الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Saturday, June 30, 2007

وجع !
أسف..القلب الذى تحاول أن تستمع لنبضه الأن ربما يكون مرهقا أو مصابا بمرض ما..ضحك كثيرا وهو يردد تلك الكلمات كنوع من الإجابة على سؤالى المعتاد أخبارك ايه ياسيدى ؟،أدركت من الإجابة أنها قصة حب فاشلة كالعادة،كنا نعلم تماما أنه لايجيد التعامل مع النساء أو ربما النساء هى التى لم تكن تجيد التعامل معه لأنه كان أطيب وأهدى من أن يزعج أحدا أو يكرهه فرد ما.
صديقى الطيب كان يخرج من قصص حبه دائما موجوع القلب،كان مثاليا بالشكل الذى يجعله الأفضل والأقرب للجميع بلا إستثناء،لا ينافق ولا يحب المنافقين،يجتهد ويحب المجتهدين لذلك كان يرى أن حياته ستكون صعبة فى ظل حكم الرئيس مبارك لأنه على النقيض تماما من أفكاره ولأن الناس تتعامل مع صفاته تلك.. معاملة العبيط.
لم تكن قصة حب فاشلة لأنه أقلع عن تلك العادة،بعدما إكتشف أن المشاعر التى تملأ الأسواق الأن فاسدة،كان قلبه موجوع بجد ،قلب عليل من هذه القلوب التى إكتشف صاحبها بعد إجراء فحوصات طبية بالصدفة أنها تنبض بغير إنتظام وأنه يحتاج إلى عملية أو مايزيد كما يحتاج إلى معاملة خاصة،قال لى أنه لن يستطيع أن يوفرها لقلبه فى تلك الظروف.
صديقى الذى يحمل من سنين العمر "25" أصبح يحمل قلبا مريضا وغير قادر على العناية به طبقا لتعليمات الطبيب،الجزء الخاص بغرفة العمليات لا يخيفه إطلاقا أما الجز الخاص بالهدوء وعدم الإنفعال والغضب فهو يخشاه تماما،سألنى كيف أمنع قلبى من الإنقباض وهو يرى أطفال تبحث فى مقالب الزبالة عن إفطارها،و كيف سيمنع قلبه من الغضب حينما يرى أولئك المرضى الغلابة وهم يقفون بجروحهم التى تنزف أو بوجوههم التى تصرخ من السرطان الذى ينهش فى أجسادهم على باب المستشفى الصغير الذى يعمل به طالبين منه الرحمة التى لايملك منها إلا بعض بسيط،وكيف سيمنع قلبه من الإنفعال حينما يرى صاحب المستشفى وهو يرفض إستقبال "ميت–حى" لأنه لن يدفع المعلوم،وكيف سيحافظ على هدوء قلبه العليل وهو يشاهد رئيسا مستبدا وأطفالا يبكون لأجل أبائهم الذين سكنوا المعتقلات فقط لأنهم معارضون.. سألنى ولم أستطيع ان أجيب!
كلكم تقولون عليه الأن أنه مثالى زيادة عن اللزوم ولكنه فقط مازال يحتفظ بذلك القدر البسيط من الإنسانية التى فقدناها ولذلك نحن نعيش بقلوبنا الصحيحة التى أغلقت شرايينها عليها ولم تعد تهتم بأن يكون العالم من حولها أفضل فقط تهتم بان تؤدى وظيفتها بضخ الدم فى العروق حتى لو كان هذا الدم مصابا بفيروس "سى"،و"أيمن" صديقى يعيش بقلبه الموجوع لايريد أن يقاوم لأنه يرى أن "اللبمة" التى كانت تنير له بمستقبل أفضل للبلد فى نهاية الطريقة ..قد إنطفأت.
قهوة سادة!

إذا كنت من عشاق القهوة الزيادة فسوف تدرك فورا معنى تلك "المرارة" الذائبة فى فنجان قهوة سادة تشربه غصب عنك ،لا لشئ سوى أنك قررت أن تقدم واجب عزاء فى واحد من أموات الفشل الكلوى او السرطان أو ماتبقى من أمراض عصر مبارك.
"مرارة " القهوة السادة التى أجبروك على تذوقها فى العزاء الذى لا تحضر منه سوى ربع قرآنى لايستمر أكثر من ربع ساعة تظل عالقة فى ذهنك حتى أخر العمر وتدفعك لكى تكون أشد حرصا فى المرة المقبلة..وهذا هو الطبيعى على إعتبار أن الذى علمته سخونة الشربة الأدب يجب أن يدقق ويحذر حتى وهو يتعامل مع برودة ونعومة الزبادى.
تذوقنا طعم "المرارة" بالإجبار من فنجان أقسى بكثير من فنجان القهوة السادة ..تذوقنا "المرارة" من فنجان الهزيمة التى جاءت مذلة وقاسية ومازال طعمها يعيش فى أفواهنا وعقولنا رغم أربعين سنة مضت على ميعاد شرب فنجان هزيمة يونية 67.
صحيح تذوقنا حلاوة النصر فى 1973 ولكن طعم الحلاوة لم يدوم كثيرا ربما لأنها كانت حلاوة مغشوشة أو ربما لأن مرارة الهزيمة كانت أشد واقسى من أن تمحوها قطعة حلاوة واحدة وهزيلة رغم كل التضحيات التى تمت من أجل صناعتها أو ربما وهو السبب الأقرب للحقيقة أننا فشلنا فى الحفاظ على طعم النصر وحلاوته ونجحت إسرائيل فى أن تغلق أفواهنا وقلوبنا على ذلك الطعم المر الذى أذاقته لكرامتنا فى 67.
السادات خطف أجزاء من قطعة الحلاوة بعد سنوات من صناعتها وهو يوقع على أوارق السلام المهينة فى كامب ديفيد ومبارك جاء وهو مصم على ان يزيل ماتبقى منها حتى ولو كان مجرد حلاوة شعر سهلة الذوبان.. فى الأول قال أنه إنتصر بضربته الجوية الساحقة الماحقة ومسح بأستيكة قطرات دماء الرجال التى سالت على رمال سيناء بينما كان هو يجلس على الدكة وينتظر النتيجة،وبعد ذلك عاد ليسقى عقولنا من نفس البئر الذى تسكن فيه أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لايقهر حينما لايخجل من تكرار جملة متغيرة الصياغة تقول بأننا لا نقوى على مواجهة إسرائيل.. فلم يعد للإنتصار طعم.
وأرض سيناء أعادها مبارك إلى أحضان اليهود يتحركون فيها بحرية أكثر من أهلها ويشترون ويستثمرون بقوة وبسرعة تقول بأنه لن تمر إلا سنوات قليلة ويرفرف العلم الإسرائيلى هناك مرة أخرى، وحدوتة الأربعين ألف متر التى إشتراها اليهود فى شرم الشيخ بمساعدة رجال اعمال قطريين واحدة من ضمن ألاف الحواديت المستخبية عن أرضنا التى تضيع.
لم أعش وقت هزيمة يونية ولكننى اشعر بها الأن،"مرارتها" تملأ فمى،ولم أعش أيام أكتوبر التى أفخر بها ولكن للأسف حلاوتها لم تعرف طريق لفمى والبركة فى سيادة الرئيس الذى يعشق كثيرا أحضان أولمرت وخرفان شارون الله يمسيه بالنار.

