الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Monday, January 22, 2007

معلهش شوية إكتئاب على غصب منعونى من الدنيا
رجعت تانى ببوست ممكن يكون جديد وممكن يكون قديم
بس ياريت يعجبكم
تلات سلامات




أنا رمزكم الأعلى .. والراجل يطلع لى



بلد واحدة فقط تنعدم فيها قوانين الجاذبية وتتوه فيها الجهات الأصلية التى يعرفها البشر فالجنوب فى مصر يمكن أن يصبح شمال والشرق سهل أن يصبح غربا طالما كان ذلك يخدم النظام ورجاله ويتماشى مع هوى الرئيس ومصالحه ،فلا قواعد للعبة إذا تعلق الأمر بدق مسمارين من أجل تثبيت عرش النظام وتقوية شوكته والدستورالمصرى يمكن أن تبله وتشرب ميته وتخلل كل مواده المصونة إذا تعلق الأمر بصلاحيات الرئيس ومدى حجمها والقانون يمكنك أن تعزف عليه خلف راقصة درجة ثالثة طالما ستسعى لإستخدامه فى مواجهة رجال نظام الحكم فى مصر والأعراف والتقاليد واللغة يمكن طيها ولى عنقها بل وكسره من أجل خدمة وتفخيم جبروت ذلك النظام المستبد ،فلا أحد من رجال مبارك سواء المثقفين أو القانونين أو الأمنيين أو حتى رجال الأعمال يخجل من الكذب على الناس والتلاعب بكل تلك الأشياء( الدستور والقانون والعرف ) التى تحترمها وتقدسها دول االعالم من أجل رضا الرئيس وتثبيت دعائم حكمه ،فلا مانع دستورى أو دينى أو قانونى يمنع هؤلاء من إطلاق ألقاب وأوصاف فى سبيل إضفاء المزيد من الشرعية الإستبدادية لحكم مبارك وكان أخرها لقب "رمز الدولة" فعقب عمليات النقد المستمرة التى تعرض لها الرئيس فى الفترة الأخيرة خرج علينا مثقفى الدولة وصحفيو النظام يصرخون ويهتفون فى مظاهرة نفاق من إياها بأن المعارضة والصحف المستقلة قد تعدت الخط الأحمر وأصبحت تنتقد رمز الدولة وتسئ إليه ... ياللهول !
وأطلقوا دعوات التحريض فى كل الإتجاهات مطالبين بعقاب من تعرضوا للذات المصونة "رمز الدولة" بالنقد أو حتى الإستفسار وفجأة تضخمت المعركة وإرتدى مثقفى النظام وقانونيه دروع الأمن من اجل حماية رموز الوطن وأصبح كل من راح وأتى رمزا للوطن لا يجوز نقده ، بينما كان المواطن الفقير الغلبان يبحث فى دفاتر عقله القديمة عن تلك الكلمة السحرية التى استخدمها رجال مبارك فى الدفاع عنه عبر حفلة وصفوه فيها بأنه "رمزالوطن" وكأن من حقهم المصادرة على حق الشعب كله فى التعبير مستغلين تلك الكلمة المكررة والمعادة بأن الدستور منح الرئيس ذلك الحق بينما الحقيقة تقول أن الدستور المصرى لم يمنح لمبارك أو غيره تلك الصفة ولم يمنع أحد من نقده ،ولا القانون فعل ذلك بل وحتى اللغة العربية لم تصف مبارك بكونه رمزا للوطن فلا أصل دستوري ولا قانوني ولا حتى لغوي لتلك الصفة التى هبطت على مبارك من سماء النفاق فكلمة الرمز فى اللغة العربية تعنى الإشارة والإيماء "سواء بالشفتين أو الحاجب" وحتى فى الإنجليزية تأخذ نفس المعنى والرمز الإنسانى قديم فى الثقافة البشرية الشرقية بدءًا بالرموز الوثنية التي ابتدعها الإنسان لتحميه من القوى الشريرة التى تحاول إيذاءه مرورا بالعصور الاخرى ورموزها المختلفة حتى مرحلة الرموز السياسية والدينية