الكلام إلا عندما قلت لها "الحمد لله خلى بالك إنك أول مرة شفتى قوس قزح كنت معاى " نظرنا لألوانه ونظرت لعينها أريد أنطق بشئ ولكن ... تلك لعنتى " خوفى من أن أغضبها " إلا أن قلبى وصلته رساله لا أعلم كيف ولم أحللها واكتفيت فقط بإختلاس نظرة لعينها لكى أعود واتنفس وأنا مطمئن ... عدنا نستكمل رحلة الشمس فى الغروب نتابع جمالها وأحلم أنا بذلك اليوم الذى أقف بجوارها بعدما تشيب الشعور وأقول لها "فاكره " تخيلت فى نفس اللحظة أنها تحلم بذلك قد يكون تخيل لإرضاء قلبى المسكين ولكن جاءنى احساس ليقول لى أنه تخيل يحمل بعض من الحقيقة .. رغم انها قالت انها لاتريد ان تعيش لمرحلة "الأسنان المخلعة " دون أن تدرك أن تلك رغبتى منذ كنت فى بطن امى ،عدت لأرى قوس قزح كان قد قارب على التلاشى ولكنه كان يبتسم لا اعرف من أين ؟
ولكن لعله كان يبتسم ويقول لى "أنا عملت اللى على وظهرت فى وقت قد لا يتوقعه الناس عشان خاطرك وخاطرها
رحل و أدركت وقتها أن السماء تبارك تلك اللحظة وتبارك وجودى بجوارها ووجودها بجوارى .. ولم أتكلم ولم تتكلم وكأننا أتفقنا على ما اتفقت عليه السماء



وبعزم ما في ناديت
ياسيدي
أنا هويت هذا الوطن
ملقتشي فيه ثمن الكفن
لما انتهيت
يا سيدي يا مصطفى
العدل م الدنيا اختفى
ونا مش سعيد
Happyأنا مش
والكلمة دي انجليزي
باختصار يعني روم
يا سيدي يا مصطفى
بعد ما غاصوا في العلن
وفي الخفا
وصلوا لحرام النوم
واستخبوا
في المراتب وف نسيج الألحفة
واحنا عبيد
لا عاد عمر
ولا عاد لنا ابن الوليد
احنا عبيد
وسِيدنا مش هو الإله
سيدنا قابض ع الوريد
قتل النشيد
ورفعنا صِوَره من جديد
تتباهى بيها الأغلفة
وما عدشي لينا غير سنان
لو تنفتح.. منها تبان
معدة وخاوية من زمان
مشتاقة طحن الأرغفة
أنا مش نبى
لكني باسعى عشان أكون
وازاي
حاكون
والدم
مالي الأرصفه؟

"عمر نجم"


Monday, November 13, 2006

الرئيس لما يلعب ويجا .. يا ويجا

لعبة... مجرد لعبة لا أكتر ولا أقل أكيد تعرفها ولو متعرفهاش أكيد الفيلم عرفك بيها وبتحاول دلوقت تلعبها ، ويجا ... عفريت العلبة اللى بيطلعلك أول ماتنادى عليها يفتش فى الضماير والقلوب ويكشف عن الغيب من خلال أرقام وحروف ، هى دى ويجا أو تعريف بسيط للست ويجا ... دستووور ياسياد ، وسواء مصدق أو بتستعبط وتعمل نفسك مصدق أو بترفض إنك تصدق فهذا لن يغير من الأمر شئ.. . فويجا قد انطلقت ولن يوقفها أحد وكلها يومين وتلاقى العيال بيلعبوها فى الجامعة وعلى الأرصفة وعلى عربية الكارو كمان، يعنى من الوزير للغفير ياباشا! مش بس الهاى كلاس ، يعنى ممكن كمان تلاقى سيادة الرئيس قاعد فى جنيينة أى قصر من قصوره اللى هما أصلا قصورنا إحنا وجنبه المدام والأولاد والدكتور زكريا عزمى وكلهم إيديهم على القشاط بتاع اللعبة بيحركوه يمين وشمال ويقولوا فى صوت واحد تعالى ياويجا ..... لكن ياترى أول ما تيجى ويجا ممكن تقول للرئيس ايه ؟
" ويجا" حاولت فى الأول تنافق الرئيس ماهو برضه الرئيس وله هيبة وشنة ورنة ياجدعان، علشان كده راح القشاط عند كلمة عظيم وعبور وخط بارليف والضربة الجوية نفس كلام الأغانى يعنى ... بس ويجا مستحملتش وخافت انها تضر سمعة اللعبة وشرفها خصوصا ان المشككين فيها اكتر من الهم على القلب .. وفجاة قررت تقول الحقيقة واللى يحصل يحصل هو يعنى حد هيقدر يمسكها دى عفريتة برضه .
المهم حركت ويجا القشاط "بيلعبوها ببريزة ساعات بس اكيد الرئيس بيلعب بجنيه دهب.. الرئيس بقى " بتاع اللعبة وراح ناحية الرقم 9 أربع مرات .. فضحكت المدام وقالت " شوفت الأروبة بتفكرك بايام الاستفتاءات ونتيجة ال99.99 الشهيرة والله كانت ايام حلوة ومكنش حد بيفتح بقه دلوقت خليت اللى يسوى واللى مايسواش عاوز يبقى رئيس الجمهورية .. اسمع كلامها وإرجع تانى للأربع تسعات على الاقل كانت منطقية .
صرخت ويجا وقالت "أنا مقصدش كده أنا بفكره بالأيام السوده والكذب والتزوير ... بتحرفى الكلام ليه ياست"!
وممكن هنا تنزل موسيقى الناى الحزين على سبيل المؤثرات الصوتية لأن ويجا بتتحرك دلوقت بكل دلع، أيوه أهى بتتحرك أهه ، أيوه ج م ا ل .. بالضبط جمال نطق زكريا عزمى وقال " شوفت ياريس ويجا بتساند رأيك الصواب بتسليم أمور البلاد للمحروس جمال رؤية ثاقبة ياباشا إنت ماشى صح ... صرخت ويجا كمان مرة وقالت مفيش فايدة أنا أأقصد إنه هيخربها ... الناس دى بتفكر ازاى !!
بابا .. بابا لو سمحت ممكن نسألها إذا كان فى حد تانى نفسه فى السلطة ولا لأ علشان ناخد الإحتياط اللازم
اتحركت ويجا والعيون كلها حواليها وراحت ناحية "yes" يعنى نعم اتنفض الرئيس ودمعت عين ابنه .. الصغير طبعا وانطلق لسان زكريا عزمى قائلا " هدى نفسك ياريس وحياتك ماهيروح الكرسى إلا للى إنت عاوزه .. الكرسى كرسيك ياباشا" . طيب ممكن تقولى لنا ياويجا الناس بتحب الرئيس قد إيه ؟
فجاوبت ويجا من خلال حروفها وقالت " حب ايه .. اللى انت جاى... تقول عليها " فصرخ زكريا عزمى قائلا شوفت ياريس بتقول إنه حاجة فوق الحب بمراحل " اتنهدت ويجا وقالت" الله يخرب بيوتكم والله ما أنا لاعبة ده إنتوا بتنصبوا حتى فى اللعب ، حب ايه ياحرامية يانور هى الناس لاقية تاكل علشان تحب ، ده مستقبل أسود ومطين وعاوز الناس تحبه بأمارة ايه ياجدعان وشدت ويجا فى شعرها وحلفت إنها هتبطل تلعب اللعبة دى وهتروح تلعب "بلى مسافات طويلة" فى مركز شباب الحبانية .
راحت ويجا وفضل الرئيس والمدام وزكريا والأولاد حطين إيدهم على القشاط وبيصرخوا والنبى قوليلنا الرئيس هيقبى مبسوط فى فترة حكمه التاسعة ولا هتبقى فى حاجة تضايقه؟ والنبى ياويجا قولى الرئيس قلقان على مستقبله
!

Sunday, November 12, 2006



حاجة كده ..على ماقسم

فى كل فيلم عربى قديم او جديد لابد أن تجدها ... السكرتيرة اللعوب "مش عارف سموها ليه كده" بس احتمال شوية الفروق التى اجتهدت البشرية فى جمعها لنا تنجح وتقدم لنا إجابة عن هذا السؤال الحيوان ....
اتفضلوا نفتح المزاد ...
الفرق بين الزوجة و السكرتيرة
الزوجة مهمة صعبة والسكرتيرة مهمة جداً

مرة أخرى ما هو الفرق بين الزوجة والسكرتيرة ؟
الجواب : 30 كيلو جرام
***

السكرتيرة لا تتدخل في شؤون المنزل
الزوجة تتدخل في شؤون المكتب
***

السكرتيرة تكون بكامل أناقتها بمجرد أن تدخل المكتب
الزوجة تكون بكامل أناقتها أيضاً, ولكن بمجرد أن تخرج من المنزل
***

السكرتيرة تنفذ الأوامر
الزوجة تعطي الأوامر "اسال متجوز طبعا"
***

السكرتيرة تكذب بالنيابة عنك
الزوجة تكذب بالنيابة عليك
***
السكرتيرة مشروع حب قادم
الزوجة مشروع حب قديم
***
السكرتيرة لديها حل لكل مشكلة
الزوجة لديها مشكلة لكل حل
***

السكرتيرة تفسر الشك لصالح المتهم
الزوجة تفسر الشك ضد المتهم
***

السكرتيرة مثل بضاعة في الفاترينة
الزوجة مثل البضاعة في المخزن
***
السكرتيرة تشعر المدير بأنه سي السيد
والزوجة تشعره بأنها سيد قشطـة أو ماشابه

عرفتوا ليه بقى ... الحكاية دى موجودة فى كل فيلم وكل مسلسل ...























"v for vendetta" دعوة عامة لمشاهدة فيلم فنديتا
كنت هناك أقف أمام المرآة أقف أمام نفسى، فى نهاية يوم من تلك الأيام التى أصبحت تمر أمامنا دون أن نرى منها شيئا أو حتى نشعر
بها وهى تمر أو تجرى مش فارقة .. الأهم أنها لاتؤثر فينا ولا تترك علامات .. اللهم إن كانت بعض الخربشة والجراح ويمكن إبتسامة تتشعلق بقلبك وترفض النزول ربما لأنها الوحيدة فى زمن يبخل علينا بالمزيد من الضحكات المهم وقفت أمام المرآة وسألت نفسى هل ضحك على ، هل كان مجرد حلم ، هل أخدت صابونة وقبل أن يتفوه أحد منكم ويجاوب بأنى أخدت صابونة .. أقول لا، ربما سيأتى العام القادم ،ربما فى نفس اليوم سأراه، ربما سأستمد منه معنى التغيير وقوة الأمل.
أيوه هذا الشخص الرابض امامكم فى الصورة ويحمل إسم(v) انتظرته يوم 5 نوفمبر يأتى يوصى بوصية أو حتى يخبرنى ماذا أفعل من أجل فنديتا أقصد مصر، ولكنه لم يأتى !.. ربما قال فى الفيلم كل شئ ربما صدقته واندمجت معه لدرجة أنى مازلت أحفظ جمله وتعبيراته ونبرة صوته ولكنى لم أتخيل فى لحظة أن أجد نفسى أسأل عنه فى نفس اليوم الذى وعد فيه أهل بلده بتحريرها من الظلم
انتظرته أن يظهر فى يوم التحرير 5 نوفمبر كما أكد ووعد وأوفى ولكنه لم يأتى !...لم أفقد الأمل ،أنا هنا منتظره السنة القادمة أو حتى التى بعدها أعلم أنه سيأتى وأعلم تماما أننا سنتخلص من الديكتاتور ربما لاينقتله فى محطة المترو" كما حدث فى الفيلم" أو لا نقتله من الأساس ولكن الأكيد أننا سنتخلص منه بشكل ما ...
و الاكيد أيضا أن الناس فى مصر تحتاج هذا الفيلم ... بل مصر كلها لازم تشوف "فنديتا" ربما تتعلم شئ، أو يحرك شئ أو يهدينا الخطة السحرية للخلاص من مبارك للأبد
هى إذا دعوة لعرض فنديتا فى ميدان عام أو بلاش ميدان عام خليهادعوة عامة لتداول الفيلم بين الناس وكأنه منشور من بتوع زمان وإطمئنوا لأن المرة دى مفيش مطبعة ومفيش بوليس القلم السياسى > بس فى أمن دولة مش هيفهم إيه اللى بيحصل وأكيد هنعرف نضحك عليه
* دعوة جادة لنشر فيلم فنديتا .. لنشر الأمل... لنشر العزيمة وقوة الإرادة
