Monday, January 22, 2007

معلهش شوية إكتئاب على غصب منعونى من الدنيا
رجعت تانى ببوست ممكن يكون جديد وممكن يكون قديم
بس ياريت يعجبكم
تلات سلامات




أنا رمزكم الأعلى .. والراجل يطلع لى



بلد واحدة فقط تنعدم فيها قوانين الجاذبية وتتوه فيها الجهات الأصلية التى يعرفها البشر فالجنوب فى مصر يمكن أن يصبح شمال والشرق سهل أن يصبح غربا طالما كان ذلك يخدم النظام ورجاله ويتماشى مع هوى الرئيس ومصالحه ،فلا قواعد للعبة إذا تعلق الأمر بدق مسمارين من أجل تثبيت عرش النظام وتقوية شوكته والدستورالمصرى يمكن أن تبله وتشرب ميته وتخلل كل مواده المصونة إذا تعلق الأمر بصلاحيات الرئيس ومدى حجمها والقانون يمكنك أن تعزف عليه خلف راقصة درجة ثالثة طالما ستسعى لإستخدامه فى مواجهة رجال نظام الحكم فى مصر والأعراف والتقاليد واللغة يمكن طيها ولى عنقها بل وكسره من أجل خدمة وتفخيم جبروت ذلك النظام المستبد ،فلا أحد من رجال مبارك سواء المثقفين أو القانونين أو الأمنيين أو حتى رجال الأعمال يخجل من الكذب على الناس والتلاعب بكل تلك الأشياء( الدستور والقانون والعرف ) التى تحترمها وتقدسها دول االعالم من أجل رضا الرئيس وتثبيت دعائم حكمه ،فلا مانع دستورى أو دينى أو قانونى يمنع هؤلاء من إطلاق ألقاب وأوصاف فى سبيل إضفاء المزيد من الشرعية الإستبدادية لحكم مبارك وكان أخرها لقب "رمز الدولة" فعقب عمليات النقد المستمرة التى تعرض لها الرئيس فى الفترة الأخيرة خرج علينا مثقفى الدولة وصحفيو النظام يصرخون ويهتفون فى مظاهرة نفاق من إياها بأن المعارضة والصحف المستقلة قد تعدت الخط الأحمر وأصبحت تنتقد رمز الدولة وتسئ إليه ... ياللهول !
وأطلقوا دعوات التحريض فى كل الإتجاهات مطالبين بعقاب من تعرضوا للذات المصونة "رمز الدولة" بالنقد أو حتى الإستفسار وفجأة تضخمت المعركة وإرتدى مثقفى النظام وقانونيه دروع الأمن من اجل حماية رموز الوطن وأصبح كل من راح وأتى رمزا للوطن لا يجوز نقده ، بينما كان المواطن الفقير الغلبان يبحث فى دفاتر عقله القديمة عن تلك الكلمة السحرية التى استخدمها رجال مبارك فى الدفاع عنه عبر حفلة وصفوه فيها بأنه "رمزالوطن" وكأن من حقهم المصادرة على حق الشعب كله فى التعبير مستغلين تلك الكلمة المكررة والمعادة بأن الدستور منح الرئيس ذلك الحق بينما الحقيقة تقول أن الدستور المصرى لم يمنح لمبارك أو غيره تلك الصفة ولم يمنع أحد من نقده ،ولا القانون فعل ذلك بل وحتى اللغة العربية لم تصف مبارك بكونه رمزا للوطن فلا أصل دستوري ولا قانوني ولا حتى لغوي لتلك الصفة التى هبطت على مبارك من سماء النفاق فكلمة الرمز فى اللغة العربية تعنى الإشارة والإيماء "سواء بالشفتين أو الحاجب" وحتى فى الإنجليزية تأخذ نفس المعنى والرمز الإنسانى قديم فى الثقافة البشرية الشرقية بدءًا بالرموز الوثنية التي ابتدعها الإنسان لتحميه من القوى الشريرة التى تحاول إيذاءه مرورا بالعصور الاخرى ورموزها المختلفة حتى مرحلة الرموز السياسية والدينية والفنية ولكن على طول الخط كان تكوين الرمز البشرى مرتبطا بقيمة أو مبدأ إنسانى أو قوى خارقة أو حاجة الناس التى يمثلها حضور ذلك الرمز فى لحظة ما وهو مالا ينطبق على الرئيس المصرى أو أحدا من رجاله فلا أحد فى حكومة مبارك يمثل قيمة معينة لدى الشعب المصرى سوى قيمة الفساد ونهب البلد ولا أحد فى رجال مبارك يمثل مبدأ معين لدى الناس فى شوارع المحروسة إلا إذا كان مبدأ الوصولية والنفاق وبالطبع لا أحد يمتلك فى رجال مبارك قوى خارقة لتحقيق أمال ذلك الوطن ولا مبارك نفسه قادر على تلبية إحتياجات الوطن أو الناس التى تنتظر فى لحظة ما أن تطعم
أولا دها أو أن تأمن شر التشرد فلا تجد شئ سوى تصريحات وتصريحات والمزيد من التصريحات. وبذلك تنتفى تماما عن مبارك وكل رجاله كلمة الرمز فطبقا لما تقوله المعاجم العربية وطبقا لمبادئ علم الدلالة فإن اللغة العربية ترفض تنصيب الرئيس مبارك رمزا للدولة المصرية وتعلن كذب وإدعاء المنافقين الذين منحوه، وفكرة الرمز كلها تخضع لنظام العرف الإجتماعى و العلاقة بين الدال " اللفظ " والمدلول "الدلالة " هى علاقة رمزية أى أنه لا توجد علاقة طبيعية بين الدال والمدلول أى بين الرمز والمرموز إليه ( مبارك والوطن المصرى ) سوى الأعراف الإجتماعية ويصف علم اللغة هذه العلاقة بالعلاقة الإعتباطية ويسميها علماء اللغة العربية بالعلاقة الإصطلاحية أى أن المتحكم فيها هو العرف الإجتماعى فمثلا إذا رمزنا باللون الأحمر للخطر فإنه فى مجتمع أخر يرمز للخطر باللون الأسود وإذا كنا فى مصر نلبس السواد فى الحزن فإن السواد فى منطقة أخرى يعنى الفخامة ومن هنا فإن العلاقة بين الرمز والمرموز لا تقوم إلا بشروط الإتفاق الإجتماعى فيمكن مثلا أن يكون الزعيم رمزا للوطن ويصوغ المجتمع هذه العلاقة حينما يجد فى هذا الرجل أنه قائم على مصالحه ويحقق له أماله ورغباته بل حتى كلمة الزعيم نفسها " رمز" وقد ورد فى القران الكريم " وأنا به زعيم"أى كفيل أهتم بأمره.