والفنية ولكن على طول الخط كان تكوين الرمز البشرى مرتبطا بقيمة أو مبدأ إنسانى أو قوى خارقة أو حاجة الناس التى يمثلها حضور ذلك الرمز فى لحظة ما وهو مالا ينطبق على الرئيس المصرى أو أحدا من رجاله فلا أحد فى حكومة مبارك يمثل قيمة معينة لدى الشعب المصرى سوى قيمة الفساد ونهب البلد ولا أحد فى رجال مبارك يمثل مبدأ معين لدى الناس فى شوارع المحروسة إلا إذا كان مبدأ الوصولية والنفاق وبالطبع لا أحد يمتلك فى رجال مبارك قوى خارقة لتحقيق أمال ذلك الوطن ولا مبارك نفسه قادر على تلبية إحتياجات الوطن أو الناس التى تنتظر فى لحظة ما أن تطعم
أولا دها أو أن تأمن شر التشرد فلا تجد شئ سوى تصريحات وتصريحات والمزيد من التصريحات. وبذلك تنتفى تماما عن مبارك وكل رجاله كلمة الرمز فطبقا لما تقوله المعاجم العربية وطبقا لمبادئ علم الدلالة فإن اللغة العربية ترفض تنصيب الرئيس مبارك رمزا للدولة المصرية وتعلن كذب وإدعاء المنافقين الذين منحوه، وفكرة الرمز كلها تخضع لنظام العرف الإجتماعى و العلاقة بين الدال " اللفظ " والمدلول "الدلالة " هى علاقة رمزية أى أنه لا توجد علاقة طبيعية بين الدال والمدلول أى بين الرمز والمرموز إليه ( مبارك والوطن المصرى ) سوى الأعراف الإجتماعية ويصف علم اللغة هذه العلاقة بالعلاقة الإعتباطية ويسميها علماء اللغة العربية بالعلاقة الإصطلاحية أى أن المتحكم فيها هو العرف الإجتماعى فمثلا إذا رمزنا باللون الأحمر للخطر فإنه فى مجتمع أخر يرمز للخطر باللون الأسود وإذا كنا فى مصر نلبس السواد فى الحزن فإن السواد فى منطقة أخرى يعنى الفخامة ومن هنا فإن العلاقة بين الرمز والمرموز لا تقوم إلا بشروط الإتفاق الإجتماعى فيمكن مثلا أن يكون الزعيم رمزا للوطن ويصوغ المجتمع هذه العلاقة حينما يجد فى هذا الرجل أنه قائم على مصالحه ويحقق له أماله ورغباته بل حتى كلمة الزعيم نفسها " رمز" وقد ورد فى القران الكريم " وأنا به زعيم"أى كفيل أهتم بأمره.
فإذا كان الرئيس كفيل بالوطن ويحقق له مصالحه ويدافع عنه ضد الفساد والمصائب استحق أن يكون رمزا لأنه يحقق تلك العلاقة المشروطة بالأصطلاح الإجتماعى وإذا كان غير ذلك فقد سقطت عنه زعامته لإنتفاء العلاقة بين الرمز والمرموز . وطبقا لما ماتقوله اللغة العربية فإن الرئيس مبارك أو أحد من رجاله أبعد من أن يكون رمزا للوطن المصرى لأن النظام لا يكفل الناس ولا يهتم بمصالحهم بل يفعل العكس على طول الخط فالبنى أدم المصرى يأكل بالعافية ويعيش بالعافية فى ظل نظام مبارك ولكنه يموت بسهولة وببشاعة إما حرقا أو غرقا أو من الجوع ووفقا لما تقوله اللغة العربية وعلم دلالتها فإنه من الخطأ أن نطلق على مبارك لقب زعيم لأنه يفتقد الشروط اللغوية التى يتطلبها اللقب ، معنى ذلك أن الرئيس مبارك أو أى من رجاله إذا أراد أن يحصل على وصف رمز الدولة فلا يمكن ذلك إلا من خلال إستفتاء شعبى "غير مزور طبعا " وليس من خلال الكورال الرئاسى الصحفى الذى يسبح بكلمات الرئيس الناقصات كل يوم وليلة على إعتبار أن فكرة الرمز تخضع للعرف الإجتماعى لا لشئ أخر .
