الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Thursday, November 09, 2006

فلنصمت من أجل إسرائيل



هل تعرف ماذا يحدث الان ؟.. أشك...
هل تدرك معنى لتلك الأصوات العالية.. والألسنة الخرساء ؟... أشك
هل تعرف الفرق بين صواريخ الكاتيوشا وصواريخ نانسى وهيفاء ؟ من المؤكد أنك تعرف
وأنا أيضا أعرف وكلنا نعرف، فمن منا لايتسطيع ان يفرق بين القوام الممشوق والعود المفرود، وبين الأشلاء التى تمتزج بتراب الأرض.

دعونا إذن نتفق على أننا نعرف الفرق، ولكننا لا نعرف ماذا نريد... ثلاثة مشاهد أو أربعة أو اكثر حسب ما يستطيع شريط الكاميرا الإنسانية ان يحتمل ما سنقول...
(1)
إنها دعوة مجانية
الدبابات الإسرائيلية يدها بيد ألاف القوات تقتحم غزة وتتمشى وكأنها فى فسحة فى شوارع فلسطين، وتدوس بأحذيتها ليس فقط فوق تراب الوطن المقدس الذى يرفض رجال كراسى الحكم العربية نغمته الحماسية، بل تدوس أشلاء الصغار قبل الكبار..

الطائرات الإسرائيلية تحلق فى سماء الوطن العربى كله ويسمعها رجال كراسي الحكم العربي وكأنها عصافير كناريا، وإذا أبدى أحد المواطنين غضبه وإنزعاجه من صوت الطائرات يتم تصنيفه ضمن طائفة المتطرفين العاشقين للعنف الذين يدفعون المنطقة إلى حافة الدمار.

سبحان الله - طيب يا ناس صواريخ الطائرات تهبط للأرض وتستقر فى باطنها وتترك خلفها أشلاء متناثرة فى شكل غير آدمي لا ترضى عنه أمنا الغول بذات نفسها.

هل تغضب ؟، هل تثور؟، هل تفعل مثلما فعل "متطرفى" حزب الله و"إرهابيو" حماس وترفع سلاحك وتدافع عن أهلك.. عن أرضك.. عن عرضك ؟ لا لكل ذلك بأمر حكامنا العرب،
فلنصمت حتى حين، تلك دعواهم الدائمة التى لا نهاية لصمتها سوى صمت آخر وصمت أخر وصمت آخر أيضاً !

فلتضرب شعوب المنطقة، أو بعض من أهلها، رؤوسها في الحيط وفى الجدار العازل، فليصفقوا ويهتفوا لكل من يحمل سلاح، فلن نحمله أبدا ولن نتعب أنفسنا بحمل زائد لاطاقة لنا به، فليشاهدوا هذا الفيلم السينمائى دون تذكرة، فلنرفع شعار المجانية لإنتاج هذا الفيلم الدموى، فلنفتح أرض بيروت وونرفع كل الأسلاك الشائكة عن أرض سوريا وغزة ليمرح جنود إسرائيل كما شاءوا دون إزعاج، ويستمتع إيهود اولمرت بإخراج فيلمه بمزاج، ولا نكلف جورج بوش المنتج العبقرى الكثير من المال.

فلنفعل كل ذلك من أجل حكامنا ومن أجل كروشهم وعروشهم ، وحتى نتقى شر أجهزة إعلامهم التى تتهمنا ليل نهار بالوحشية والرغبة فى الحرب والدمار، فلنتقى شر روز اليوسف وإتهامها لنا بالمشاركة فى مؤامرة من أجل إيران، ولنتقى شر قنوات التلفزيون الإخبارية التى تتهمنا بعشق الدم والعنف..

فلنصمت إذا حتى يكون لنا مكان فى قطار التحضر مع رافضى صرخة حزب الله فى وجه مدافع تل أبيب.. فلنصمت وننتظر حتى تصبح أرض بيروت خرابا، ثم نتحرك فورا ونناشد العالم من اجل إعمارها.