فإذا كان الرئيس كفيل بالوطن ويحقق له مصالحه ويدافع عنه ضد الفساد والمصائب استحق أن يكون رمزا لأنه يحقق تلك العلاقة المشروطة بالأصطلاح الإجتماعى وإذا كان غير ذلك فقد سقطت عنه زعامته لإنتفاء العلاقة بين الرمز والمرموز . وطبقا لما ماتقوله اللغة العربية فإن الرئيس مبارك أو أحد من رجاله أبعد من أن يكون رمزا للوطن المصرى لأن النظام لا يكفل الناس ولا يهتم بمصالحهم بل يفعل العكس على طول الخط فالبنى أدم المصرى يأكل بالعافية ويعيش بالعافية فى ظل نظام مبارك ولكنه يموت بسهولة وببشاعة إما حرقا أو غرقا أو من الجوع ووفقا لما تقوله اللغة العربية وعلم دلالتها فإنه من الخطأ أن نطلق على مبارك لقب زعيم لأنه يفتقد الشروط اللغوية التى يتطلبها اللقب ، معنى ذلك أن الرئيس مبارك أو أى من رجاله إذا أراد أن يحصل على وصف رمز الدولة فلا يمكن ذلك إلا من خلال إستفتاء شعبى "غير مزور طبعا " وليس من خلال الكورال الرئاسى الصحفى الذى يسبح بكلمات الرئيس الناقصات كل يوم وليلة على إعتبار أن فكرة الرمز تخضع للعرف الإجتماعى لا لشئ أخر .
وعلى المستوى القانونى والدستورى تختفى كلمة الرمز تماما ولا تظهر فى الدستور إلا بعيدا عن الرئيس فلا يحمل الدستور المصرى بين أحشائه مادة تقول بأن رئيس الجمهورية هو "رمز الدولة " فالشئ الوحيد الذى يحمل هذا اللقب دستوريا هو العلم المصرى والنشيد ويحرم الدستور إهانتها مع أشياء أخرى من ضمنها مثلا العملة المصرية ولم يذكر لنا الدستور أنه من الحرام أو من العيب أن ننقد الرئيس أو أى موظف عمومى فى الدولة المصرية ولكن ما يحدث الأن مصر رائدة فيها تماما وهو انا الموجود على أرض الواقع يناقض تماما النصوص الدستورية والقانونية فالأشياء التى نص الدستورعلى أنها رمزا للدولة وعاقب على إهانتها تتعرض للإهانة يوميا تحت سمع وبصر مثقفين النظام وأحيانا تتعرض للإهانة على أيدى النظام نفسه فالعلم المصرى تم تمزيقة وبهدلته فى مظاهرات وسط البلد ولم يصرخ أحد من رجال مبارك المثقفين وينادى بعقاب من أهانوا رمز الوطن هذا بخلاف الأعلام الممزقة التى ترفعها المصالح الحكومية والتى لا تصلح سوى لإستخدمات المطبخ والحمام وأضف أيضا المدارس التى لم تعد تهتم بتحية العلم ولا يحفظ طلابها النشيد الوطنى بل حتى وزراء مصر لايرددون النشيد ولا يفتحون فمهم أثناء أى إحتفال ومع ذلك لم يتحرك أحد وهو يرى رموز الوطن تهان وتنتهك ، حتى العملة التى نص الدستور على عقاب من يهينها تتعرض للإهانة فى كل ثانية ووصلت لوضع وصفته كل كتب الإرشاد السياحى بأنه مقرف ولم يصرخ أحد برضه من أجل رموز الوطن التى نص عليها الدستور ولكنهم تحركوا من أجل الرموز المخلقة جينيا عبر الهندسة النفاقية والرئاسية !
وفى الصحف الأوربية أو الامريكية أو صحف بلاد الواء الواء لم نسمع يوما أقلام تطالب بعدم التعرض لرئيس جمهوريتها بالنقد لأنه رمز للوطن والإساءة إليه إساءة للوطن بينما تجد فى مصر سعيا حثيثا نحو تنصيب الرئيس رمزا للوطن وتصميما غريبا على ذلك فى معاداة واضحة للنصوص الدستورية لدرجة أنه تمت إزالة رمز الوطن الحقيقى الذى أقر به الدستور وهو العلم المصرى قد زال وإختفى من كل المصالح الحكومية فى مقابل صور رئيس الجمهورية بمختلف الأحجام والاشكال تملأ كل الأركان بينما الوضع الطبيعى الموجود فى كل دول العالم المحترمة هو وجود علم الدولة أو رمزها الذى تنص عليه كل الدساتير .
الدولة تمثل فى القانون الدستورى شخص معنوى وفى داخل الدولة كل شخص يتوفر له صفة الموظف العام ويمثل صفة عامة متاح للجميع نقده ففى الدول الديمقراطية المحترمة يصطلح تسمية هؤلاء بخدام الشعب " servant people" أما فى الدول الديكتاتورية التى نعيش فى واحدة منها فإن ما يحدث العكس تماما وما يحدث يكون على طول الخط مخالفا لكافة الأوصاف الدستورية والقانونوية .
والمتعارف عليه أن الدساتير تتضمن تحديد لكافة الرموز المكانية والتصويرية للدولة من بينها العاصمة والعلم والنشيد ولكن مايحدث فى الدول الشمولية أنه يتم التغاضى عن تلك المواد الدستوريه مقابل شخصنة الدولة وبدل أن تكون الدولة تشخيص للشعب بصورة مجردة أى أن الدولة تمثل بكاينها رمزا للشعب يتحول الأمر إلى أن الشعب يتقلص هو والدولة فى شخص الديكتاتور محتكر السلطة والذى يلعب تلك اللعبة ويمررها كبار المنتفعين المنافقين وعصابة المتربحين من السلطة والذى يرتبط مصيرهم بمن يحمى أموالهم المتضخمة ويقومون بكل بساطة بإستبدال الشعب مقابل الديكتاتور وهذا التعبير أبلغ من عبر عنه لويس التاسع عشر حينما قال " انا الدولة والدولة انا " وبمجرد ما تتم عملية تقديم الرمز الخاص بالدولة فى شخص الديكتاتور الذى يحتكر السلطة والثروة معا يتعملق ويمنح نفسه سلطة مطلقة فى التصرف بإعتباره دولة قائمة بذاته كما صور له الأقربون وفى العصر الحالى تخلط دساتير الدول الشمولية الامور فى بعضها كما فى الدستور الساداتى وتمنح للرئيس صالحيات احتكار الأرض والشعب فهو رئيس كل شئ ورئيس المجلس الأعلى لكل حاجة " القضاء والشرطة والقوات المسلحة "
وبتلك الرمزية التى يستولى عليها عبر منافقيه يصبح من حقه ملكية كل شئ البرلمان والناس والشارع بمن فيه .
و من يخلق تلك الرمزية ويصف بها الرئيس هم رجاله وخاصة رجال أجهزته الإعلامية فهم يرغبون فى تحول الدولة وتجسيدها كلها لتصبح فى يد شخص واحد وبمجرد أن يتم خلق هذا الرمز المزيف تنهار بجواره كل الرموز الحقيقية والمحترمة وتنهار بجواره الرموز التى نص عليها القانون وتحل صورته محل العلم ويحل صوته محل النشيد . هذا ما أكده رجال قانون مختلفون بأنه لا دستور فى العالم المحترم ينص على أن الرئيس هو رمز الوطن ،وأن يكون الرئيس مبارك هو رمزا للدولة فهذا شئ لا أصل له فى القانون ولا فى الدستور وحتى الدستور اليابانى الذى منح الإمبراطور تلك الصفة فى يوما ما تم تعديله وتغيير تلك المادة وخلع الصفه عنه وكل الدول الأخرى أيضا تتبع نفس الطريق فلم نسمع يوما أحدا يقول أن لنين أو ستالين هو رمز الدولة الروسية أو السوفتية بل نسمعهم يقولون أن الكرملين هو رمز الدولة الروسية وكل دوله رمزها علمها أو شئ يعبر عنها مثل شجرة القبقب التى تعتبر رمز الدولة الكندية وغيرها .