وعلى المستوى القانونى والدستورى تختفى كلمة الرمز تماما ولا تظهر فى الدستور إلا بعيدا عن الرئيس فلا يحمل الدستور المصرى بين أحشائه مادة تقول بأن رئيس الجمهورية هو "رمز الدولة " فالشئ الوحيد الذى يحمل هذا اللقب دستوريا هو العلم المصرى والنشيد ويحرم الدستور إهانتها مع أشياء أخرى من ضمنها مثلا العملة المصرية ولم يذكر لنا الدستور أنه من الحرام أو من العيب أن ننقد الرئيس أو أى موظف عمومى فى الدولة المصرية ولكن ما يحدث الأن مصر رائدة فيها تماما وهو انا الموجود على أرض الواقع يناقض تماما النصوص الدستورية والقانونية فالأشياء التى نص الدستورعلى أنها رمزا للدولة وعاقب على إهانتها تتعرض للإهانة يوميا تحت سمع وبصر مثقفين النظام وأحيانا تتعرض للإهانة على أيدى النظام نفسه فالعلم المصرى تم تمزيقة وبهدلته فى مظاهرات وسط البلد ولم يصرخ أحد من رجال مبارك المثقفين وينادى بعقاب من أهانوا رمز الوطن هذا بخلاف الأعلام الممزقة التى ترفعها المصالح الحكومية والتى لا تصلح سوى لإستخدمات المطبخ والحمام وأضف أيضا المدارس التى لم تعد تهتم بتحية العلم ولا يحفظ طلابها النشيد الوطنى بل حتى وزراء مصر لايرددون النشيد ولا يفتحون فمهم أثناء أى إحتفال ومع ذلك لم يتحرك أحد وهو يرى رموز الوطن تهان وتنتهك ، حتى العملة التى نص الدستور على عقاب من يهينها تتعرض للإهانة فى كل ثانية ووصلت لوضع وصفته كل كتب الإرشاد السياحى بأنه مقرف ولم يصرخ أحد برضه من أجل رموز الوطن التى نص عليها الدستور ولكنهم تحركوا من أجل الرموز المخلقة جينيا عبر الهندسة النفاقية والرئاسية !
وفى الصحف الأوربية أو الامريكية أو صحف بلاد الواء الواء لم نسمع يوما أقلام تطالب بعدم التعرض لرئيس جمهوريتها بالنقد لأنه رمز للوطن والإساءة إليه إساءة للوطن بينما تجد فى مصر سعيا حثيثا نحو تنصيب الرئيس رمزا للوطن وتصميما غريبا على ذلك فى معاداة واضحة للنصوص الدستورية لدرجة أنه تمت إزالة رمز الوطن الحقيقى الذى أقر به الدستور وهو العلم المصرى قد زال وإختفى من كل المصالح الحكومية فى مقابل صور رئيس الجمهورية بمختلف الأحجام والاشكال تملأ كل الأركان بينما الوضع الطبيعى الموجود فى كل دول العالم المحترمة هو وجود علم الدولة أو رمزها الذى تنص عليه كل الدساتير .
الدولة تمثل فى القانون الدستورى شخص معنوى وفى داخل الدولة كل شخص يتوفر له صفة الموظف العام ويمثل صفة عامة متاح للجميع نقده ففى الدول الديمقراطية المحترمة يصطلح تسمية هؤلاء بخدام الشعب " servant people" أما فى الدول الديكتاتورية التى نعيش فى واحدة منها فإن ما يحدث العكس تماما وما يحدث يكون على طول الخط مخالفا لكافة الأوصاف الدستورية والقانونوية .
والمتعارف عليه أن الدساتير تتضمن تحديد لكافة الرموز المكانية والتصويرية للدولة من بينها العاصمة والعلم والنشيد ولكن مايحدث فى الدول الشمولية أنه يتم التغاضى عن تلك المواد الدستوريه مقابل شخصنة الدولة وبدل أن تكون الدولة تشخيص للشعب بصورة مجردة أى أن الدولة تمثل بكاينها رمزا للشعب يتحول الأمر إلى أن الشعب يتقلص هو والدولة فى شخص الديكتاتور محتكر السلطة والذى يلعب تلك اللعبة ويمررها كبار المنتفعين المنافقين وعصابة المتربحين من السلطة والذى يرتبط مصيرهم بمن يحمى أموالهم المتضخمة ويقومون بكل بساطة بإستبدال الشعب مقابل الديكتاتور وهذا التعبير أبلغ من عبر عنه لويس التاسع عشر حينما قال " انا الدولة والدولة انا " وبمجرد ما تتم عملية تقديم الرمز الخاص بالدولة فى شخص الديكتاتور الذى يحتكر السلطة والثروة معا يتعملق ويمنح نفسه سلطة مطلقة فى التصرف بإعتباره دولة قائمة بذاته كما صور له الأقربون وفى العصر الحالى تخلط دساتير الدول الشمولية الامور فى بعضها كما فى الدستور الساداتى وتمنح للرئيس صالحيات احتكار الأرض والشعب فهو رئيس كل شئ ورئيس المجلس الأعلى لكل حاجة " القضاء والشرطة والقوات المسلحة "
وبتلك الرمزية التى يستولى عليها عبر منافقيه يصبح من حقه ملكية كل شئ البرلمان والناس والشارع بمن فيه .