أبوك مات ... أنا عارف

كانت نفس الاية القرآنية التى اعتدت سماعها فى تلك المواقف بنفس نبرة الصوت التى تطلقها الاحبال الصوتية وهى تترنح وتتمايل من كثرة الحزن ونفس نظرة العين الى تغالب
انكسارها بتصنع أحاسيس شجاعة مزيفة، وكانت نفس المياه المملحة تملأ العيون وتخنق صوت صاحبها وهو يحاول أن يكون حكيما وعطوفا وحانيا وهو ينقل لك الخبر الذى يطلقون عيه فى بعض المناطق الادبية "الخبرالصاعقة "، كنت أبدو هادئا لدرجة البرود كنت أقرا فى أعينهم تلك الجملة اللعينة " ياعينى يابنى .. أه لو تعرف اللى هيحصلك بعد شوية .. ياحبة عينى انت واختك .. كان بدرى عليكوا الهم ده " كنت أتمنى وقتها أن رفع يدى وأطبق بأصابعى المرتعشة على وجوههم وأغلق جفونهم الباردة الى الابد وأصرخ فى أذانهم .. والله عارف ... أنا عارف
ولكن الجبن تملكنى .. منعنى من أعلى بصوتى قائلا .." أه لو تعلمون بالنار الموقدة داخلى " هناك شئ ما يداعب كافة أمعائى ويهدهد حجابى الحاجز يسرع من انقباضه ويبطئ بمزاجه ،يتحكم فى أنفاسى الخارجة والداخلة وكأنه يملكنى يخطف الأنوار والألوان من عينى يزرع فى أذنى كلمات غريبة وينشر فى عقلى بذور أوهام أو لتقل خيالات مثل تلك التى نراها فى لحظات اليأس والخوف .. كنت أتمنى أن اصرخ فى وجوههم قائلا " اللعنة على أساليبكم اللعينة .. هيا هاتوا ماعندكم .. استجمعوا شجاعتكم انت كنتم تملكوها واخبرونى .. اللعنة على الجبن الكامن فى نفوسكم .. هيا اصرخوا فى وجهى "وطبطبوا" على كتفى وقولوا معلهش يابنى ارادة ربنا .. هيا ارحمونى وأكدوا ذلك الاحساس الشيطانى الذى ينمو بداخلى ويقتل كل خلية ويمثل بمكوناتها كل على حدة .. هيا خلصونى من ذلك العذاب ... كنت أكاد أن اقبل أحذيتهم .. هيا فأنا أعرف ،لا تخافوا فأنا أشعر بذلك منذ ليلة أمس منذ دخلت لغرفتى بالمدينة الجامعية ساكنا شاردا دون سبب محاولا على غير العادة أن انام باكرا .. إلا أننى لم أفعل فلقد اختطفنى ذلك الاحساس الشيطانى المرعب ودفعنى للخروج مسرعا نحو هاتف الشارع "على غير العادة فى ذلك الوقت "و أن اطلق العنان لأصبعى الاوسط بأن ينتقى تلك الارقام المكونة لرقم هاتفنا المنزلى ولأول مرة أنتظر الرنين وأسمعه وكأنه زيت مغلى يداعب قنوات الاذن التى لا أعرف اسمها .. وأخيرا أجابت .. صوت خالتى .. أعرفه كان عاديا .. فزال قلقى ونطقت كلمة ألو وكأن على لسانى حجر بثقل لم اعهده من قبل .. اللعنة على الخوف ! ولكنها لم تسمعنى ، الهاتف به عطل .. اللعنة عل هواتف الشارع ... وألف لعنة على الحكومة الفاسدة التى تسببت فى ذلك .
احتضنت سريرى الصغير محتميا به من هلاوس الموت حتى طلبونى ،أيقذونى من تلك اللحظة الكامنة بين النوم والحياة . قريب لى لم أعتاد سؤاله رأيته فأدركت أن الخيالات التى تسكن نفسى وروحى حقيقة .. اللعنة على قاطعوا صلة الرحم ، يظلوا بعاد عنك وما إن تراهم يتاكد لك ان هناك مصيبة ما .
ثلاث ساعات طول الطريق من القاهرة لدمياط .. يتكلمون يبتسمون .. يتذكرون .. "هيا فليتكلم أحدكم .. فلينطق الشجاع فيكم ويقول شد حيلك يامحمد أبوك مات .. هيا أنقذونى من تلك الدوامة التى تعبث بعقلى .. أنقذونى من إحساس اليقين والأمل فى تغيره " كنت أدرك وقتها أن والدى توفى ولكن جهزت كل جيوشى الدفاعية وأطلقت العنان لها لتغزو عقلى وتحارب تلك الفكرة وتصرخ فى إحساس الموت قائلة "أبوك ما متش ، أبوك بس تعبان شوية ، أكيد هتروح تلاقيه وتاخده فى حضنك ، وتقوله أسف انى مش قاعد جنبك " اللعنة على الكلية والغربة.. و على إحساسى الدائم بأن ابى قوة جبارة لايهزمها المرض .. اللعنة على خيالات الاطفال التى تصنع لأبوها تماثيل خالدة غير قابلة للموت.
لم يتكلم أحد منهم إلا عندما اقتربنا من بلدنا ..كالعادة أشادوا بشجاعتى "التى لم اعرف لها طعما من قبل" وأنى أنا الكبير "اللعنة على ان تكون انت الكبير ".. وأطلقوا العنان لألسنتهم لتتلو تلك الاية"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن اليه راجعون"
لم أتكلم .. وقلت لنفسى حاضر، بشرونى ، سأتماسك سأكون على قدر المسئولية ،ها أنذا الكبير المتماسك كما تريدون ولتذهب مشاعرى وليذهب قلبى الى الجحيم ، ولتذهب معه تلك الدموع الحبيسة الى الجحيم ايضا .. هاأنذا .. المياه المملحة تترجرج فى عينى ولا تخرج .. فقط لأنى لا أريد أن اصدق ما تقولون ، فسوف أنزل من السيارة لأجده جالسا على المقهى يرحب بى ويسألنى عن أخر ماقرأت ويعاتبنى على قصور نظرى ورؤيتى التى تحتاج لمزيد من اطلاق الخيال للعقل.
غير ان ذلك لما يحدث فالناس كلها كانت تصطف الطريق وهم لايفعلون ذلك إلا للعزيز الغالى ..وأبى واحدا من هؤلاء.
هيا أشيروا إلى حضن أحد لأرتمى بداخله فأنا جبان أخشى البكاء أمام الناس هيا.. أحتاج لأى زراع يطوقنى ويخفينى بداخل صدر صاحبه .. أريد أن ابكى أريد أن اختفى .. للأبد
هاهو خالى إرتميت فى أحضانه وصرخت" أنا جبان .. كان لازم أقعد جنبه وهو تعبان ..مكنش لازم أهرب .. أكيد كان محتاجنى .. أنا جبان" العالم كله يرددها خلفى لاثبات جبنى وضعفى
"أنا عاوز أشوف أمى وأختى".. ذهبت ألعن كل لحظة جبن فى حياتى وألقيت بنفسى فى حضن أمى تمنيت أن أبكى ولكن لايصح .. أنت الكبير خلى بالك إمسك نفسك.... أآآآه ..أختى الصغيرة دموعها أحالت عيناها إلى شئ اخر أقوى من الذبول لا أعرف له معنى بعد .. أعلم أنها كانت تعشقه وهو أيضا كان يعشقها تلك الحالة من الانسجام الكامل بين البنت الصغيرة وأبوها الذى يغمرها بالحنان .. القيت بنفسى داخلها .. أيضا اريد البكاء .. ولكن ممنوع امسك نفسك انت الكبير .
تركتها وذهبت صليت مع الناس ودعوت له وبكيت أمام قبره ..وتركته ورحلت " اللعنة على العادة الانسانية البشعة " ولكن الوحوش تعيش بداخلى تمزق كل خليه على حده، وتمثل بأشلائها الصغيرة، تحاسبنى على جبنى .. هل كان يريد أن يرانى؟ بالقطع نعم .. وأنا حرمته من تلك الأمنية .. هيا عذبينى ايتها الوحوش هيا عذب نفسك لتطهرها من جبنك ..لا تتمنى لنفسك السعادة أيها الجبان، فلقد تركته وهو يحتاج إليك وأنا ايضا أحتاج له .. اللعنة على الجبن الانسانى .. ومرحى لذلك العذاب النفسى الذى يمنعنى من إكتمال نشوة فرحى وسعادتى فأنا أستحق .. أعلم ذلك .. كان المفروض أن اكون بجواره .. هيا اتركوا العنان لحملة سياط التعذيب بأن يلهبوا ظهرى بضرباتهم .. لعلى أطهر نفسى ولعل أبى يرضى عنى، ولعل ذلك الشبح الذى يطاردنى ليلا ليبكينى ... يختفى!

Saturday, November 11, 2006

شبح توفيق الحكيم .. أه والله

حتى تصل للورقة الأخيرة من تلك المسرحية فأنت فى حالة دهشة وصورتك إن شاهدتها فى تلك اللحظة لن تخرج عن منظر من الإتنين إما وجه "متنح " يصاحبه فم مفتوح أو إبتسامة رضا يصاحبها إهتزاز للرأس مثل تلك الحركة التى يجيد فعلها أبو قردان ، وفى كلا الحالتين لن يمتنع كفا يديك عن الإنضمام لبعضهما مع صوت فرقعة إستكمالا لحالة الدهشة والإندهاش التى تعيشها .

عبد ربو الحكيم !

وتستكمل حالة الإندهاش قائلا زى العبيط "يااااه مش معقول وتظل تكرر مش معقول دى حوالى خمس مرات ثم تصرخ وتستكمل جملتك أخيراوأنت تقول "مش معقول توفيق الحكيم يكتب الكلام ده" ثم تستعيد حالة الإندهاش مرة اخرى وتضم الكتاب الصغير وتحتضنه بيدك وتقلبه يمينا ويسارا بين أصابعك فى محاولة للتأكد بأن الصورة الموجودة على غلافه هى فعلا صورة لتوفيق الحكيم وليس شبحه، وأن التوقيع الموجود على الغلاف هو نفسه التوقيع الشهير لتوفيق الحكيم وليس توقيع عبد ربو الحكيم أو توفيق الجن ثم تقرب الكتاب أكثر وأكثر من عينيك السودويين أو ايا كان لونهما لتتأكد بأن إسم المسرحية هو رصاصة فى قلبين وليس رصاصة فى القلب" التى نعرفها جميعا " .
ومن أجل مزيدا من اليقين قد تأتى بعدسة مكبرة لتقرأ تلك الجملة الصغيرة الموجودة فى صدر الكتاب والتى تقول بأن تلك المسرحية لم تنشر من قبل ثم تسعى بعدها لأن تغلق عيونك المندهشة بعد أن تصيبك حالة من التعب والصداع من كثرة الإندهاش والتتنيح وينغلق فمك المندهش هو الأخر ثم تفتحه على إستحياء ليقول جملة واحدة فقط " جايز .. ليه لأ " ثم يطل عفريت من رأسك وهو فارد أجنحته وشايف نفسه شوية وكأنه هدهد سليمان حاضر إليك بالخبر اليقين الذى يقول " مش ممكن تكون دار النشر بتنصب علينا والمسرحية مش بتاعة توفيق الحكيم وإسمه محطوط كده وخلاص " .

إيه الحلاوة دى !