الغريب فى تلك الدعوة التى أطلقها صحفيو البيت الرئاسى أنها تعود بنا مرة أخرى إلى عصور الجاهلية الأولى والأغرب أن أصحاب تلك الدعوة من أولئك الذين يزعمون بأنهم يشربون كل صباح وعلى غير ريق ملعقة حرية متكلفة من صنع النظام المباركى غافلين أن تلك الدعوة تستدعيها الرواسب التاريخية للمجتمع الشرقى الذى يعيش بداخلهم و يمنح فرعونه صفة الألوهية وكأنهم يريدون منا أن نشهد للرئيس بالحكمة الإلهية فالرجل الرمز دائما مايبدو بلا أخطاء ولذلك هم يسعون لوصف مبارك بتلك الصفة لأن الرجل الرمز وإن كانت له أخطاء فلن تجد أحد يتكلم عنها ومقارنة بما كان يحدث فى الفترة الليبرالية الحقيقة حينما كان سعد زغلول هو رمز الوطنية لدى الشعب المصرى تجد مفاجاة فكما كتب الدكتور عماد ابو غازى أن سعد كان يتعرض لكل أنواع النقد والسخرية على يد المثال محمود مختار فى سلسلة أطلق عليها "زغلوليات " ولم ينطق وقتها أحد بحرف ليقول عاقبوا من أهانوا رمز النضال الوطنى المصرى بل ذهب سعد زغلول بنفسه ليهنئ مختار أثناء إزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر.
وحينما يعود بك رجال الرئيس ويذكرونك بتهمة العيب فى الذات الملكية فعد وذكرهم بأن ثورة يوليو التى يفتخر مبارك بالأنتماء لها ويحتفل بعيدها كانت تفتخر بأن إلغاء تلك العقوبة من إنجازاتها .
حتى على المستوى الدينى يرفض القراءن الكريم تلك الصفة كما ترفضها السنة النبوية أيضا فرغم محاولات الكثيرين بالتأكيد على أن الإسلام هو من رسخ لإلوهية الخليفة أو الحاكم وأن الكثير من الخلفاء رفضوا النقد فإن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ترفض فكرة أن يكون مبارك هو رمز الدولة ويشرح الدكتور جابر قميحة أستاذ الأدب العربى تلك النقطة قائلا إن
الرمز هو الإشارة التى ترتبط بمعانى معينة وغالبا ما تضع تلك المعانى الرموز فى مكانة عظمى . وأن نقول أن مبارك هو رمز الدولة المصرية فتلك "تقليعة" لا توجد إلا فى مصر وتاريخنا الدينى ابتداءا من بعثة محمد عليه الصلاة والسلام لا يوجد به تلك الكلمة فلم نسمع أحدا قال أن محمدا رمز الإسلام ولم نسمع أحدا قال نحن محمديون بل قالوا و يقولون نحن مسلمون ولكننا سمعنا من يقول نحن مباركيون ويفضلون ذلك على ان يقولوا نحن مصريون وأبلغ مثال على رفض الإسلام لتلك الصفة يوم وقف أبو بكر الصديق يقول يوم وفاة النبى " أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت " والقرأن نفسه لم يذكر مسألة الرمز هذه ولم يقرها فالله تعالى يقول " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد ".
ومسألة الرمز هذه والدعوة المنتشرة الأن بأن مبارك هو رمز الدولة أو فلان من رموز الدولة مسألة ترخصنا إلى أقسى حد فيقال فلان هو رمز الدولة ومن ثم لا ينتقد وشيخ الأزهر هو رمز الإسلام ومن ثم لا ينتقد وكل هذه أسماء لا يعترف بها الدين ولا العقل... "وأن ليس للإنسان إلا ماسعى "
والرسول عليه الصلاة والسلام قال لأحد الأشخاص ذات مرة " هون عليك فلست بجبار ولا ملك إنما أنا بن إمراة كانت تأكل القديد " ولو أراد وقتها أن يثبت له مكان ويفرغ الدين من معانيه ورجاله لقال أنا رمز الإسلام كما يقولون الأن أن الرئيس هو رمز الوطن الذى لاينتقد راغبين بذلك تفريغ الوطن كله من رجاله وتفريغ المصرى من مصريته .
ودعوة أن فلان هو رمز لا تقربوه بالإنتقاد مغالطة ساقطة فيقال أن شيخ الأزهر رمز الإسلام فيخطئ شيخ الأزهر فيسقط الإسلام لأن سقوط الرمز يسقط المرموز وبالتالى يقال أن مبارك رمز الدولة فيخطئ مبارك فيسقط مبارك ويسقط بالوطن، وكل إنسان مسموح بنقده ولا يتعالى على النقد أحد وهذا للأسف مسموح وموجود عند الأجانب فلم نسمع يوما أنهم قالوا فلان رمز الدولة الأمريكية فلا تنتقدوه بل فلان رئيس الدولة يحاسب وينتقد والدعوة بأن مبارك رمز الدولة لا يجب نقده تخلق حاله من الكبت عند الناس وعقدة نفسيه تدفع الإنسان لتصرفات متهورة فاجعة وتخلق شعبا فارغا يعتاد الجبن والصمت ومن يدعون ويرفعون شعار مبارك رمز الدولة يعلمون تماما أنه لايصح لغويا ولا دينيا ولا سياسا ولكن عمليات النفاق والكذب ومسح الجوخ هى التى وصلت بنا إلى ذلك .
إنتهى كلام الدكتور جابر قميحة وثبتت معه الرؤيا فلا الرئيس مبارك ولا أحد من رجال نظامه يمكن أن يحملوا وصف رموز الدولة فالقانون والدستور منحوا هذا الحق للعلم والنشيد ومبارك ورجاله ليسوا أعلاما وليسوا نشيدا وطنيا ولا حتى كوبليه غنائى ضمن أغنية وطنية صادقة ، اللغة أيضا رفضت وصف مبارك برمز الوطن لأنه لم يستكمل شروط العلاقة الإصطلاحية بين الرمز والمرموز والدين لم يسمح لأحد بتلك الصفة والرسول الكريم خلعها عن نفسه واصفا إياه انه ليس ملكا ولا جبارا فى الوقت الذى يسعى فيها مبارك لأن يقف فوق تلال المقطم أو فوق ألسنة منافقية ليقول أن رمزكم الأعلى دون أن يدى هو وأصحاب تلك الدعوة أن كلمة الرمز وإن كانت تستخدم كثيرا فانها في معظم الحالات تكون أكبر بكثير من مقاس الشخص الذي يوصف بها !