و من يخلق تلك الرمزية ويصف بها الرئيس هم رجاله وخاصة رجال أجهزته الإعلامية فهم يرغبون فى تحول الدولة وتجسيدها كلها لتصبح فى يد شخص واحد وبمجرد أن يتم خلق هذا الرمز المزيف تنهار بجواره كل الرموز الحقيقية والمحترمة وتنهار بجواره الرموز التى نص عليها القانون وتحل صورته محل العلم ويحل صوته محل النشيد . هذا ما أكده رجال قانون مختلفون بأنه لا دستور فى العالم المحترم ينص على أن الرئيس هو رمز الوطن ،وأن يكون الرئيس مبارك هو رمزا للدولة فهذا شئ لا أصل له فى القانون ولا فى الدستور وحتى الدستور اليابانى الذى منح الإمبراطور تلك الصفة فى يوما ما تم تعديله وتغيير تلك المادة وخلع الصفه عنه وكل الدول الأخرى أيضا تتبع نفس الطريق فلم نسمع يوما أحدا يقول أن لنين أو ستالين هو رمز الدولة الروسية أو السوفتية بل نسمعهم يقولون أن الكرملين هو رمز الدولة الروسية وكل دوله رمزها علمها أو شئ يعبر عنها مثل شجرة القبقب التى تعتبر رمز الدولة الكندية وغيرها .
الغريب فى تلك الدعوة التى أطلقها صحفيو البيت الرئاسى أنها تعود بنا مرة أخرى إلى عصور الجاهلية الأولى والأغرب أن أصحاب تلك الدعوة من أولئك الذين يزعمون بأنهم يشربون كل صباح وعلى غير ريق ملعقة حرية متكلفة من صنع النظام المباركى غافلين أن تلك الدعوة تستدعيها الرواسب التاريخية للمجتمع الشرقى الذى يعيش بداخلهم و يمنح فرعونه صفة الألوهية وكأنهم يريدون منا أن نشهد للرئيس بالحكمة الإلهية فالرجل الرمز دائما مايبدو بلا أخطاء ولذلك هم يسعون لوصف مبارك بتلك الصفة لأن الرجل الرمز وإن كانت له أخطاء فلن تجد أحد يتكلم عنها ومقارنة بما كان يحدث فى الفترة الليبرالية الحقيقة حينما كان سعد زغلول هو رمز الوطنية لدى الشعب المصرى تجد مفاجاة فكما كتب الدكتور عماد ابو غازى أن سعد كان يتعرض لكل أنواع النقد والسخرية على يد المثال محمود مختار فى سلسلة أطلق عليها "زغلوليات " ولم ينطق وقتها أحد بحرف ليقول عاقبوا من أهانوا رمز النضال الوطنى المصرى بل ذهب سعد زغلول بنفسه ليهنئ مختار أثناء إزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر.
وحينما يعود بك رجال الرئيس ويذكرونك بتهمة العيب فى الذات الملكية فعد وذكرهم بأن ثورة يوليو التى يفتخر مبارك بالأنتماء لها ويحتفل بعيدها كانت تفتخر بأن إلغاء تلك العقوبة من إنجازاتها .