غير أن الصفحات الأولى من الكتاب الصغير الذى يضم المسرحية محل الخلاف ويشرح لك قصة هذه المسرحية الجهولة لتوفيق الحكيم وقصة كتابتها وحدوتة نشرها وكيف انها تنشر للناس للمرة الأولى ستثبت لك فى النهاية أن هذا العفريت الذى طل من رأسك كذاب ومدعى ويسعى للوقيعة بينك وبين الراجل صاحب دار النشر التى أصدرت هذه المسرحية على إعتبار أن فيه بينهم مشاكل !
بعد أن تنتهى من تلك الحدوتة ويحدث لك ماحدث يعنى بعد ماتقرأ المسرحية وتنهش وتتعجب وتستغرب وتستنكر سيصيبك بعض من الهدوء المخلوط بشوية إبتسامات هادئة المصحوب بجملة واحدة تركب دماغك وتدلدل رجليها وتقول "أما الكبار دول عليهم حاجات ياجدعان" !
ياه ياعم توفيق إيه الجمال والخيال والبساطة دى ، تخيل قارئ بحجم توفيق الحكيم وفكره وعبقريته ووقاره وهو يكتب عشرة او عشرين ورقة بتلك الخفة والبساطة مسرحية من اجل التهيييس فقط إسمها "رصاصة فى قلبين" ولا تتعجب من تشابه الإسم مع مسرحية توفيق الحكيم الخالدة "رصاصة فى القلب " والتى تحولت إلى فيلم سينما قام ببطولته عبد الوهاب فتشابه إسم المسرحيتين لم يأتى من فراغ فتوفيق الحكيم لم يفعل شئ سوى أنه قرر إعادة كتابة رصاصة فى القلب بأسلوب مختلف وإستايل جديد فخرجت تلك الرائعة التى تنشرها دار الشروق أخيرا فى كتاب من القطع الصغير لم يصل تعداد صفحاته إلى المائة .
فى رصاصة فى قلبين يكشف توفيق الحكيم عن جانب اخر من شخصية المثقف الذى ينظر الناس إلى شيبته ووقاره وعصاه التى يتعجز عليها على أنها صورة كاملة للكلاسيكية والأفكار المعلبة هذا الجانب من المسخرة الكوميدية والبساطة فى الأسلوب وعبقرية الفكرة المختلفة الغير متوقعة انكشف فى تلك المسرحية التى حاول توفيق الحكيم أن يرسم بها صورة جديدة للمرأة ومكانتها فى قلبه وحاول أن يعيد للشعر ريادته فى تكوين الأفكار وتداولها وصور فيها صورة أخرى للديمقراطية المنتظرة وسحرها .
المسرحية قد تراها وانت تقرأها وكأنها شئ مسلى فى رحلة سفر تقول كل هذا وأكثر تتحدث عن الوحدة العربية وسبل تحقيقها وعن دور الأدب والثقافة فى تكوينها تتحدث عن الديمقراطية وكيفية إستخدامها ، تكفر بالسياسين العرب وتلعن اليوم الذى ظهرت فيه تلك الفئة التى تحكم بالعصا وماء النار الذى شوهوا به مفهوم العروبة وأجروا له عمليات ترقيع لم تفلح فى إعادة جماله ، المسرحية البسيطة فى كلامها ليست كذلك أبدا فى أفكارها فهى دعوة صريحة لشعوب المنطقة أن يحرروا أفكارهم مرة اخرى ويطلقوا أحلام الحرية من أقفاصها ، دعوة صريحة للشعوب العربية تطالبهم بالكفر بالسياسين العرب وكروشهم التى إمتلات فوق عروشهم ، دعوة تقول أن الشعوب لا الحكام هم طريق تلك الامة نحو حضارة محترمة ووحدة ثقافية وفكرية تدوم للأبد .

الحكيم لما يهيييس !

هذا ملخص مايدور بين سطور تلك المسرحية التى تدور أحداثها حول إجتماع مجموعة من سيدات المجتمع العربى فى صالون نسائى من أجل التحضير لمؤامرة هدفها الأساسى هو خدمة التراث العربى من خلال عمل شعرى غنائى شترك فى تأليفه وتلحينه توفيق الحكيم مع محمد عبد الوهاب فهذا الإجتماعى النسائى كان يهدف إلى إستخدام فتاة صغيرة تتمتع بجمال قوى من أجل تقديم الشحن العاطفى المناسب لأكبر أديب وأكبر موسيقار فى الوطن العربى لدفعهما لإنتاج عمل إبداعى كبير يعبر عن وحدة وترابط الوطن العربى بكل فئاته وأشكاله.
ويتابع الحكيم فكرته المجنونة بأن يعترف هو وعبد الوهاب بكبر سنهم وشيخوختهم وعدم قدرتهم على مجاراة جمال الفتاة الصغيرة ويستأجر الحكيم نور الشريف ليحل محله ويعود به لمرحلة الشباب ويستأجر عبد الوهاب محمود ياسين ليفعل نفس الشئ حتى يستطيع أن يفوز بقلب الفتاة الجميلة.
وهكذا يحاول توفيق الحكيم وعبد الوهاب الرد على مؤامرة سيدات المجتمع بمؤامرة أخرى ثم تتحول اللعبة إلى لعبة ثلاثية حينما يشترك فيها نور الشريف ومحمود ياسين من أجل الإيقاع بالفتاة الجميلة ويحاول الحكيم من خلال نور وياسين ان يلقى الضوء على بخله وعلى إسراف عبد الوهاب وحبه للنساء وينقل الحكيم الأحداث لسويسرا والحرب الدائرة بين توفيق الحكيم المزيف وعبد الوهاب المزيف ايضا من اجل الفوز بحب " فيفى " بينما فى القاهرة كان الصراع يدور بين توفيق الحكيم الحقيقى وعبد الوهاب الحقيقى على شئ هو ايضا حقيقى هو عمل شعرى غنائى يقول بأن وحدة العرب وتقدمهم لن تبدا من عند أوغاد السياسة بل تبدا من فوق المسرح ... من الفن والثقافة .
هذا ما أراد أن يقوله الحكيم ولكن ما لا يدركه الحكيم الأن أن أوغاد السياسة نجحوا فى ان يسحبوا الفن والثقافة فى الو طن العربى إلى حظيرتهم ولم يعد للعرب لا فن ولا ثقافة مشتركة كانت أم فردية والبركة فى ملوك الهشك بشك الذين حطموا حلم توفيق الحكيم بالمرزبة !
أبونا متى المسكين .. لسه فاكرينه

رجل الدين القوى الذى يخل الشرف فى تكوينه الروحى وتدخل الأمانة فى تركيبته الإنسانية ويرفض تركيبه النفسى والجسمانى كل انواع الظلم والقهر والكذب ، وتخجل يده من أن تعانق السلطة ، وتأبى رأسه أن تخضع لسلطان غير سلطان الله ،ويتعف لسانه على أن ينافق الدولة أو ان يكون أداة يستخدمها سلطان فاسق فى تمرير ظلمه وسرقته لشعبه بإسم الدين ، رجل دين مثل هذا هو حلم لأى فرد ولأى شعب مهما كانت ديانته فالناس كثيرا مايحلمون برجل دين لايخشى فى خالقه لومة لائم ، برجل دين ينقذهم من سلطان التفسيرات الدينية الخائبة التى أراد من سبقوه أن يمنحوا الشعوب هدية للحكام يتصرفون فيها كما يحلوا لهم بإسم الدين وسلطة الإله ، فى مصر وفى عز عصور القهر والقمع والظلم ظهر رجال دين من تلك النوعية وكان مصيرهم دائما مكانة عالية فى قلوب الناس ومطاردة مستمرة من رجال السلطة ومن الشيوخ الذين ارتدوا عبائة السلطان واستحموا بأمواله ،واحد من هؤلاء الرجال فقدناه فى الأسابيع الماضية وجاءت وفاة الأب "متى المسكين " لتعلن خسارة مصر لرجل دين مثقف وقف فى وجه الكنيسة وتخاذلها واستبدادها ومفاهيمها الخلوطة وأعلن غضبه على السلطة وأفعالها ولم يكن الأب "متى" مجرد راهب جالس ليتعبد خلف اسوار كنيسته بل كان شديد الإيمان بانه يحمل رسالة شرية يجب ان تصل للناس فأصدر فى هذا الإطار مجموعة من الكتب يمكنك ان تعتبرها بمثابة المسامير فى كرسى رجال الكنيسة المصرية تشكشكهم ولاتسمح لهم بتسيير الامور كما تحلو لهم ، ففى كتابه مقالات بين السياسة والدين يقدم أبونا متى المسكين تشريح هادئ وبسيط لكنيسة وأحولها وعلاقتها بالسياسة والمجتمع وفى كتابه هذا يتعامل ابونا "متى" بمنق إبن البلد الجدع الذى يحرج الخاطئون بس بالأدب ! ومن ضمن ما علق عليه الاب "متى" فى كتابه قضية الخدمة الإجتماعية التى تقدمها الكنيسة للمحتاجين وتحت عنوان يمكن ان تعتبره بمثابة النصيحة المباشرة للكنيسة المصرية بأنها خدمة مسيحية ..لا خدمة إجتماعية ، ووضح بان الكنيسة لاتخدم المجتمع بل تخدم الإيمان والمسيح فى أشخاص هؤلاء العرايا والمشردين وأن الخدمة المسيحية خدمة إلهية فى واقعها وطبيعتها وأهدافها ولايصح لأحد ان يستغلها لأغراض اخرى وعاب الأب "متى " على الكنيسة تعاملها مع الخدمة المسيحية بإعتبارها مجرد إحسان بينما الحقيقة تقول ان تلك الخدمة إيمان بالأخوة وأضاف ان تعامل الكنيسة مع الخدمة المسيحية بمنطق الخدمة الإجتماعية ومجموعة من الكشوف المرصوص فيها أسماء المحتاجين وتوزيع المال عليهم من قبل موظف يحمل وريتب وينسق تلك الكشوف يحول الخدمة المسيحية عن مسارها الذى يهدف إلى تعميق مبدا الإيمان والاخوة إلى مسار حالة من الحقد تنتج عن العملية الإستفزازية التى يتعرض لها الفقير وهو يمد يده ليحصل عى المال لانها تذكره دائما بغنى الاخرين وفقره واستنكر الأب "متى " اهتمام الخادم المسيحى والكنيسة بوجود مصادر دخل أكثر من الإهتمام بتقديم الخدمة المسيحية الإيمانية ، كما عاب الأب متى على الكنيسة أن القائمين بها على الخدمة الإجتماعية ليسوا على المستوى المطلوب لذلك تنهار عملية الخدمة المسيحية وتفقد الكثير من معانيها الإيمانية بسبب أن الكنيسة اصبحت تختار حملة الشهادات دون النظر إلى ضرورة أن يكون قلب الخادم قد سكنته كلمة الإنجيل وامتلا بالحب .وقال فى كتابه ان ماتقدمه الكنيسة فى الخدمة الإجتماعية هذه الأيام لم يعد يميزها عن ماتقدمه الحكومات السياسة حتى تلك التى ليس لها دين .
وحول الكنيسة والسلطان الزمنى عاب الأب "متى" على رجال الكنيسة سعيهم نحو السلطان الزمنى وعدم تعلمهم من تلاميذ المسيح الذين طلبوا ذلك وسعوا إليه متناسين سلطان المسيح وملوكيته حينما امر البحر بان يصمت والرياح بأن تهدأ ونسوا أيضا انهم شركاء فى الميراث والمجد وانهم مدعوون أن يكونوا ملوك وكهنة الله . ولكن الأب متى منح العذر لتلاميذ السيد المسيح لأن الروح القدس لم يكن قد حل بهم بعد ولم تكن كلمة الشهادة قد أنارتهم ، ولكن الأب "متى" لم يجد للكنيسة الحالية ورجالها سببا أو عذر ا يبرر سعيهم المتواصل نحو السلطان الزمنى والحصول على قوة دنيوية فى يدهم وبحزن واضح فى سطوره تحدث الأب "متى" عن عدد المرات التى ضلت فيها الكنيسة الطريق وخيبت رجاء المسيح وهجرته لتطلب رحمة الملوك بذلة العبيد وشرح تلك الفترة التى لجات فيها الكنيسة للملك قسطنطين الذى حارب أعدائه بإسم الصليب والصليب منهم براء ومازال الأب متى يرى ويصر أن الكنيسة مازالت الى الأن تحمل بعضا من ذلك الفكر القسطنطينى .
وحول إشكالية الكطنيسة والوطن أكد الأب "متى" أن الوطن السمائى ليس بديل ابدا عن وجود الأوطان وأن الكنيسة التى تسعى لإقناع الناس بالإتجاه نحو الوطن السمائى على حساب احتقار الفر د لوطنه الأرضى ترتكب خطيئة كبرى فالكنيسة تكون بذلك مسئولة عن ضياع الروح الوطنية من نفوس أبنائها . وبروح تشبه كثيرا روح الجهاد التىأظهرها القمص سرجيوس ورفاقه فى ثورة 19 أكد الأب متى ان المواطن المسيحى لابد ان ينتفض ويثور ضد فساد او إفساد أنظمة الحكم وشدد على ضرورة ان تترك الكنيسة لأبنائها حرية التصرف السياسى وأن تمنح أبنائها الثقة الكاملة والقوة الكاملة وترشدهم على رفض فساد السلطان وطغاينه لأننا سوف نسأل يوما من اولادنا وذوينا عن الدور الإيجابى الذى قمنا به فى تحرير وطننا ورقيه .. هكذا يرى الأب متى المسكين وهكذا يحذر المواطن المسيحى من الوقوع تحت سيطرة الكنيسة ويحذره من التهرب من خدمة وطنه ويحذره من الروح الوطنية ومن ضياعها لأنها إذا ضاعت فكيف يواجه احفاده حينما يسألونه عن دوره فى نهضة هذا الوطن .. رحم الله أبونا متى ورزقنا الله برجل مثله قادر على الوقوف فى وجه سلاطين الدين وتفسيراتهم الخيبانة التى يملأون بها رؤوسنا لمصلحة الحكام .