Tuesday, December 26, 2006

الحفلة التنكرية الأولى فى مصر


المكان .. من المؤكد أنك لاتعرفه
الزمان .. بسيطة بص فى ساعتك دلوقت وانت تعرف .. بس عموما كان ليلة رأس السنة
اللى حصل.. برضه كان حاجة بسيطة مجرد حفلة تنكرية من بتوع زمان .. ايوه الحفلات بتاعة الطراطير والاقنعة وملابس قيس وليلى ونابليون وعنترة بن شداد
ايوه .. هى بالضبط اللى كان بيطلع فيها ليلى مراد وأنور وجدى وينزل عليهم الترتر والشرايط البيضا اللى زى بتاعة علب الحلاوة من السقف واللى النور بينطفى فيها الساعة 12 وساعتها متعرفش شفايف مين بتبقى فى حضن شفايف مين؟ يعنى شفايف زيد ممكن تلاقيها فى فم عبيد وكده ! وتسمى هذه اللحظة فى كتب التاريخ "معركة ذات الشفايف "، و حفلات رأس السنة التنكرية مش بس هزار دى بيزنس على كبير أوى ..هو فيه يعنى أحلى من بيزنس الضلمة
والحفلة دى كان فيها ناس كبار أوى فى البلد .. أغلب أعضاء مركز شباب الفساد حضروا الحفل متنكرين فى أزياء غاية فى الغرابة مبتعدين تماما عن الحاجات التقليدية بتاعة زمان وكأن كل واحد منهم كان ينتظر تلك الحفلة ليرتدى فيها الزى الذى يعبر عن أصله أو شخصيته الحقيقية والتخلص من شكليات العمل السياسى والملل الذى يفرض عليه الظهور بوجه اخر للناس .. يعنى بإختصار السادة أصحاب المعالى والسمو وزراء وسادة هذا النظام قرروا إن حفلة راس السنةالتنكرية تكون حاجة اسبيشيال علشان الكل يكون على راحته.
من أجل ذلك كان مكان الحفل أبعد مايكون عن عيون السادة المتطفلين خصوصا العالم بتوع الصحافة والصفحات الأخيرة فى الجرايد التى تشمشم عدسات مصوريها عن أى حدث من ذلك النوع
إختار منظم الحفل فيلا فى مكان بعيد طريق الوصول إليها يشبه الى حد كبير تلك الطرق التى تظهر فى الأفلام الأشجار على الصفين تلحظ من خلال أوراقها التى تتدلى أنوار الأدوار العليا لمكان الحفل الذى اصطفت أمام أبوابه مجموعة من السيارات لا داعى لوصف ماركاتها ولا أشكالها ،يتوافد منها السادة الضيوف أعضاء مركز شباب الفساد بملابسهم الغريبة المضحكة فى كثير من الأحيان والتى إختفى معها ذلك الوقار المصطنع أمام عدسات المصورين وشاشات التلفزيون ...طبعا من حقهم يعيشوا حياتهم
المهم انه كان من السهل أن تلمح غمزات كل شخص منهم على التانى يعنى كان من السهل جدا أن ترى أحمد نظيف وهو ينزل برأسه على كتف العادلى ويلقى تعليقا ضاحكا على ملابس زكريا عزمى التنكرية، مثل هذه القفشات التى كنت تظهر أثارها على وجوه الحاضرين أمام باب الفيلا كنت أتمنى سماعها ولكن مثلنا من دخوا خلسه غير مسموح لهم الإقتراب أو التصوير خصوصا فى البداية والجميع لسه فايق ومصحصح
داخل الفيلا بدأ جو الحفلة يتضح تماما موسيقى لا تخلو من الهدوء مع أضواء خافتة راقصة تداعب شرائط الزينة التى تتدلى من السقف بأشكال مختلفة وتداعب بأطرافها تلك الطراطير التى يرتديها بعض الضيوف والزمامير التى تخرج من أفواههم محدثة أصوات متفاوتة ، جو مرح صحيح ولكنه يعكس تلك العشوائية والفوضى التى اعتاد عليها هؤلاء الناس
فى أركان الحفلة تسكن أشجارا الكريسماس هادئه بأنوارها المختلفة والشخاليل الغريبة التى تداعب بعضها البعض أو يداعبها بعض ضيوف الحفل مثلما كان يفعل السيد أنس الفقى الذى يبدو أنه اصيب بالملل من البداية أو سرح بخياله فلم يفيق إلا بعد ان تسبب فى سقوط أحد هذه الشخاليل على الارض
انتشار الضيوف فى المكان لم يكن ثابتا ففى لحظة ترفع عينك تجد كمال الشاذلى مع مصطفى الفقى مع يوسف والى، وتغمض عينك لتفتحها مرة أخرى لتجد ورق الكوتشينة قد أعيد تفنيده لتجد مصطفى الفقى مع صفوت الشريف مع محمد كمال وتجد مثلا العادلى مع نظيف مع زكريا عزمى وعز يرافق أنس الفقى وسرعان ما يعاد تفنيد ورق الكوتشينة مرة أخرى .. مما أعطى جو حماسى مختلف للحفلة التنكرية . فرغم تنكرالجميع فى أزياء مختلفة إلى انه كان من السهل التعرف على كل فرد
بداية الحفلة كانت هادئة سيطر عليها الكلام فى السياسة والبيزنس "لعل السبب فى ذلك كان حرج الجميع من ملابسه التنكرية " ولكن مع سخونة الجو ودخول الجميع فى أجوا ء الحفلة .. بدأت اللية بجد الكوؤوس فى يد الجميع يشربون ويضحكون " الكوؤس فيها فيروز مثلا " وترتفع أيدي الضيوف مرحا لتلحظ شرارة النار التى تطلقها انواع السيجار الضخم من بين أصابعهم، من بين كل هذه الضحكات وأصوات الكوؤس التى تحتضن بعضها لفت الأنظار صوت عالى وحركة نرفزة من شخص يتنكر فى زى "انسان ألى " أو روبوت أو تستطيع أن تقول أنه العمدة الالى لاحظ الجميع غضبه وزعله ونرفزته على منظم الحفل وتخيل الضيوف أن منظم الحفل قد قصر فى شئ وهذا المتنكر فى زى العمدة الألى يعاتبه إلا أنه قطع تفكير الجميع عندما صرخ فى وجه منظم الحفل قائلا " انت بتهدد حلم مصر ومستقبلها .. وتابع بنفس قوة الصوت مع مزيد من الغضب
"يعنى إيه يابنى تبعت لى كارت دعوة ورق مفيش فايدة فى البلد دى عمرها ما هتتطور" !؟
بعد هذه الصرخة أصبح واضحا للضيوف أن صاحب ذلك الصوت لم يكن سوى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وتأكد الجميع من ذلك مع النظر لطول الجسم ، تدخل الشاذلى بدبلوماسيته المعروفة وحاول تهدئة رئيس الوزراء إلا أن الدكتور نظيف واصل غضبه قائلا " ياكمال بيه أصل كده عيب أوى ، يعنى أنا جيت مخصوص وسيبت وزارة الاتصالات لطارق كامل علشان أعمم التكنولوجيا والإلكترونات وأنشرها فى مصر ،علشان أعمل تحديث وتطوير للبلد وأعمل نهضة تكنولوجية حديثة يقوم الواد يبعت دعوات الحفلة " ورق" يبقى كل اللى انا بعمله مالوش لازمة ويبقى كده مستقبل البلد التكنولوجى فى خطر.. الدعوة الورق دى عيب فى حقى، عيبة كبيرة أوى فى حق حكومة كمبيوتر لكل مواطن ..كان لازم يبعت الدعوات بتاعة الحفلة عبر البريد الالكترونى على الايميل الخاص ياجاهل" .
تدخل العادلى وقال" ياراجل سيبك منه متزعلش نفسك ده واد تافه وانا هأدبهولك .. بس خلينا فى الحفلة ده وقت فرفشه" .. وجاء صوت من بعيد يصحبه صوت الزمارة " ياراجل احنا عارفين انك خايف على البلد بس مش قوى كده متحذقش فى نفسك ..