حتى على المستوى الدينى يرفض القراءن الكريم تلك الصفة كما ترفضها السنة النبوية أيضا فرغم محاولات الكثيرين بالتأكيد على أن الإسلام هو من رسخ لإلوهية الخليفة أو الحاكم وأن الكثير من الخلفاء رفضوا النقد فإن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ترفض فكرة أن يكون مبارك هو رمز الدولة ويشرح الدكتور جابر قميحة أستاذ الأدب العربى تلك النقطة قائلا إن
الرمز هو الإشارة التى ترتبط بمعانى معينة وغالبا ما تضع تلك المعانى الرموز فى مكانة عظمى . وأن نقول أن مبارك هو رمز الدولة المصرية فتلك "تقليعة" لا توجد إلا فى مصر وتاريخنا الدينى ابتداءا من بعثة محمد عليه الصلاة والسلام لا يوجد به تلك الكلمة فلم نسمع أحدا قال أن محمدا رمز الإسلام ولم نسمع أحدا قال نحن محمديون بل قالوا و يقولون نحن مسلمون ولكننا سمعنا من يقول نحن مباركيون ويفضلون ذلك على ان يقولوا نحن مصريون وأبلغ مثال على رفض الإسلام لتلك الصفة يوم وقف أبو بكر الصديق يقول يوم وفاة النبى " أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت " والقرأن نفسه لم يذكر مسألة الرمز هذه ولم يقرها فالله تعالى يقول " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد ".
ومسألة الرمز هذه والدعوة المنتشرة الأن بأن مبارك هو رمز الدولة أو فلان من رموز الدولة مسألة ترخصنا إلى أقسى حد فيقال فلان هو رمز الدولة ومن ثم لا ينتقد وشيخ الأزهر هو رمز الإسلام ومن ثم لا ينتقد وكل هذه أسماء لا يعترف بها الدين ولا العقل... "وأن ليس للإنسان إلا ماسعى "
والرسول عليه الصلاة والسلام قال لأحد الأشخاص ذات مرة " هون عليك فلست بجبار ولا ملك إنما أنا بن إمراة كانت تأكل القديد " ولو أراد وقتها أن يثبت له مكان ويفرغ الدين من معانيه ورجاله لقال أنا رمز الإسلام كما يقولون الأن أن الرئيس هو رمز الوطن الذى لاينتقد راغبين بذلك تفريغ الوطن كله من رجاله وتفريغ المصرى من مصريته .
ودعوة أن فلان هو رمز لا تقربوه بالإنتقاد مغالطة ساقطة فيقال أن شيخ الأزهر رمز الإسلام فيخطئ شيخ الأزهر فيسقط الإسلام لأن سقوط الرمز يسقط المرموز وبالتالى يقال أن مبارك رمز الدولة فيخطئ مبارك فيسقط مبارك ويسقط بالوطن، وكل إنسان مسموح بنقده ولا يتعالى على النقد أحد وهذا للأسف مسموح وموجود عند الأجانب فلم نسمع يوما أنهم قالوا فلان رمز الدولة الأمريكية فلا تنتقدوه بل فلان رئيس الدولة يحاسب وينتقد والدعوة بأن مبارك رمز الدولة لا يجب نقده تخلق حاله من الكبت عند الناس وعقدة نفسيه تدفع الإنسان لتصرفات متهورة فاجعة وتخلق شعبا فارغا يعتاد الجبن والصمت ومن يدعون ويرفعون شعار مبارك رمز الدولة يعلمون تماما أنه لايصح لغويا ولا دينيا ولا سياسا ولكن عمليات النفاق والكذب ومسح الجوخ هى التى وصلت بنا إلى ذلك .
إنتهى كلام الدكتور جابر قميحة وثبتت معه الرؤيا فلا الرئيس مبارك ولا أحد من رجال نظامه يمكن أن يحملوا وصف رموز الدولة فالقانون والدستور منحوا هذا الحق للعلم والنشيد ومبارك ورجاله ليسوا أعلاما وليسوا نشيدا وطنيا ولا حتى كوبليه غنائى ضمن أغنية وطنية صادقة ، اللغة أيضا رفضت وصف مبارك برمز الوطن لأنه لم يستكمل شروط العلاقة الإصطلاحية بين الرمز والمرموز والدين لم يسمح لأحد بتلك الصفة والرسول الكريم خلعها عن نفسه واصفا إياه انه ليس ملكا ولا جبارا فى الوقت الذى يسعى فيها مبارك لأن يقف فوق تلال المقطم أو فوق ألسنة منافقية ليقول أن رمزكم الأعلى دون أن يدى هو وأصحاب تلك الدعوة أن كلمة الرمز وإن كانت تستخدم كثيرا فانها في معظم الحالات تكون أكبر بكثير من مقاس الشخص الذي يوصف بها !