Friday, November 10, 2006


سى مفيد .. لا تندهش

هل تعرف ذلك الطفل الذى يسرع نحو والده القادم من العمل ويترمى فى حضنه ويميل على
أذنه ويمهس فيها بأن ماما خرجت وعملت كذا وأخويا قال كذا وجدوا قال عليك كذ وحصل
وحصل فيكافئه الأب غالبا بقطعة حلوى مع معاملة ميزة ، فتنمو الموهبة مع الطفل ويميل
على أذن مدرسه ويحكى بان الاستاذ فلانى قال عليه كذا وان الطالب الفلانى بياخد درس
عند المدرس العلانى فيكافئه المدرسه بان يجعله يكتب الاسماء على السبورة وقت غيابه
، ثم تتطور الموهبة أكثر ويميل نفس الطفل عندما يصبح راجل بشنبات على أذن مديره فى
العمل ويحكى ان فلان قال عنه وهو غائب كذا وأن الموظف الفلانى بيحب الموظفة
الفلانية فاصبح له عند المدير مكانة خاصة أساسها الولاء ومكافئتها علاوة ووجود دائم
على سلم الترقى ..عن رجل مثل مفيد محمود شهاب نتحدث ، عن رجل يدرك جيدا أن الحكايات
التى ينقلها للطبقات العليا هى سبب إستمراره فى الصعود ويعلم تماما أن السير تحت
"إبط "السلطة رغم رائحته الكريهة إلا انه السر الأمن كما يقولون وهو الأضمن
للإستمرار فى كنفها والإستمتاع بخير السلطة وما ادراك ما خير السلطة ، عن رجل مثل
مفيد محمود شهاب طبق هذه النظرية وهو على مشارف الثلاثون عاما فى الستينات وعرف
تماما حلاوة نتائجها نتحدث ..فمفيد شهاب كان عضوا مميزا " بنظرة الشرطة لمن يعملون
فى مهنه مرشد"
فى منظمة الشباب الإشتراكى التى أنشأتها حكومة جمال عبد الناصر مع
بداية الستينات لتمثل جبهة داخلية قوية لحماية النظام من تمرد الجيش وسطوته ومن قوى
الرجعية أو اعداء الثورة كما يقولون ،وتربى مفيد شهاب بين أسوار المعاهد الإشتراكية
التى شرب الشباب داخلها فكر السلطة ومبادئها ومخاوفها قطرة قطرة وأعدت لهم السلطة
فى ذلك الوقت برنامج فكرى قيل أنه متنوع رغم أنه لم يخرج عن مدار فكر الثورة ولو
لسنتيمتر واحد وإستماتت الدولة فى تحفيظ وتلقين شباب المنظمة تلك المبادئ لتجد من
يدافع عنها وقت اللزوم ، وكان مفيد شهاب واحدا من أولئك الذين حفظوا واصموا وأجادوا
فكان مصيره داخل المنظمة مزيدا من الترقى داخل المنظمة التى قال الكثير من المفكرين
وقتها ان وظيفته الأساسية هى تجنيد الشباب داخلها لكتابة تقرير عن أهلهم وجيرانهم
وأصدقائهم والقريبين منهم ورفعها للأمن ومفيد شهاب كان عضو بارز بل وقيادى فى منظمة
الشباب الأشتراكى الذى اعترف عبد الغفار شكر فى دراسته وهو العضو الذى عايش التجربة
وحاضر فيها أن الكثير ممن حصلوا على عضوية المنظمة دخلوا فيها بشكل إنتهازى من اجل
الترقى فى سلم السلطة وضمان مستوى إجتماعى أفضل ولا أحد ينكر ان بعضا ممن حصلوا لعى
عضوية تلك المنظمة كانوا صادقين فى شعورهم ورغبتهم فى خدمة الوطن وهم أنفسهم الذين
خرجوا فى مظاهرات تطالب القيادة السياسة بمحاسبة المقصرين عقب النكسة وللمصادفة فإن
تلك الأسماء التى خرجت فى مظاهرات تستنكر خدعة السلطة لهم وتكشف حقيقة تجنيدها
لهم لم يكن من بينها إسم الدكتور مفيد شهاب بينما ظهر غسم الدكتور مفيد ضمن
أسماء مجموعة الولاء التى تخدم السلطة وترفع تقاريرها للأمن بل وتصدر إسم الكتور
مفيد شهاب القائمة التى إعتمدت عليها الدولة فى تطهير منظمة الشباب من العناصر
الغير منضبطة "هكذا أطلقوا على المتظاهرين " ومن ضمن المناصب التى كانت تمنح فى تلك
الفترة على أساس الولاء حصل مفيد شهاب على منصب رئيس تحرير جريدة الشباب العربى
التى تصدر عن المنظمة ويبدو ان ولاء مفيد شهاب للسلطة فى ذلك الوقت ونشاطه فى
خدمتهم ورفع التقرير جاء يفوق كل الوصف فكان من الطبيعى أن يكون مفيد شهاب هو رجل
التطهير الذى تستخدمه السلطة إعادة تطهير المنظمة من العناصر التى شاركت فى مظاهرات
منها أو لتقل العناصر المحترمة وعين مفيد شهاب امينا للشباب عقب المظاهرات التى
نظمت كرد على النكسة وظل الرجل فى تلك الفترة الحرجة يقود عملية التطهير وفرز أعضاء
المنظمة وطرد كل من تجرات نفسه وتظاهر ضد الحكومة والإبقاء على كل من يتأكد من
ولائه ورحل فى تلك الفترة بالتحديد الكثير من شباب المنظمة الذى يمكنك وصفه
بالإحترام ومنه اسماء كثيرة مثل خيرت الشاطر الذى ساهم فى إشعال المظاهرات فى
نوفمبر 68 وأحمد بهاء وأبو العز الحريرى وغيرهم ممن تشهد لهم مواقفهم بالإحترام
ونشط مفيد شهاب فى تلك الفترة فى رفع تقارير عن المنظمة وأعضائها للإتحاد الإشتراكى
الذى كان يشرف على المنظمة ويبدو أن نشاط الدكتور مفيد شهاب فى رفع التقارير وتطهير
المنظمة كان جيدا فكانت مكافأته ان تم تعيينه عضوا فى اللجنة المركزية
للإتحاد الإشتراكى سنة 69 وأدرك وقتها الدكتور مفيد أن نظريته فى السير تحت " إبط"
السلطة تأتى بثمارها . وإذا أردت ان تعرف أن يقع الدكتور مفيد بالضبط فقط فارن بين
موقفه فى رفع التقارير وموقف بعض الشباب الذين أدركوا أن الحكومة خدعتهم بإسم الوطن
وقامت بتجنيدهم لخدمة النظام وليس الوطن ، قارن بين موقف مفيد شهاب فى إحباط حركة
الصحوة هذه وبين الذين تركوا المنظمة ونعيم السلطة لأنهم أدركوا انهم لابد ان
يكونوا خدمة للوطن لا للنظام ابدا قارن وستجد ان بعد العمر الطويل هذا مازال نفس
الأشخاص ضد النظام الظالم مصممين على موقفهم فى المطال0ة بحقوق الناس الذين منحوهم
إحترامهم
ومازال الدكتور مفيد شهاب يسير تحت "إبط "السلطة بل ونجح فى
التعلق بشعرة منه ويصبح أحد رجالها
ومازال يكتب التقارير ويرفعها للطبقات العليا
بعد ان قارب منها كثيرا وجاءت مناصبه التى حصل عليها مناسبة تماما لخبرته فى منظمة
الشباب " تطهير العناصر النشطة اللى بتفهم والإبقاء على العناصر الموالية" فقد عمل
الدكتور مفيد شهاب داخل نطاق خبرته رئيسا لجامعة القاهرو من 93 حتى 97 ثم وزيرا
للتعليم العالى وهى الفترة التى بدات معاناةالطلبة فى ممارسة السياسة فى
الجامعة ، والأن مفيد شهاب يترقى حزبيا فهو أحد الأعضاء الأساسين فى بطانة جمال
مبارك داخل الحزب كما تحول لكاتب تقارير قانونية بعد توليه منصب وزير الدولة للشئون
النيابية والقانونية فهو الان يرفع لرأس النظام تقارير عن قانون الصحافة ويصر فى
تقريره على حبس الصحفيين ويرفع ايضا تقرير عن قانون مكافحة الإرهاب وكلها تقارير
تدور فى نفس فلك مظيفى الدكتور مفيد شهاب أيام منظمة الشباب مجرد "فنيك" للتطهير
فالرجل هو المطهر الذى تستخدمه السلطة فى كل وقت ويتلون هو ويلبس ثوبها ويعلن ولائه
لها فى كل وقت من اجل الإستمرار فهو الإشتراكى فى منظمة الشباب وهو الإنفتاحى فى
عصر السادات وهو بلا لون ولا طعم الأن نظام مبارك بلا لون ولا طعم ايضا فأخر تقرير
رفعه الدكتور مفيد شهاب لرأس النظام فى مصر كان عن الإنترنت وضرورة تطهيره بعدما
اصبح أحد اكثر الوسائل إزعاجا وإهانة للرئيس وإبنه فتخبرنا مصادرنا التى إعتاد
الصحفييون على أن يلقبوها بالمصادر السرية أن الدكتور مفيد مارس هوايته فى كتابة
التقرير ورفع للرئاسة تقرير عن الإنترنت يطالب فيه بضرورة إعادة تشريع قانون جديد
للتعامل مع شبكة الأنترنت التى أصبحت تزعج الرئاسة "مثلما كانت العناصر
النشطة فى المنظمة تزعج عبد الناصر" وطالب الدكتور مفيد فى تقريره بضرورة أحكام
قبضة الدولة على الشبكة موصيا بالإقتضاء بتجربة إيران والسعودية فى التعامل مع النت
..يعنى بإختصار "لا إنترنت بعد اليوم" إلا لمن يعلن ولائه للسلطة مثلما كان يفعل فى
الماضى حينما أعلن أنه لا عضوية فى منظمة الشباب الإشتراكى إلا لمن يعلن ولائه
لنظام عبد الناصر