فتعالت ضحكات الجميع .. وأتقن الكتور نظيف تنكره واستعاد ذكريات الطفولة ومشى بين الضيوف بطريقة العمدة الألى بتاع زمان يوزع إلكتروناته يمين وشمال وكان أكثر تألقا مما إعتدنا عليه عندما نراه أمام شاشات التلفزيون لعل السبب فى ذلك أن الراجل بزيه التنكرى عاش حقيقة نفسه فهو فى الاول والاخر رجل تكنوقراط خبير فنى جاء من القرية الذكية ليظل هكذا بتاع تكنولوجيا مالوش دعوة لا بالسياسة ولا الإقتصاد ولكنه لم يفهم تلك الرسالة ولم يدرك لماذا إختاره النظام وورط نفسه فى أكتر من مرة نظرا لتعديه دوره كخبير تكنولوجى والخوض فى مسائل السياسة والاقتصاد فبدى تائها وملمعا "مفقوسا" لزجاج النظام فعندما تكلم فى الاقتصاد بالغ فى الارقام لدرجة جعلت كل الناس تدرك كذبها وعندما تكلم فى السياسة تعهد بانتخابات حرة ومستقبل ديمقراطى رغم ان القرار ليس بيده وخذلوه الجماعة، وعندما تكلم عن أهل المحروسة ارتكب الفاحشة وقال ان احنا شعب أخضر لسه مستواش اى لم ينضج سياسيا بعد .. وأحرج نفسه كثيرا.
المهم عادت البسمة لجو الحفلة مرة أخرى مع انطلاق الزمامير التى تخرج من الفم بطول غير عادى وتعود مرة أخرى لقواعدها "الشفايف" بعدما ينتهى زفير صاحب الزمارة ووسط الأجواء التى تراقصت فيها الطراطير فوق رؤوس أصحابها ظهر صوت احد الضيوف ضاحكا يداعب الدكتور نظيف قائلا " ياجماعة اللى يحب يكلم الدكتور نظيف يكلمه على الهوت ميل لأنه مش بيحب الياهووو... ياهووووه!
وضحك نظيف وضحك دراكيولا وابتسم الرجل الذى يرتدى زى عصابة القناع الاسود ورفع صاحب الجلباب الاسود نبوته فى اشارة أن النكته أعجبته ودبت الحماسه فى لاعب الباسكت القصير وبدأ الجميع يسمع صوت الكره فى يده وهى رايحة جايه بين إيديه والارض ولم يكن الضيوف فى حاجة الى نظارة مكبرة لمعرفة هذا المتنكر فى زى لاعب الباسكت "كرة السلة بالعربى" فقد كان تنكره بسيط ولكنه معبر جدا ، داعب الضيف طراطير كل الحضور بالكرة التى كانت فى يده وقبل أن يعرف بنفسه او يقول "هابى نيو يير" تحرك بمهارة وسرعة والكرة تحت يديه تلامس الأرض ويروضها مرة أخرى بصوابعه وعدى بخفية شديدة من بين أرجل الضيوف حتى وصل لمنقطة النور ورغم أنه عمل كام "دربل" فى الطريق يعنى مخالفة بلغة كرة السلة إلا أنه أكمل طريقه ووقف أمام الحيطة لحد ما عملوا له باسكت مخصوص "شوفت الدلع " زى الحقيقة بالضبط يطبخوا له الطبخة وهو يشيل .. وبسرعة رفع ايده ورمى الكورة وجاب ثلاثية والكل قام وقف وصقف، وفجأة صرخ زكريا عزمى قائلا: خلاص عرفته ده أحمد عز بتاع الحديد ياجماعة مش بتاع السيما
كان تنكر عز فى زى لاعب باسكت غريب بعض الشئ بالنسبة للضيوف إلا أنه كان حاجة مفتكسة ومضحكة خاصة وأنه كان يرتدى الفانلة والشورت بتوع أشهر لاعب سلة فى العالم مايكل جوردان ولك أن تتخيل بعد أن تحسب فرق الطول والجسم بين الإتنين شكل عز الدخيلة هيبقى عامل ازاى
وهذا بالضبط ماقاله كمال الشاذلى وهو يأخذ نفس عميق من سيجاره وينفثه فى وجه يوسف والى " شايف يايوسف بيه الواد عامل فى نفسه ازاى ... هو ده ياسيدى بقى الجيل الجديد حاجة قلة قيمة " فأعاد يوسف والى إلى كمال الشاذلى دخان سيجاره بنفخه هادئه وقال "عصر السرعة ياباشا .. بس إبقى خليه ينفعهم " وضحكا الاثنان ضحكة عالية .. تحرك على أثرها أحمد عز بسرعة وبحركة بهلوانية أظهرت طول ووسع -التى شيرت- أبو كط عليه، جرى عز بسرعة وهز الشعريتين اللى قدام ونط فوق رقبة واحد لحد ما وصل للباسكت وعمل "دنك هايل " وجاب بنط زيادة.. لصالحه طبعا !!
نفث كمال الشاذلى دخانه بغيظ ورفع عبائته التنكرية على كتفه وواصل الحديث ليوسف والى بجوار شجرة الكريسماس او الركن الذى أطلق عليه محمد كمال ضاحكا فى بداية الحفلة "دار المسنين "أو دكة قدامى االلاعبين ..." شايف يايوسف هو ده أحمد عز مابيتعبش خالص .. كل الدنيا بتلعب لحسابه يفصلوا قوانين الاحتكار والاقتصاد على مقاسه وهو قاعد حاطط رجل على رجل .. من غير تعب يايوسف من غير تعب مش احنا فحتنا فى الصخر وخدمنا باخلاص والأخر يقعدونا علشان خاطر شوية عيال .. أصاب الكلام يوسف والى فى مقتل فصرخ بهستريا ضاحكا "هاتوا لعز باسكت قصير على قده علشان يعرف يجيب اجوان ... الله عليك ياعز .. برافو ياحبيب الكبير .. رمية ثلاثية بعشر نقاط
تهامس الحاضرون حول إندفاع الرجل صاحب القناع الاخضر "يوسف والى "وتكهرب الجو للحظة، لم يخرج الجميع منها سوى صوت هذا الرجل القصير الذى يرتدى زى البلياتشو مكتوب عليه " مركز شباب السيدة زينب" إمسك حرامى .. إمسك حرامى .. أنا شفت الراجل اللى لابس قميص مخطط ده وقناع أسود وهو طالع على المواسير وفتح باب المجلس بالطفاشة ودخل قعد على الكرسى الموقر
ثم رفع البلياتشو الكأس الذى كان بيده وأشار لمن يرتدى زى عصابة القناع الأسود وقال له " هنيالك بالكرسى يافقى" وتعالت أصوات الها ها ها والهى هى هى
حتى مال زكريا عزمى على أذن " البلياتشو " وقال له " وحياة السيدة زينب لتخف على الراجل شويه العملية مش ناقصه الجرايد بهدلته" فتدخل قصير أخر يرتدى بدلة سوداء فخمة كتب عليها"ماسبيرو سابقا" يعنى الراجل يعملك إيه يازكريا ياباشا أخونا الفقى وجد الشبابيك مفتوحة والمواسير سهلة التسلق ومباحة وبلا حراسة حتى الحرس اللى عليها لعبوا لمصلحته" !
فأجاب البلياتشو " وحياة السيدة زينب أنا مش زعلان أنا بهزر، بس الموضوع كان مكشوف أوى يعنى المواسير كانت طويلة "فالفارق بين صوت 30000صوت كبيييير أوى " والناس بتوع البحيرة واعيين وعينهم مفتحة وحشمت مش سهل وفضحنا أول ماسمع الدكتور الفقى وهو بيقول هييييييييه.. لما قعد على الكرسى بداله
استغل الدكتور زكريا عزمى صوت الزمارة اللى كان جنب ودنه وجذب كتف الفقى وقال له ضاحكا " سيبك منهم، كل سنة وانت طيب انت مش قعدت على الكرسى وحلفت اليمين والكبير هو اللى كان عايز كده، سيبك منهم " فجاء صوت صاحب القناع الأخضر ضاحكا " قالوا للحرامى احلف ياباشا