هنا تكمن المشكلة ياسيد مارسيل.. لم يعد من حقنا بعد الأن أن نتغنى برائعتك "منتصب القامة أمشى" لأننا وقتها سنصبح همج متعطشين للدم والعنف، لا شئ مسموح لنا ياسيد مارسيل، لا الغناء ولا الهتاف ولا حمل السلاح ولا حتى التصفيق لمن يحملونه.. المسموح فقط ياسيد مارسيل هو الصمت.
(2)
تلك الفتاة الصغيرة التى أكلت طلقات اليهود من جسدها أجزاء، وصورتها الكاميرات للاحتفال بها فى الصفحات الاولى من صحف العالم، ليست رسالة لإستجداء العطف والشفقة، وليست مجرد رسالة لفضح ممارسات اليهود الوحشية، بل هى الوجه الاخر للحقيقة التى تقول بأن هذه هى لبنان.. الأرض التى قاومت وانتصرت فى 82، الأرض الوحيدة التى تم تحريرها من أيدى اليهود بالقوة وليس عبر مفاوضات مدريد أو النرويج أو حتى القاهرة، هذا الجسد الصغير المتأكل هو لبنان الحقيقة، أما الأجساد التى إمتلأت بفعل حقن السيلكون وعمليات الشد والتطريز ليست أبدا لبنان.

الغريب أن ظهور تلك الأجساد الممتلئة والتى تحمل على صدرها علم لبنان أثار زوبعة وجعل لبنان محل نقاش ودراسة وحسد الكل، فالكل يحسد لبنان على نسوانها الحلوة والمقررات السهلة كما قال سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين، الكل فى الوطن العربى كان يأمل قبل بضعة اشهر من الآن فى زيارة خاطفة لبيروت يمتع نظره بنسائها وسحرها.

الآن الكل يهرب من ذكر اسم بيروت والكل يتنكر للبنان والكل يستنكر لبنان الحقيقة التى يتأذى جسدها تحت المدافع كل لحظة، وكأن الجسد الذى تأتى من خلفه المشاكل لابد ان ننساه ونستريح.. الكل لا يتمنى زيارة بيروت الآن، الكل لا يهوى حمل السلاح ليدافع عن أرضه، ولكنه يهوى حمل أقراص الفياجرا ليدافع عن رجولة مصطنعة !
(3)
باعوها بثمن بخس
لم اكن أدرك أبدا أن فلسطين تساوى كل هذا لدى اليهود، ولم اكن اتصور أبدا أن يأتى اليوم الذى ترتدى فيه مصر ثياب النذالة.

هل تساوى فلسطين فى نظر مبارك هذا الثمن البخس "جلوس إبنه على العرش".. هل تساوى فلسطين فى وجهة نظر مبارك أن يتركها لليهود من أجل أن يتركه الأمريكان يمارس دوره على الساحة، ويستمتع بموات شعبه.

باعها مبارك بثمن بخس وخلع يده من القضية الفلسطينية، مقابل أن يضع أولمرت يده على كتفه وأن ينام فى أحضانه.. فهاصت إسرائيل فى فلسطين ولم تصدر مصر ولو حتى بيان استنكار أو إدانة، وراجع الأيام الاولى للتوغل الإسرائيلى فى غزة ولن تجد كلمة إستنكار واحدة من جانب الحكومة المصرية.
(4)
أن تكون راجل
قد لا تحب السعودية حزب الله، وقد لا تحمل دول الخليج تجاه حسن نصر الله أى ذرة عشق، وقد لا يخجل فؤاد السنيورة من أن يقدم بلاغ عالمى فى حسن نصر الله ويدعو العالم كله للقضاء عليه، وتحويل أرض لبنان لساحة قتال، قد وقد وقد وقد يكون هناك ألف سبب وسبب لدى الحكام العرب لكره حسن نصر الله، ولكن الناس فى الشارع لن تصدق كل تلك الأسباب، لأن السبب الحقيقى أصبح مؤكدا لديهم...

إنهم يكرهون نصر الله لأنه راجل.. أيوه راجل وتلك من آمالهم أن يصبحوا رجالة !
(5)
الأساتذة الخائفين على الحضارة والكارهين للعنف والحرب والله العظيم ثلاثة نحن ايضا ومثلنا حسن نصر الله ورجاله لا نحب الحرب ولا نهوى منظر الدم ولكننا أيضا لا نحب الذل ولا نهوى أن نصمت بعد أن يضربونا على قفانا...

0 Comments:

Post a Comment

<< Home