فى
الليمون

سن الثلاثين هو بداية النضج لإنسان تراكمت خبراته وقوى ساعده وأصبح على الأقل يملك زمام طريقه وقادر على السير فيه بمفرده ، هو بداية النضج أيضا لشجرة عانت كثيرا فى بداية نموها ثم إشتد عودها وقويت جذورها مع تتابع عقود ثلاثة عليها عشرة سنين مضاف إليها عشرة أخرى مجموع معهما عشرة سنوات اخرى مسافة زمنية طويلة يستوى فيها الأخضر ويكبر فيها الطفل ، 30 سنة كافية لأن تقيم دولة وتقعدها ومع ذلك لم تكن كافية أبدا لنمو حياة سياسة متعددة حزبيا فى مصر ولدت فى 1976 ومر على ميلادها 30 سنة ومع ذلك لم تقف على قدميها بل لم تحبو من اصله فى وطن مثل مصر فيه كل العجايب عشنا تجربة من التعددية الحزبية على مدار 30 سنة نتاجها وجود 24 حزب سياسى ومع ذلك مازلت كل الأوساط السياسية والثقافية والشعبية تطالب بالتعددية الحزبية فى مصر وكان السنوات الماضية كانت وهما على وهم وهى بالفعل كذلك كما اكد معظم المحللون والخبراء السياسيون هى بالفعل كذلك لأنه لا احد فى مصر قادر بعد مرور هذه السنوات أن يعد على أصابعه عشرة احزاب فقط من الأحزاب الموجودة ففى العالم كله من حقك ان تطرح على اى مواطن سؤالين وستجد لهما جواب السؤال الأول إنت بتشجع مين والسؤال الثانى بتنتمى لحزب إيه فى بريطانيا مثلا يمكنك ان تسأل اى شخص عن ناديه هل هو ارسنال ام تشيلسى وسيأتيك الجواب ويمكنك ايضا ان تسأله هل هو عمال أم محافظين وبرضه سيأتيك الجواب أما فى مصر فيمكنك ان تسأل السؤالين ولكنك لن تحصل سوى على إجابة الاول أهلاوى ام زمالكاوى ؟ أما السؤال الخاص بالإنتماء الحزبى فإنسى فلن تجد له إجابة لأنه لا احد أصلا يحفظ اسماء الأحزاب الموجودة او يعرف بوجودها حتى فى المستقبل الامل الوحيد ان تجد اجابة على هذا السؤال تكمن فى زوال الحزب الوطنى فإذا انتهى الحزب الوطنى وذهب بلار جعة يمكنك وقتها أن تجد حياة حزبية بجد وأن تتعدد الأحزاب الموجودة بشكل حقيقى بدل أن تتعدد احزاب على طريقة العدد فى الليمون وعدد الليمون فى مصر الأن وبعد مرور 30 سنة على نشأة الأحزاب حوالى 24 ليمونة اقصد حزب يعرف الناس منها علىالأقل ثلاثة او اربعة أما الباقى فمستحيل ولك ان تتابع أسماء الأحزاب المصرية الموجودة والتى ستسمعها للمرة الاولى لتدرك ان الثلاثون سنة الماضية لم نعرف فيهم معنى التعددية الحزبية بل عرفنا معنى أحزاب الوهم
فعتدك مثلا ياسيدى ( الحزب الوطنى الديموقراطى وحزب الوفد والتجمع والعربى الناصرى والأحرار وحزب الجيل وحزب الغد وحزب الوفاق وحزب الأمة وحزب الخضر المصرى والحمهورى الحر "لسه جديد طازة " والإتحادى الديمقراطى والمحافظين ولجزب الدستور والسلام الديمقراطى والعدالة الإجتماعية وحزب شباب مصر ومصر العربى الأشتراكى وحزب العمل "المجمد" وحزب التكافل وحزب الشعب الديمقراطى وحزب مصر 2000 وحزب مصر الفتاة وحزب العمل ) ياترى كام مواطن فى مصر يعرف عشر احزاب منهم بالتاكيد قليل جدا لذلك لإن حياة حزبية دامت لأكثر من ثلاثين سنة وفشلت فى أن تؤتى بثمارها او على الأقل بخمسة احزاب محترمة تقوم بدور النواية التى تسندر زير الحياة السياسة المكسور فى مصر هى ثلاثين سنة من الوهم فقبل عام 1976 لم يكن هناك تعددية حزبية وفى عام 2006 لايمكن أبدا ان تقول أن فى مصر تعددية حزبية



اقلبوا نظام الحكم ..فيها حاجة دى

التخطيط لخروج الناس على الحاكم مسألة غاية فى الصعوبة وغاية فى الخطورة أيضا وفى مصر للأسف إعتبرها مسالة قد تبدو مستحيلة وأسباب ذلك واضحة إما لأن الناس فى الشارع المصرى قد دفعهم خوفهم وماتراه أعينهم من ضرب وسحل وقمع إلى الكفر بفكرة التغيير وتأجيلها إلى حين أو لأننا نعيش تحت رحمة نظام لا يترك كبيرة ولا صغيرة فى حياتك إلا ويقوم بتفتيشها ولا يترك حديث يدور بينك وبين أصحابك أو حتى زوجتك إلا وقام بالتنصت عليه فأصبحت فكرة التخطيط للخروج على الحاكم فى مصر تبدو كعملية انتحارية فى ظل تلك الحياة المراقبة من ألفها ليائها. ولأن الرياح قد تأتى أحيانا من حيث لا يتوقع القبطان فرياح التغيير فى مصر قد تأتى من حيث لا يتوقع النظام وفكرة الإنقلاب على مبارك والإطاحة به قد تتم أمام أعين رجاله وتحت حراستهم وفى جو تم تهيئته من قبل الحكومة ليصبح مناسبا للعمل السرى ففى السينما الجو مناسب تماما لسب الحكومة والدعوة لقلب نظامها رأسا على عقب فالظلام والهدوء ووجود ناس مختلفة لن يجعلك فى حاجة إلى قبو سرى تحت الأرض أو مكان مهجور بعيدا عن أعين البوليس لكى تكتب منشور أو توزعه فشاشات العرض فى السينمات المصرية قامت بتوزيع منشور سمع بصرى يدعو الجمهور للإطاحة بنظام مبارك، صحيح أن تلك الدعوة التى حملت إسم " V for Vendetta" لم تكتب بأيدى مصرية ولكنها عبرت بشكل أو بأخر عن ما عجزت المعارضة فى مصر بكل ألوانها أن تعبر عنه فالفيلم الذى شاهده الناس فى السينمات وبإذن الحكومة وتحت سمعها وبصرها كفيل بأن يكون المسمار الأخير الذى يدق فى نعش هذا النظام إذا أراد الناس فى مصر ذلك وهم يريدون بلاشك!فقط ينقصهم وينقص المعارضة فى مصر أن تؤمن بأن شاشة السينما والفن عموما قادراعلى تحريض الناس وتوجيههم فشاشات السينما الأن تقول مالا يستطيع المصريون فى أعنف المظاهرات أن يقولوه، فمن خلال هذا الفليم الذى تشعر أن مؤلفه إما عاش فى مصر أو كان يراسل احد أبناء هذا البلد المطحونين تشاهد بنفسك وكأنه تدريب عملى كيفية إسقاط نظام ديكتاتورى تمكن من توطين نفسه وفرض نفوذه وسلطانه فى البلد عن طريق إثارة الفزع والخوف ، فالديكتاتور اشترى حرية الناس بأمنهم فإما الصمت والطاعة ياإما القهر والقمع والرعب وهو نفس السيناريو الذى يتعامل به نظام مبارك إما أن تعيش فى مصر وترى خيرها يسرق وينهب وترى الرئيس يعد إبنه ليتسلم مفاتيح الحكم من بعده وأنت صامت وخاضع وراضى ياإما تعبث الفوضى فى حياتك وتذهب خلف الشمس ، الفليم يتحدث عن مبارك الحاكم الذى كلما طال عمره زاد تمسكه بالكرسى وزادت قسوته وثقته فى العنف كأداة لإخضاع شعبه، "ستلر " فى الفيلم كان كذلك يقيم أركان حكمه على كتف وزير داخليته كما يقيم مبارك حكمه على عصيان الأمن المركزى وأوامر العادلى التى لا ترحم لا كبير ولا صغير ولا رجل ولا إمراة حينما يقولوا "لا" للنظام ، هو يتحدث عن مصر بلاشك وقانون الطوارىء الذى لا يسمح لأحد بأن يسير فى الشارع حينما يريد ذلك ، وإذا كان مبارك لم يرى حالة الإحتقان وعدم الرضى التى يعيشها المصريون فى منازلهم وهم يتابعون ظلمه عبر شاشات التلفزيون فسهل أن يراها على شاشة السينما الأن ، وإذا كانت الحكومة لم ترى رغبة الناس فى التخلص منها فسهل أن ترى تلك الرغبة فى فيلم فنديتا ، وإذا كان الناس لم يروا فى نفسهم القدرة على التغيير والقوة فى الخروج على الحاكم وتحدى قوته العسكرية والإطاحة بنظامه فليذهبوا ليشاهدوا أنفسهم فى هذا الفيلم وهم يخرجون أفواجا أفواجا يقلبوا كرسى الحاكم فوق دماغه ويطيحوا بظلمه بعيدا ويبدأوا عصرا جديدا بلا قهر أو ظلم أو خضوع .
فيلم " Vendetta" الذى عرض فى السينمات المصرية يقول ذلك فى مبارك وأكثر ويدعو الناس فى مصر للإطاحة بالديكتاتور و يطهرهم من خوفهم وجبنهم ويدفعهم للخروج ومواجهة الظلم ،هذا الفيلم نأأمل منه خيرا فى أن يحرك مياه الشجاعة والوطنية الراكدة فى نفوس المصريين بل يراهن البعض عليه بأنه لو عرض فى ميدان التحرير لكان سبب فى خروج الشعب المصرى فى انقلاب شعبى يطيح بنظام مبارك الدكتور أحمد عبد الله الإستشارى النفسى يقول عن ذلك أن نفسية المواطن المصرى قابلة للتحريض وقابلة لأن يحركها فيلم سينمائى حماسى ولكن بشروط ، الشروط التى وضعها الدكتور احمد عبد الله ليست بالصعبة أبدا ولكنها فى حاجة لتضافر جهود المعارضة المصرية للخروج بالمواطن المصرى من ماأطلق عليه الدكتور أحمد مأزق الميديا الذى يقسم الناس إلى متفرجين ونجوم فلابد للشعب المصرى لكى يستجيب لهذه الأفلام أن يترك مقاعد المتفرجين ويدرك جيدا أنه شريك فى صناعة الأحداث ولن يحدث ذلك بمشاهدة فيلم "فنديتا" فقط ، بل يتطلب إعادة بث تقوم بها المعارضة لتوعية الناس بتلك الأفلام وكيفية إستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية فإعادة البث ستثير إهتمام الناس بالفيلم وأحداثه وما يدعو إليه وبالتالى إهتمام الناس بتنفيذ مايدعو إليه الفيلم فى مرحلة لاحقة من الزمن وليس بالضرورة بعد الخروج من قاعة العرض وهو نفس المبدأ الذى اتبعه بطل الفيلم حينما ظل عام كامل يعيد بث تاريخ قديم فى روح الناس حتى أصبحوا جاهزين تماما لمواجهة مصيرهم الدكتور أحمد عبد الله لم ينسى أن يذكر التأثير القوى للفن التحريضى ودوره فى تحريك المشاعر والأفكار ولكنه فى نفس الوقت يذكر بأن هذا الفن التحريضى قد يجد صعوبة فى الشارع المصرى فهذا المواطن المصرى الذى شاهد فيلم فنديتا وتحمس له حينما يخرج من السينما ليشاهد حصار عربات الأمن المركزى فقد يصيبه الإحباط وبالتالى فإن مثل هذه الأفلام يتوقف تأثيرها على المواطن المصرى على حسب موقع المواطن وتعليمه وإستعداده السياسى وحسب خوفه وموقفه من مواجهة الحكومة وطبقا لنشاط المعارضة ودورها فى تغذية الأفكار التى تطرحها هذه النوعية من الأفلام . فيلم فنديتا فيلم تحريضى تحذيرى يضع أمام الناس صورة خطورة الحكم الشمولى ويحذرهم من تقبله والخضوع له ، ببساطة يقول لهم هذا ما سيحدث لكم تحت رحمة الديكتاتور! ولأننا فى مصر نعرف ذلك فنحن مطالبين بأن ندرك الرسالة الأخرى فى الفيلم والتى تقول بفرضية مواجهة هذا النظام الشمولى قبل أن يتوحش .
السينما قادرة على ذلك فعلا أقر ولكن ليس بشكل مباشر لأنها عملية تراكمية تساهم فيها أفلام من تلك النوع فى توعية الناس وتتضافر أفكارها مع أفكار أخرى تجعل الناس على إستعداد لمواجهة الحاكم والسينما المصرية لها سابقة فى ذلك فقد كان هناك أفلام سينمائية لها تأثير مباشر فى على الحكومة وإخضاعها ذكر مثل فيلم "لاشين" الذى عرض فى 38 والذى كان من إخراج فريد كرامب أثار القلق فى مصر فى ذلك الوقت لأنه كان يتحدث عن ملك ظالم يزيد من مشاكل الرعية ولا يرحمهم من ظلمه وهزت تلك القصة السلطات فى ذلك الوقت وخشيت من تفاعل الناس معها لدرجة جعلت السلطة تقوم برفع الفيلم من دور العرض بعد ثلاثة أيام من عرضه وإعادته بعد تعديل نهايته ، فيلم أخر كان له دور فى لفت نظر الناس إلى حقوق العمال وهو فيلم "العامل" لأحمد كامل مرسى والذى تصادف وقت عرضه مع حديث المجتمع عن حقوق العمال فساهم بشكل تراكمى فى التأثير على قرارات الحكومة والتى جاءت فى صالح العمال، فيلم كلمة شرف لفريد شوقى سنة 72 هو أيضا السبب للفت نظر الناس نحو حق السجين فى زيارة اهله والأجازة وهو ما طالب به الناس بعد ما شاهدوه فى الفيلم، إذا العملية ممكنة كما يقول السينمائى محمود قاسم ولكنها طبقا لرأيه صعبة فى بلد مثل مصر يحكمها حاكم أوحد له الكلمة الأولى والاخيرة إلا إذا تمت العملية بشكل تراكمى عبر سنوات طوبلة ومن خلال أكثر من فيلم.
السؤال إذا أصبح له حق الطرح وهو هل الأفلام قادرة فعلا على قلب نظام الحكم ؟ الإجابة أيضا من حقها أن تكون نعم خاصة إذا قلنا أن الكثير من الناس تنتابهم الحماس حينما يرون أفكارهم مصورة أمامهم ويكفى أن تعرف أن جماعة مثل الإخوان المسلمين تدرك جيدا دور السينما فى تغيير نظام الحكم وبث الحماسة وتحريض الشباب ضد النظام ولك أن تعرف أن فيلم سياسى مثل البرئ أو احنا بتوع الأتوبيس من الأفلام التى يشاهدها شباب الإخوان دائما فى رحلاتهم وحقلاتهم وجلساتهم وقد يكون ذلك من قبيل الإعداد لمعركة قادمة وهو مثل ما يحدث فى اليسار أيضا مضيفا إلى ذلك الأغانى الثورية فهل يحدث حقا وتأتى الرياح من حيث لا يتوقع القبطان مبارك وتكون الضربة التى تقلب هذا النظام رأسا على عقب ضربة شعبية تخرج من سينمات مصر ؟.. الغريق يتعلق بقشة كما يقولون فتعالوا نتعلق معه !