وتعالت مرة أخرى أصوات الهاها ها ها ها .. ولم تهدأ إلا عندما بدأ الراجل المتنكر فى جلبا ب أسود برفع نبوته ورزعه فى الأرض فأحدث صوت هائل لم يخترقه سوى صوت هذا المتنكر فى زى الفتوة وهو يقول لمنظم الحفل الذى يبدو أنه فعلا قرر تأديبه كما وعد الدكتور نظيف فى بداية الحفل " قفل يابنى انت وهو .. على النعمة مافى حد هيعتب اللجنة دى .. أأقصد الحفلة دى ومسك منظم الحفل من قفاه" القانون يعطيه الحق" وقال له ياشاطر ممنوع يتعمل حفلات من غير إذنى "برضه القانون يعطيه الحق" بقى أنا نايم على ودانى معرفش إنى فيه حفلة تنكرية فى البلد إلا من الدعوة بتاعتك .. ده أنا فصلت فى الحدوتة دى الأمن العام كله ونص الأمن القومى .. متعملهاش تانى ياشاطر علشان أمك شكلها كده عوزاك ..ونفض الواد الغلبان من إيده زى الفرخة من غير طبعا ما الواد يتكلم وصاح الدكتور نظيف ضاحكا " محدش يتدخل القانون يعطيه الحق " فضحك العادلى بشدة بعد أن شعر أنه أعاد الحق لأصحابه وأعاد للحفله حماسها وكأنه واحد من فتوات الحارة بتوع زمان اللى كان الواحد يخش برجالته على أجدعها حارة يقفلها ويمشى من غير مايبص وراه ،طبعا كان فخور بأداء رجالته فى 2005 لما كانوا بيقفلو اللجان بتاعة الانتخابات والناس كانت بتخش من خلال السلم وعن طريق الحمامات .. وابتسم ألفيس بيرسلى أو محمد كمال وقال لكمال الشاذلى " مين يصدق يا أونكل ان العادلى باشا بشنبه المهذب ونظارته الطبية الوقورة ممكن يبقى فتوة ! فأجابه كمال الشاذلى بعد أن أظهر أنياب دراكيولا الصناعية " إنت لسه صغير ياحبيبى فى حاجات كتير متعرفهاش ، إحنا عندنا العيال العفاريت بتوع المكياج يقدروا يعملوا أى حاجة فى أى وقت لزوم الشغل وأديك شايف إنهم جعلوا أونكلك العادلى داخل الحفلة بنبوته وشنبه وبعض السواد المصطنع حوالين عنيه فتوة بصحيح أجدع من عادل أدهم فى أندل أدواره
وواصل الدكتور نظيف قفشاته وصاح ضاحكا هات لنا يابنى سلم بسرعة عاوزين نروح الحمام والباشا مقفل المنطقة بسرعة أرجوووووووك
فضحك العادلى بشدة ورفع سيجاره ليحى الدكتور نظيف الذى أشار إلى ألفيس بريسلى أو محمد كمال وهو يلعب فى الشخاليل والسبح التى تتدلى من رقبة الشيخ زكريا عزمى وسأله محمد كمال " هو إيه الحاجات الغريبة اللى إنت لابسها دى يا أونكل" فضحك زكريا عزمى وغمز كمال الشاذلى ليوسف والى صاحب القناع الاخضر من أجل متابعة المشهد الذى أكمله الكتور زكريا ضاحكا وهو يجيب على سؤال ألفيس بريسلى" دى عدة الشغل ياحبيبى ورفع مبخرته الذهبية "إعتبرها مبخرة النظام ودار بها دورة كاملة فوق رأس محمد كمال وصاح ضاحكا أشتاتا أشتوت .. رقيتك من عين القدام الحاسيدين الحاقدين ونظر ناحية كمال الشاذلى ويوسف والى وإنهار الجميع فى ضحك متواصل إلا كمال الشاذلى الذى نظر لنظيف وقال بذمتك مش مناسب ليه اللى هو لابسه ده ونادى ضاحكا " يادكتور زكريا لو سمحت ممكن تفتح لنا المندل ونعرف ايه اللى هيحصل السنة الجاية ان شاء الله ... أشتاتا ..... اشتوووووووووت
ضحك الضيوف وهم يرددون الكلمة مع إقتراب عقارب الساعة من الثانية عشر وبدأ الجرسونات فى توزيع المأكولات والمشروبات مع بداية السنة الجديدة وبينما إنشغل نظيف وزكريا عزمى وكمال الشاذلى فى حوار جانبى صاح نظيف "مش هو ده أنس .. يابن الإيه يأروبه .. هو بنفسه تنكره لطيف والله لم يكلفه شئ، نفس البدلة السوداء التى يرتديها أحيانا وهو رايح الوزارة ولكن زاد عليها فقط ذلك الببيون" ومعه تلك الفوطة التقليدية على معصمه فى الشكل التقليدى "للويتر " ممسكا بيده الريموت كنترول بتاع التلفزيون لم يسلم على أحد بل أسرع نحو الكبير والمدام بتاعته ضيوف شرف الحفل ليأخذ "أوردر" بأوامرو طلبات المرحلة القادمة
فضحك كمال الشاذلى وقال " ناصح الواد عارف ازاى من أين تؤكل الكتف " مدرك أنه لايقدم طلبات بمزاجه فهو لايستطيع ذلك ولايستطيع أيضا أن يغير المحطة بالريموت إلا إذا أمروه بذلك فالريموت ليس ملكا له كما أنه لايجيد التعامل معه فلقد أتوا به من قصور الثقافة وطباعة كتب الاطفال إلى حيث الملاعب الخضراء وحياة الفانلة و الشورت واخد بالك من "الشورت" ثم أخيرا التلفزيون أبو طبق على السطح وإريال واخد لى بالك من الإريااااال"؟
وتعالت أصوات ضحكاتهم مع أصوات الكوؤس التى تحتوى على مشروب الفيروز الأصفر "ده افتراض حسن النية" وظهر صوت العادلى الذى إنضم إليهم وهو ينادى قائلا" هات القناة التانية لو سمحت يا أنس"؟
مزيد من الفرح والهزار والضحك والقفشات بدأت تظهر مع حماس ضيوف الحفل ،تتعالى معها أصوات المزيكا والزمامير الطويلة وتحدث الطراطير التى تتساقط من الجو حالة من الفوضى العيالى المفرحة حاول أن يستغلها منظم الحفل الغلبان من أجل مصالحة نظيف باشا والعادلى باشا فأسرع نحو الفتوة وقال له" ياعادلى باشا أنا مجهز فقرة هتعجبك أوى بس السماح الله يخليك
فأجاب العادلى " هسامحك لو عجبتنى وقدرت تفرح الضيوف كلها .. بس خلى باللك ياض الناس دى بتحب النفخ .."عامل حسابى ياباشا " أجاب منظم الحفل وأشار بيده معلنا عن مفاجأة الحفلة التنكرية ...لوووريييل وهااااردى"الثنائى الشهير أو من تنكروا فى ملابس لوريل وهاردى سمير رجب وإبراهيم نافع مجرد دخول الإثنين أصاب الحضور بفرحة عارمة خاصة كمال الشاذلى ويوسف والى الذى قال " هى دى الرجالة اللى تعرف تنفخ وتظبط الحكومة مش شوية العيال الجداد فيين أيام زمان يأبو سمرة
فضحك العادلى لمنظم الحفل وأشار لنظيف وقال" الدهن فى العتاقى و الزمار يموت وايده بتلعب ياباشا
فصاح زكريا ضاحكا "هات يابنى عمودين من الصفحة الأخيرة بتاعة الجرنان اللى جنبنا لرويل وهاردى أصل الجرنان مش مكفى والورق تعب من النفخ" وبينما كانت أصوات الها ها ها والهى هى هى ترتفع
انقطع النور وبدأ العام الجديد ولم يعر ف أحد إلى الأن مين باس مين ؟... ياخسارة
نقل لكم أحداث هذه الحفلة مراسلكم فى جريدة "لأ والنبى ياعبده *