* دعوة لعرض فنديتا فى ميدان التحرير



























Thursday, November 09, 2006

فلنصمت من أجل إسرائيل



هل تعرف ماذا يحدث الان ؟.. أشك...
هل تدرك معنى لتلك الأصوات العالية.. والألسنة الخرساء ؟... أشك
هل تعرف الفرق بين صواريخ الكاتيوشا وصواريخ نانسى وهيفاء ؟ من المؤكد أنك تعرف
وأنا أيضا أعرف وكلنا نعرف، فمن منا لايتسطيع ان يفرق بين القوام الممشوق والعود المفرود، وبين الأشلاء التى تمتزج بتراب الأرض.

دعونا إذن نتفق على أننا نعرف الفرق، ولكننا لا نعرف ماذا نريد... ثلاثة مشاهد أو أربعة أو اكثر حسب ما يستطيع شريط الكاميرا الإنسانية ان يحتمل ما سنقول...
(1)
إنها دعوة مجانية
الدبابات الإسرائيلية يدها بيد ألاف القوات تقتحم غزة وتتمشى وكأنها فى فسحة فى شوارع فلسطين، وتدوس بأحذيتها ليس فقط فوق تراب الوطن المقدس الذى يرفض رجال كراسى الحكم العربية نغمته الحماسية، بل تدوس أشلاء الصغار قبل الكبار..

الطائرات الإسرائيلية تحلق فى سماء الوطن العربى كله ويسمعها رجال كراسي الحكم العربي وكأنها عصافير كناريا، وإذا أبدى أحد المواطنين غضبه وإنزعاجه من صوت الطائرات يتم تصنيفه ضمن طائفة المتطرفين العاشقين للعنف الذين يدفعون المنطقة إلى حافة الدمار.

سبحان الله - طيب يا ناس صواريخ الطائرات تهبط للأرض وتستقر فى باطنها وتترك خلفها أشلاء متناثرة فى شكل غير آدمي لا ترضى عنه أمنا الغول بذات نفسها.

هل تغضب ؟، هل تثور؟، هل تفعل مثلما فعل "متطرفى" حزب الله و"إرهابيو" حماس وترفع سلاحك وتدافع عن أهلك.. عن أرضك.. عن عرضك ؟ لا لكل ذلك بأمر حكامنا العرب،
فلنصمت حتى حين، تلك دعواهم الدائمة التى لا نهاية لصمتها سوى صمت آخر وصمت أخر وصمت آخر أيضاً !

فلتضرب شعوب المنطقة، أو بعض من أهلها، رؤوسها في الحيط وفى الجدار العازل، فليصفقوا ويهتفوا لكل من يحمل سلاح، فلن نحمله أبدا ولن نتعب أنفسنا بحمل زائد لاطاقة لنا به، فليشاهدوا هذا الفيلم السينمائى دون تذكرة، فلنرفع شعار المجانية لإنتاج هذا الفيلم الدموى، فلنفتح أرض بيروت وونرفع كل الأسلاك الشائكة عن أرض سوريا وغزة ليمرح جنود إسرائيل كما شاءوا دون إزعاج، ويستمتع إيهود اولمرت بإخراج فيلمه بمزاج، ولا نكلف جورج بوش المنتج العبقرى الكثير من المال.

فلنفعل كل ذلك من أجل حكامنا ومن أجل كروشهم وعروشهم ، وحتى نتقى شر أجهزة إعلامهم التى تتهمنا ليل نهار بالوحشية والرغبة فى الحرب والدمار، فلنتقى شر روز اليوسف وإتهامها لنا بالمشاركة فى مؤامرة من أجل إيران، ولنتقى شر قنوات التلفزيون الإخبارية التى تتهمنا بعشق الدم والعنف..

فلنصمت إذا حتى يكون لنا مكان فى قطار التحضر مع رافضى صرخة حزب الله فى وجه مدافع تل أبيب.. فلنصمت وننتظر حتى تصبح أرض بيروت خرابا، ثم نتحرك فورا ونناشد العالم من اجل إعمارها.

هنا تكمن المشكلة ياسيد مارسيل.. لم يعد من حقنا بعد الأن أن نتغنى برائعتك "منتصب القامة أمشى" لأننا وقتها سنصبح همج متعطشين للدم والعنف، لا شئ مسموح لنا ياسيد مارسيل، لا الغناء ولا الهتاف ولا حمل السلاح ولا حتى التصفيق لمن يحملونه.. المسموح فقط ياسيد مارسيل هو الصمت.
(2)
تلك الفتاة الصغيرة التى أكلت طلقات اليهود من جسدها أجزاء، وصورتها الكاميرات للاحتفال بها فى الصفحات الاولى من صحف العالم، ليست رسالة لإستجداء العطف والشفقة، وليست مجرد رسالة لفضح ممارسات اليهود الوحشية، بل هى الوجه الاخر للحقيقة التى تقول بأن هذه هى لبنان.. الأرض التى قاومت وانتصرت فى 82، الأرض الوحيدة التى تم تحريرها من أيدى اليهود بالقوة وليس عبر مفاوضات مدريد أو النرويج أو حتى القاهرة، هذا الجسد الصغير المتأكل هو لبنان الحقيقة، أما الأجساد التى إمتلأت بفعل حقن السيلكون وعمليات الشد والتطريز ليست أبدا لبنان.

الغريب أن ظهور تلك الأجساد الممتلئة والتى تحمل على صدرها علم لبنان أثار زوبعة وجعل لبنان محل نقاش ودراسة وحسد الكل، فالكل يحسد لبنان على نسوانها الحلوة والمقررات السهلة كما قال سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين، الكل فى الوطن العربى كان يأمل قبل بضعة اشهر من الآن فى زيارة خاطفة لبيروت يمتع نظره بنسائها وسحرها.

الآن الكل يهرب من ذكر اسم بيروت والكل يتنكر للبنان والكل يستنكر لبنان الحقيقة التى يتأذى جسدها تحت المدافع كل لحظة، وكأن الجسد الذى تأتى من خلفه المشاكل لابد ان ننساه ونستريح.. الكل لا يتمنى زيارة بيروت الآن، الكل لا يهوى حمل السلاح ليدافع عن أرضه، ولكنه يهوى حمل أقراص الفياجرا ليدافع عن رجولة مصطنعة !
(3)
باعوها بثمن بخس
لم اكن أدرك أبدا أن فلسطين تساوى كل هذا لدى اليهود، ولم اكن اتصور أبدا أن يأتى اليوم الذى ترتدى فيه مصر ثياب النذالة.

هل تساوى فلسطين فى نظر مبارك هذا الثمن البخس "جلوس إبنه على العرش".. هل تساوى فلسطين فى وجهة نظر مبارك أن يتركها لليهود من أجل أن يتركه الأمريكان يمارس دوره على الساحة، ويستمتع بموات شعبه.

باعها مبارك بثمن بخس وخلع يده من القضية الفلسطينية، مقابل أن يضع أولمرت يده على كتفه وأن ينام فى أحضانه.. فهاصت إسرائيل فى فلسطين ولم تصدر مصر ولو حتى بيان استنكار أو إدانة، وراجع الأيام الاولى للتوغل الإسرائيلى فى غزة ولن تجد كلمة إستنكار واحدة من جانب الحكومة المصرية.
(4)
أن تكون راجل
قد لا تحب السعودية حزب الله، وقد لا تحمل دول الخليج تجاه حسن نصر الله أى ذرة عشق، وقد لا يخجل فؤاد السنيورة من أن يقدم بلاغ عالمى فى حسن نصر الله ويدعو العالم كله للقضاء عليه، وتحويل أرض لبنان لساحة قتال، قد وقد وقد وقد يكون هناك ألف سبب وسبب لدى الحكام العرب لكره حسن نصر الله، ولكن الناس فى الشارع لن تصدق كل تلك الأسباب، لأن السبب الحقيقى أصبح مؤكدا لديهم...

إنهم يكرهون نصر الله لأنه راجل.. أيوه راجل وتلك من آمالهم أن يصبحوا رجالة !
(5)
الأساتذة الخائفين على الحضارة والكارهين للعنف والحرب والله العظيم ثلاثة نحن ايضا ومثلنا حسن نصر الله ورجاله لا نحب الحرب ولا نهوى منظر الدم ولكننا أيضا لا نحب الذل ولا نهوى أن نصمت بعد أن يضربونا على قفانا...


!طوارئك ياريس

رحلة يومية بشعة يعيشها المواطن المصرى تحت مظلة قانون الطوارئ ومزاج رجال الجهاز الأمنى فى مصر فطبقا لتعليمات المادة الثالثة من قانون الطوارئ يكون من حق رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه سلطة إعتقال الأشخاص الخطرين على الأمن والنظام العام وعلى إعتبار أن فكرة الخطورة على الأمن والنظام العام فكرة لا معالم ولا حدود ولا ملامح لها فى هذا القانون أو فى أى قانون غيره داخل مصر فإن عملية الإعتقال القانونية هذه ! تتم حسب مزاج البيه الضابط ورؤيته وتقديره لوجوه الاشخاص ومدى إرتياحه لهم فالخطورة التى تشير إليها المادة الثالثة من قانون الطوارئ وعلى أساسها يتم الإعتقال تعنى إرتكاب شخص لأفعال مادية فى العالم الخارجى بمعنى أن الأعمال التى لا تعتبر جرائم بمقتضى قانون العقوبات أوالقوانين المكملة له قد يراها رجال الجهاز الأمنى طبقا لتقديرهم أفعال تهدد الأمن العام وتستوجب إعتقال مرتكبها يعنى بإختصار لو حضرتك هرشت فى الشارع أو كنت ماشى مكشر أو سرحان وشكلك مش عاجب الضابط يحق له إعتقالك بتمهة تهديد الأمن العام وهذا حقه الذى تكفله له المادة (3) من قانون الطوارئ.
وبعيدا عن مدى شرعية قانون الطوارئ من عدمه لأن هذه مسألة يرى الرئيس مبارك ورجاله وحدهم أنها شرعية والأمر فى بلدنا كما تعلمون يسير وفقا لما يريده هولاء فإن ذلك القانون الإستثنائى جعل من يوم المواطن المصرى رحلة قاسية وغير أدمية تعالى نتتبعها من وقت شروق الشمس حتى شروق شمس اليوم التالى....


صباح اليوم.. يافتاح ياعليم

المواطن المصرى الذى يسمع أذان الفجر وينزل من بيته ليلبى نداء ربه قد لا يعود لبيته مرة أخرى فطبقا لقانون الطوارئ قد يتم توقيفه إذا إشتبه فيه أحد رجال الأمن وفى تلك الأيام وبعد تلك الحوادث الإرهابية توقع أن يحدث ذلك كثيرا أن يوقفك ضابط شرطة وأنت على باب الجامع ويسألك بكل سذاجة إنت رايح فين فى وقت زى ده ؟ أو قد يتمادى فى سذاجته ويسألك وإنت بالبيجامة فين البطاقة بتاعتك وشهادة التجنيد وطبعا سيادتك نازل من على السرير وجيوبك أنضف من الصينى بعد غسيله وبالتالى ستصلى الفجر إما فى البوكس أوفى أقرب قسم لبيت حضرتك وبالمناسبة هذا المشهد حدث بالتفصيل مع أحد الأصدقاء ،ونفس السيناريو قد يحدث لو شعر أى مواطن "بالخنقة " أو أصيب بالإختناق وضيق التنفس وقرر أن ينزل الشارع ليشم شوية هوا ويستطيع التنفس .
وخد عندك ياسيدى لو قرر هذا المواطن الغلبان أن ينزل صباحا إلى عمله يعنى مجموعة من العمال يركبوا عربية نص نقل ورايحين شغلهم فى ساعة مبكرة قد يوقفهم كمين ويبدأ فى تفتيش السيارة وتفتيش العمال ويكون سيادة الضابط مش نايم أو فى اخر ورديته ويطلع "قرفه" على العمال الغلابة وقد يسحب أحدهم إلى السجن بحجة أن بطاقته مازلت ورقية وغير معترف بها أو لا يحمل شهادة تجنيد أو إشتبه الضابط فيه ويرغب فى التحقق فى سجله الإجرامى وفى النهاية غالبا مايتسبب هذا الكمين فى تأخر العمال عن عملهم أو فقدانهم لأعمالهم . لا حظ كم الخسارة النفسية والماديةالتى قد يسببها مثل هذا الموقف خاصة مع تكراره وإسأل أى عامل فى المدن الجديدة يخبرك كم مرة فى الشهر يتعرض لهذا الموقف وإسال كم صاحب عمل او تجارة عن عدد المرات الى إضطر فيها إلى الذهاب إلى الأقسام لضمان عماله وخمن أنت كم الخسارة الإقتصادية فى هذا الموضوع.


بعد الضهر..


إيقافك فى المترو وتفتيشك وتعطيلك عن اللحاق بالعربة الأخيرة وتوقيف الميكروباص التى تركبه وأنت عائد من عملك وإنزالك منه لأن البيه الضابط يريد تفتيشك والأطلاع على هويتك وتفتيش حقيبتك، ومراجعة كارنيهك قبل الدخول للجامعة وتدوين إسمك فى كشف الدخول والخروج وسبب الزيارة وتفاصيل عائلتك وتفتيشك ذاتيا وأنت مسافر بين محافظة وأخرى كل هذا التعذيب وكل هذه المعاناة تتم تحت مظلة المادة ثلاثة من قانون الطوارئ .
فيلتك أو منزلك القديم الذى تفاجئ بأن عاليه أصبح سافله بقرار عسكرى يعطى قانون الطوارئ للسلطة حق إتخاذه " أكثر من 400 ألاف منزل تم هدمهم بالقرارات العسكرية" ، قد يقتحم عليك أحد منزلك بحجة تأمين موكب سيادة الرئيس أو سيادة السفير او الوزير أو بحجة الإشتباه فى احد سكان المنزل ولا تعترض لان القانون يعطيه الحق. حتى القضايا التى تخصك لا تأمنها فى ظل قانون الطوارئ فقد تفقد فى لحظة حقك فى الوقوف أمام قاضى عادل لأن قانون الطوارئ يعطيهم الحق فى إحالتك لمحكمة عسكرية ووقتها إبقى قابلنى !!





أنت وقانون الطوارئ و فترة الليل

فترة الليل حدث فيها ولا حرج فقد تخرج أنت وأصاحبك فى جماعة ويتم توقيفك وتفتيشك بتهمة التجمهر وقد يوجه إليك الضابط تهمة قلب نظام الحكم إذا حاول أحدكم أن يعترض على مايفعله بكم وياويلك ياسواد ليلك لو كنت مثلا من محافظة وسهران فى محافظة تانية أول ماسيادة الضابط يشوف بطاقتك ويعرف كده يبتسم وكأنه مسك دخيل أو جاسوس ويهددك بالترحيل إلى محافظتك وكأنك يعنى مواطن من الهنولولو محتاج لتأشيرة وجود فى تلك المحافظة "هذا حدث معى وتقريبا مع نص الناس اللى أعرفهم " !
لو أنت ماشى على الكورنيش مع خطيبتك قد يعترضك أحد السادة رجال الأمن وتلك هواية بالمناسبة ويبدأوا حملة تريقة وإستعراض أمام المرأة التى معك وكأنهم يستعرضون رجولتهم أمام تلك المرأة وبالمناسبة سيادة الضابط احيانا ممكن يشوف إتنين بيبوسوا بعض فى الشارع ويطنش بينما ممكن يمسك إتنين ماشيين فى امان الله لأن مزاجه كده .
حياة المواطن المصرى اليومية تحت مظلة قانون الطوارئ لا تتوقف عند ذلك الحد فمازال تليفونه تحت المراقبة "يتم تسجيل الكثير من المكالمات الساخنة التى تدور بين بعض الازواج على سبيل التسلية واستخدامها وقت اللزوم" وليس التليفون وحده بل حتى التليغراف أو الجواب أو البريد الإلكترونى لا يأمن المواطن المصرى الغلبان فى ان يقول فيه مايريد.

شلل وإضطراب !

تلك الرحلة اليومية للمواطن المصرى التى يسيطر عليها قانون الطوارئ ويمنح رجال الشرطة الحق المطلق فى التحكم فى تفاصيل حياته الدقيقة والخاصة لاتقف فقط عند سرقة حرية الإنسان أو إفقاده الإحساس بالأمان أو تهديد راحته أو لخبطة حياته أو تدمير عمله ومستقبله بل تتعدى كل ذلك وتصيبه بخلل نفسى يتغلغل ويتوغل وينتشر وينتقل مثل الوباء ليصيب ويضر الجميع ولا يستثنى أحد فكما يرى الدكتور محمد المهدى الإستشارى النفسى أن هذا القانون الإستثنائى أصاب الإنسان المصرى بحالة من اللوث العقلى وضرب العلاقة بين السلطة والشعب فى مقتل فالمصرى فى ظل ذلك قانون الطوارئ أصبح يملك مشاعر مضطربة فهو يخاف من السلطة ويرتعد منها ويحاول تجنبها والبعد عن شرها فهى بالنسبة له الأن قوة لا تقهر ومصدر شر لا ينتهى وكل هذا يدفعه لإتخاذ موقف عدائى سلبى فهو يسعى بشكل دائم لإفساد مايقوم به فيقوم بتعطيل أى شئ يفعله ولا يؤدى المطلوب منه بالشكل الذى يجب، فهو يقصر فى كل مايفعل وذلك يبدو واضحا فى سلوك الموظفين فالموظف المقهور من السلطة يوجه غضبه وعدوانه تجاه المواطنين وتجاه زوجته وتجاه اولاده وتستطيع ان تفسر كميه هذا الفشل الاسرى والعنف الاسرى إلى تلك العدوانية السلبية فالمواطن الغلبان لا يقوى على مواجهة الدولة ويتحول لمواجهة من يقدر عليه مما حول حياتنا إلى حياة مضطربة لأن الحياة السليمة تقول بضرورة التعاون بين السلطة والشعب ولكن فى مصر هناك حالة من الصراع الان بين السلطة والمواطنين نتيجة هذا الصراع كانت بأن اخذ المواطنين الجانب السلبى والعدوان الصامت وأخذت الحكومة جانب القاهر والشرير الظالم المتحكم فى كل شئ القادر على فعل كل شئ يريده والمحصلة النهائية لتلك الصراع كانت تلك الحياة المشوهة التى نعيشها على كل المستويات .هذا ما فعله قانون الطوارئ فى مجتمع كامل أفقده القدرة على المواجهة بل القدرة على النطق بل القدرة على الإنتاج من أصله والخسارة فى النهاية من نصيب الوطن وفقرائه .

وابقى قابلنى


ولأن الأمر الواقع واقع ولا مجال للأحلام فإن حضرتك فى تلك الدوامة غالبا رايح رايح وراء الشمس قد تكون فى سجن مغلق لا أحد يعرف له مكان أو سجن مفتوح يسمح بالزيارة ولكن السماح بالزيارة لك تخضع أيضا لمزاج السادة المسئولين عن زيارتك عموما لا تقلق ابدا فالسجن والإعتقال فى ظل قانون الطوارئ ليس نهاية المطاف فهناك بعض المحاولات يمكن أن نرشدك إليها أو إعتبرها طوق نجاة ولكن فى الغالب أنت غرقان غرقان ومش هتخرج إلا تبع مزاج الجهاز الأمنى ورغم ذلك إليك روشتة للتعامل مع إعتقالك ...
أولا يمكنك إستخدام بعض مواد الدستور وهى طريقة رومانتيكية اوى تستلزم منك الإعتصام والهتاف مثل هانى رمزى فى فيلم "عاوز حقى" مش انا اللى بقول الدستور المصرى هو اللى بيقول " يمكنك ان ترفع لافته وتعلق عليها مواد الدستو رالتى تنصفك وتثبت حقك فى الخروج من السجن وحقك فى عدم إعتراض طريقك من قبل الجهاز الأمنى المصرى يمكنك اللجوء للمادة 41 التى تكفل للإنسان المصرى الحرية الشخصية وأنه فيما عدا حالة التلبس لايجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر تستلزمه الضرورة ويكون صادر من قاضى مختص.
أو يمكنك اللجوء للمادة 42 من الدستور أيضا والتى تنص على أن "كل مواطن يقبض عليه أو يسجن أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان" . وهناك ايضا مواد أخرى يمكنك اللجوء إليها فى معركتك ضد قانون الطوارئ وهى المادة 66 والمادة 57 والمادة 67 أو المادة 71 التى تقول بأن كل من يقبض عليه له الحق فى معرفة أسباب القبض عليه ويكون له حق الإتصال والإستعانة بمن يرى ضرورة إبلاغه"

وإذا لم ينفعك الدستور المصرى وهو غالبا لن يجدى من الأمر شيئا فمن الممكن أن تلجا لمحاولة أخرى وهى إستخدام قانون العقوبات ففى قانون العقوبات جرمت المادة 280 من قانون العقوبات القبض علي الأشخاص أو حبسهم بدون أمر من الحكام المختصين ، أو تستخدم المادة 34 والتى تقول بعدم جواز القبض علي الأشخاص إلا في حالة التلبس بجناية أو جنحة يعاقب ....." أو إستخدام المادة 36 أو المادة 42.

وبرضه إبقى قابلنى

وإذا فشل قانون العقوبات فى أن ينقذك من قانون الطوارئ وغالبا سوف يفشل ولن ينقذك من الذهاب وراء الشمس ، يمكنك أن تتخذ خطوة أكثر جرأة وتسعى نحو تدويل قضيتك وتقوم ببعض الإتصالات مع المجتمع الدوليه والمنظمات الدولية وتخبرهم بأن القانون الذى تم إعتقالك على اساسه "اللى هو قانون الطوارئ يعنى" يخالف المادة (9) من القانون الدولى لحقوق الإنسان التى وقعت عليه مصر وصادقت عليه ايضا وبالتالى يحق للمجتمع الدولى ان يعاقب مصر دوليا ودبلوماسيا ولا تقلق لأنك وقتها سيتم إتهامك بالخيانة والعمالة وتشويه سمعة مصر على إعتباران أى حد فى البلد بيكلم جوز خالته اللى ساكن فى أمريكا بيبقى عميل وخائن.
إذا هذه محاولة فاشلة أيضا ومازلت سيادتك فى سجن لا يعلم عنك أحد أى شئ واللى بيحصل فيك بيحصل وربنا عالم بأوجاعك ..

بلد لا تعترف بالقانون

هناك محاولة أخيرة ولكن لا تعول عليها كثيرا لأنها محاولة قانونية فى بلد لا تعرف معنى للقانون فمثلا يمكن لأهل المعتقل "اللى هو حضرتك " أن يقوموا بتقديم بلاغ إلى النيابة العامة فى حالة القبض عليك وتلك محاولة غالبا فاشلة لأن الكثير من أهالى المعتقلين بلغوا أكثر من مرة وعدت سنوات دون أن يعرفوا شئ عن أبنائهم ، تعالوا نلعب غيرها من طريق تانى عن طريق المعتقل نفسه فمن الممكن أن يتقدم المعتقل نفسه بتظلم بعد مرور 30 يوم من تاريخ إعتقاله. ولا ينتهى الأمر عند ذلك فالعملية ليست سهلة هكذا لأنه من حق وزير الداخلية في حالة صدور قرار بالإفراج أن يطعن علي قرار الإفراج خلال خمسة عشر يوما من تاريخ صدور القرار أو انقضاء الموعد السابق وعندما يطعن وزير الداخلية علي القرار يحال الطعن إلي دائرة أخري خلال خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه علي أن يفصل خلال خمسة عشر يوما من تاريخ الإحالة ، أما إذا رفضت المحكمة التظلم فمن حق المعتقل أن يعود ليقدم تظلم أخر بعد مرور 30 يوم أخرين وهكذا 15 يوم فى 15 يوم فى 30 يوم لحد مايبان لحضرتك اصحاب وفى النهاية برضه لن تخرج إلا بمزاج الجهاز الأمنى عموما لاتتعب نفسك لأنه حتى فى حالة النظر فى تلك التظلمات فإن العادة جرت أن يتم ذلك دون الإستماع إلى أقوال المجتمع ودون مثوله امام المحكمة يعنى كله فى الكلتش يابيه! . النكتة فى تلك الحدوتة انه من حق سيادتك أن تطالب بالتعويض عن إعتقالك إداريا عن الفترة التى قضيتها فى السجن وعن التعذيب والإهانة التى تعرضت لها وما حدث لك من اثار ماديه ومعنوية وطلبك للتعويض هذا يتم إعتبارا للمادة 57 للدستور ولان الدستور بتاعنا غير معمول به اصلا كما قلنا فلن تحصل على قرش صاغ ومش بعيد ترجع السجن تانى اصلا عموم الجهة المختصة عن نظر قضايا التعويض هذه هى محاكم مجلس أمن الدولة والعملية فيها لعبكة ولخبطة وطرمخة وكما قال اجدادنا المحاكم احبالها طويلة.
عموما كمل سجنك على خير وحاول ان تتكيف مع المعتقل التى تسكن فيه لان مفيش حاجة هتنفعك فقانون الطوارئ مثله مثل البلطجى لا سلطان عليه من احد ولا رقابة عليه بإعتباره عمل من اعمال السيادة هذا بخلاف عدم وجود رقابة برلمانية لانمجلس الشعب فى مصر كما تعلمون لا بيهش ولا بينش !

هادم اللذات ومفرق اللمسات بالمكالمات

قربى منى شوية ياحبيبتى.. وحشتينى اوى .. اناوالله بح... "صوت الموبايل"... استغفر الله العظيم هو انا مش هكمل الحلم ده ابدا ..
- الو مين معاى
* استاذ فلان الفلانى بن فلان الفلانى
- ايوه ياسيدى انا انا
* طيب ممكن تجهز وتحضر نفسك كويس معاك مكتب رئيس الجمهورية
- ليه خير.. فى ايه.. احنا هنزر.. مين معاى
* قلتلك رياسة الجمهورية وسيادة الريس هيكلمك فجهز نفسك وانتظر المكالمة
- الو الو الو رئيس هيكلمنى انا ، ايه الهزار الفارغ ده هو الرئيس بيكلم حد ولا بيعبر حد اصلا، هو يعنى لو كان بيكلم حد ولا بيسمع لحد كان ده بقى حالنا اليومين دول ...
بس والله ليه لأ ماهى بقت موضة دلوقت والرئيس شخصيا عملها كام مرة فى الفترة الأخيرة فى إطار محاولاته للتقرب من شعبه الحبيب خصوصا الصحفيين .. ياخبر لو بجد .. ربنا يستر .. أكيد مش هيكلمنى علشان خاطر عيونى ولا علشان يشكرنى على أخر حاجة حلوة قلتها فى حقه
.. يبقى اكيد المكالمة غرضها وحش هيفش غله فى بكلمتين وشتمتين على الماشى لأهلى واللى جابونى واللى معرفوش يربونى ... وانا طبعا مش هعرف أرد لأن التليفونات هتبقى متراقبة، أكيد هيعاتبنى على أى حاجة قلتها فى حقه.. إيه الخوف ده أناخايف من الريس أوى كده ليه! طيب لو جه لحد عندى هعمل إيه .. ولاأنا متعود أكتب وبس ... ولا يمكن الريس يكون "له هيبه وانا مش واخد بالى منها الفترة اللى فاتت ولا يمكن جلال الموقف وعظمته... أكيد جلال الموقف وعظمته هم اللى عملوا فى كده وكمان الراجل فى سن جدى ولازم أهابه وأحترمه ولو على سبيل المجاملة يعنى أمسك لسانى وبلاش العيبة تطلع منى .. ومش جايز الراجل مكلمنى يعتذر عن اللى بيعمله فى البلد او جايز كلمه من اللى انا كتبتهم هزور قلبه وحركت مشاعيره وقرر بعدها التوبة والانابة وقرر يكون ده من خلالى ... هو متصلش ليه لحد الوقت اتاخر ماهى دى عوايده، فى كل حاجة بيتأخر بنفسه وبينا وبالبلد...." صوت الموبايل" آآآخ اكيد سمعنى
- الو
* ايوة يا يابنى ازيك انا رئيس الجمهورية .."كده ياريس من غير سلام عليكم حتى "
- ايوة سيادتك يافندم اناوالله ماعارف اقولك ايه أنا......
* من غير ماتقول حاجة انا مقدر موقفك .. انت عارف طبعا إنى مش بقرأ الجرايد بتاعتكم دى خالص لأنها متلزمنيش وبتعكنن على اليوم لكن الحكاية ياسيدى إن سمعت حاجة كده إنت كتبها ومش عجبانى خالص
حاجة واحدة بس ياريس .."ياخسارة دا انا فاشل اوى "فى عقل بالى طبعا الكلام ده !

انا زعلان منك اوى بس لما عرفت انك شاب صغير ولسه بتبدا حياتك قولت لهم يسيبوك خصوصا انى عارف انك يتيم وحيلة امك
ياريس والله احنا كده فى سجن وكده فى سجن بس مش اعرف انت زعلان منى ليه الاول مش يمكن يكون عندى حق !
سجن ايه يابنى انت لسه صغير ده انا سايبكم تعملوا اللى انتو عايزينه امال لو قعدت كل واحد فيكم فى بيته هتقول ايه واسال اللى مشغلك انا قدرت اقعده فى بيتهم كام سنة وخرجته منه بمزاجى .. بمزاجى وبس مش علشان حاجة تانية .. انا سايبكم شاغلين وبتكلوا عيش احمد ربنا
طيب ياريس انت الكبير برضه واذا كنت شايف كده يبقى كده بس انا شايف حاجة تانية خالص .. ممكن اعرف سعادتك زعلان منى ليه ؟
انا سمعت ياسيدى انك قرفان منى انا والمدام وبصريحة العبارة مش عاوزنى انا وهى نزوركم فى دمياط وكانى يعنى جايلك انت مخصوص ده انا اليوم اللى بنزل فيه اى حته بيقى عيد ليه تقوم انت تقول انك مش عايز تشوف وشنا فى دمياط لاننا بنقلب حال البلد ليه كده يابنى !

ياريس والله كل واحد حر فى بلده وانا ما منعتش حضرتك دى بلدك برضه بس انا قلت اعرفك انك ضيف تقيل وغير مرغوب فيك بتيجى تعمل ازمة على الفاضى علشان صورتين وكام مانشيت فى اى جرنان من بتوعك ممكن اى حد من السادة رجالتك يضربهم فى ساعة ومفيش اسهل من تركيب الصور اليومين دول

* يابنى انت لو كنت شفت الدمايطة واقفين بيستقبلونى ازاى ولو كنت شفت يفط ولوحات الترحيب قد ايه كتير كنت عرفت الحقيقة انت مضحوك عليك

- ياريس ماهى دى المشكلة سعادتك بتصدق اللى بتسمعه واللى هم عايزينك تشوفه وخلاص دى زفه متجهزة من رجال الاعمال واصحاب المصالح وبتوع الحزب كل واحد علق كام يفطة .. لزوم النفاق ونيل المراد والاشتياق والذى منه .. بزمتك ياريس عمرك شوفت عامل ولا موظف عادى مالوش فى البيزنس معلق يافطة او طلع يستقبللك ... اكيد لا

* ولو يا يابنى يعنى هم رجال الاعمال مش قطاع عريض من الشعب المصرى وبعدين هو انا من قيمتى ان اللى يطلع يستقبلنى يكون عامل ولا فلاح .. انت بتخرف ولا ايه ؟!

- ياريس والله انا معنديش اعتراض انك تشرفنا فى دمياط و....
*ليه هو انت عايز تعترض كمان هى بلد ابوك ولا ايه
- لا يافندم بلدكم انتم ... طبعا بلدنا ومفيش مشاكل انك تشرفها بزيارتك بس من غير اذية للناس يعنى الواحد ميصحاش من النوم يلاقى الشوارع متقفلة وموقف العربيات مفيهوش عربيات والشارع اليمين يبقى فى الشمال والدنيا تبقى زحمة و مش عارفين نعيش حياتنا فى هدوء ياريس تصدق بالله انا فى اليوم ده مكنتش نايم ومعرفتش انام فى الميكروباص ... وكنت هتخانق مع السواق بسببك وسافرت فى اتوبيس خردة برضه بسببك انت والمدام يرضيك يافندم ان واحد من رعاياك يتبهدل البهدلة الغير الادمية دى

*طبعا يرضينى لو كان فى سبيل الوطن .. لانى راحتى وامانى وسلامتى من سلامة وراحة الوطن .. ولا انت مش وطنى ولا ايه وبعدين انت كده كنت بتسوء صورة الدمياطة وطلعتهم اهل بخل وقلة ذوق فى التعالم مع الضيوف .. مش عيب عليك تسوء سمعة بلدك علشان تحقق لنفسك شوية شهرة
- والله يافندم مسالة البخل دى بالذات يحكم فيها الناس اللى مش لاقية تاكل فى الشوارع !


* عموما يا يابنى انت لسه صغير وانا مش عايز اضرك انت واللى زيك مستقبل مصر بس الناس اللى انت شغال معاهم مسممين افكارك مصلحة البلد يابنى انا بس اللى اعرفها وانا اللى فهمها راجع نفسك شوية وروح اشتغل فى مؤسسة قومية عريقة وهم هيعرفوك الحقيقة هيعرفوك ان أمان مصر ومصلحتها معاى انا بس وبالنسبة لدمياط انا ممكن اقفلها من بكرة واملها شقة مفروشة لحد من اصحابى او العيال لانها متلزمنيش فى حاجة دول كانوا يومين انتخابات وعدوا وانا واثق ان الناس بتحبنى قد ايه ... تقريبا هو الجرنان بتاعكم وشوية الحاقدين اللى بيقروه هم بس اللى بيكرهونى اناهسيبكم تعملوا اللى انتو عايزينه لحد ماتزهقوا ولا هتزهزا شعرة فى راسى انا بس كلمتك انت بس علشان العتاب البسيط ده فى اطار خلق صورة ذهنية طيبة عنىفى الخارج وادى انطباع للامريكان انى ديمقراطى وبتاع حوار زى ما المستشار بتاعى قالى غير كده والله العظيم كنت فرمتك انت فاهم

- فاهم ياباشا... بس والنبى متقفلش السماعة فى وشى اصل ممكن اتقهر اوى واتعب فيها .. يرضيك واحد من رعاياك يتقهر ويتعب !

* اه يرضينى ونص ........ وتك
وليــــــه تسكتى للزمن اتكلمى ** ليه تدفعى وحدك التمن ؟ اتكلمى * وتنامى ليه تحكى اليالى؟ اتكلمى ** المشربيات عيونك .. بتحكى على اللى خانوكى ** واللى سنين هملوكى ** جوا البيبان سلسلوكى ** المشربيات عيونك .. بتحكى على خلق ولت ** سهرت .. وصلت .. وعلت ** فى الصخر شدت ما كلت ** انا ابن كل اللى صانك ** رمسيس واحمس ومينا ** كل اللى زرعوا فى وادينا ** حكمة تضلل علينا .
عمى وعمك وعم الناس الحلوة اللى منورة هنا وهناك
عبد الرحيم منصور