بحبك ياعم محمود




فى مدينة الأساطير وعلى بعد شارعين من ميدانها العام سهل جدا أن تلمح تلك اليافطة الإعلانية التى تصرخ بأنوارها النيون لتقول لك هنا مقهى المبدعين .. هناك لاتأخذ لنفسك كرسى ولا تسرع بالجلوس قبل أن ترمى التماسى على العمدة ولا تسأل عن مكانه فذلك إن لم يكن جهل فهو خطا عظيم ،فمن حيث تصدر الضحكات وتظهر بوادر حرب الإفيهات والقفشات يكون هو جالسا ولا تتصفح الوجوه لتعرفه فمن يقول منهم "العبد لله " إعلم تماما انك أصبحت أمام العنوان الصحيح هو محمود السعدنى بشحمه ولحمه بسماره واسترساله بملامح وجهه التى تصدمك حينما تدرك انه ضحك عليك وضربك على قفاك دون ان تشعر فلا هو ولد شقى ولا يحزنون فصلعته السمراء كافية لأن تمنحه الوقار الذى يطرده من ملعب الشقاوة بلا رجعة !
غير أن خمسة دقايق فى حضرة حواديت هذا الرجل مع استحضار كل مقلب وملعوب قرأته فى "ملاعيب الولد الشقى" كافى لتدرك أن شقاوة هذا الرجل الأسمر تسكن فى قلمه . وبالمناسبة قلم محمود السعدنى لا يتمتع بشقاة الإفيه الضاحك أو الضحكة قصيرة المدى فمتعة شقاوته تكمن فى ان إفيه السعدنى وضحكته طويلة المدى لاتمنحك الصهللة والجللة مباشرة ولكنها تمنحك إحساس بالراحة والرغبه فى الإبتسام طالما انت غارق بين سطور كتبه التى غالبا ماكان معظمها من القطع المتوسط ... خفيف الحجم، خفيف الروح ،عظيم القيمة.
قد تكون المسافات السنية أو العمرية بينى وبين الولد الشقى أبعد مما يتخيل ، فبينما كنت أمرح بالشورت والمصاصة فى شوارع بلدنا كان لعم السعدنى صولات وجولات فى عالم الصحافة والسياسة غير أن ذلك العجوز ولا اعرف كيف استطاع بمهارة شديدة أن يستولى على عقول العشريناتية فلا تسأل أحد من ملاك العشرية سنة أو اكثر إلا وتجده قد قرأ كتب هذا الرجل ويبتسم وهو يقول لك "ده كتبه كلها عندى فى البيت من أول.. "الطريق إلى زمش وأمريكا ياويكا ومصر من تانى وملاعيب الولد الشقى والموكوس فى بلاد الفلوس" ويظل يسمع لك قائمة كتب السعدنى حتى تتمنى من داخلك أن يصمت لأنك تحفظ هذه العناوين عن ظهر قلب .
يمكنك بثقة ان تعتبر محمود السعدنى كاتب لشباب هذا الجيل حتى وإن كان بالصدفة فهو يقدم فى سطور كتبه مايريده شاب اقترب من العشرين او تخطاها بقليل مزيج من السياسة مع السخرية والحواديت التى لا تخلو من المعلومات مع أسلوب أقل مايوصف به أنه رائع من شدة سهولته.. تلك هى المعادلة الصعبة أو الطبخة التى قدمها محمود السعدنى وإلتهمها الشباب دون ان يخطط هو لذلك وبالمناسبة هذه الطبخة التى قدمها السعدنى بلذاذة وسهولة مازال الكثيرون يصيبهم الدوخة والحيرة من اجل صنع ولو طبق واحد منها الولد الشقى وحواديت قهوته ومقالبه وسخريته ولغته البسيطة مثل طبق الجيلى تستمتع بطعمه وتشعر برعشته وهى تهدد عقلك وقلبك وتدفعك دون ان تدرى لتصبح قارئ ولتضع قدمك اليمنى على سلمة المعرفة الأولى وقبل أن تخطو تلك "السلمة " يبقى أن تستدير وترفع قبعتك وتنحنى إنحناءة طويلة كنوع من التقدير لعمنا الكبير محمود السعدنى متعه الله بالصحة والعافية ربنا يشفيك ياعم محمود ويصبرنا على البلاوى السودة اللى بتكتب اليومين دول وتحمل كاتب ساخر .. قال ساخر قال ،

Saturday, December 23, 2006


عالم ... بقر


أنت فى عالم جديد له نظامه الخاص من طأطأ لسلامه عليكم ،من اول كرسى الحكم لحد كرسى الحمام عالم جديد فى كلامه، فى الفاظه، فى مصطلحاته ،.... تعالى ناخدها مع بعض واحدة واحدة علشان تبقى مننادى شوية مصطلحات سياسية قديمة انسفها كما نسفت حمامك القديم وتعالى نشوف حمام جديد أأقصد مصطلحات جديدة


الشيوعية : أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين
وتمنحك بعض اللبن

النازية: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين
وتعدمك

البيروقراطية: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة
الاثنتين وتقتل واحدة وتحلب الأخرى وتلقي باللبن بعيدًا

الرأسمالية: أن تكون لديك بقرتان فتبيع واحدة وتبتاع
ثورًا، من ثم ينمو القطيع فتبيعه وتتقاعد معتمدًا على ربحه


الديمقراطية : أن يكون لديك بقرتان تتركهم يفعلوا مايريدان
فيتركاك وحيدا
الديكتاتورية : أن يكون لديك بقرتان تمنعهما من الصراخ أو الإدلاء
بتصريح حليبى لأى دلو غيرك


الأحزاب : أن يكون لديك قطيع من البقر يساهم فى تأزم المشاكل
ويعانى من ثلاثة أمراض العمى والصمم والبكم

الرئيس : أن يكون لديك ثور عجوز يحرم كل ذكور القطيع من الحرية
ويسيطر على كل إناث القطيع رغم انه مبيعرفش

الوزير : أن يكون لديك ثور بدون قرون تربطه صلة ما بالثور قائد القطيع
ويملك قدرة كبيرة على الصياح دون رفس

Friday, December 15, 2006




البحث .. عنه !


لن تمنعك تلك العيون التى يملأها التعب ولا تلك الوجوه المصابة بالضعف ولا ذلك الجبين الغرقان فى مياه العرق ولا ذلك التشابك بالأيدى بين سائقى تاكسى من أجل زبون معفن لن يدفع أجرته كاملة إلا بعد معركة شعارها الرئيسى المماطلة من أجل جنيه زيادة أو جنيه ناقص ، لن تمنعك تلك الأشياء مجتمعة ومعها وفوقها وتحتها عشرات مثلها من أن تسأل نفسك ذلك السؤال الرخم "هو إحنا بنعمل فى نفسنا كده ليه؟" وقبل حتى أن تتمنى أن تجد الغجابة سيتبرع ذلك الأخ الذى يجاهد من أجل شهقة هواء نقى تنقذه من زحام المترو أو الأتوبيس قائلا "عشان نعرف نعيش ياسيدى .. بناكل فى بعض عشان نعيش ياأستاذ ؟ " ثم يتوه الأخ المتبرع بالإجابة ولا تعرف إن كان قد تم دفنه تحت الأقدام أو وصل بيته شبه سالما ليطلع ما به من قرف على ولاده ومراته ... تلك المقدمة النصف طويلة لم تكتب على سبيل الرغى أو الثرثرة بل هى سابقة لسؤال مهم يقول " طيب إذا كانت الحياة صعبة بهذا الشكل فهل يصبح التصوف هو الحل الوحيد لتلك الإشكاليات ؟ " ورغم أننى لا أعتقد ذلك ولا أجد فى التصوف وحياة الدروشة حلا لتلك الحياة الذى يختلط بها القرف بالعرق بالتعب من أجل لقمة عيش أصبح الحصول عليها حاجة كده ولا فى الخيال . ما جاء به البروفسير رضا شاه كاظمى فى كتابه "طرق التعالى" والذى يتحدث فيه عن الصوفية والطرق التى يسلكها الإنسان من اجل الترفع عن الحياة الدنيا والسمو عن فضائحها ومشاكلها مستشهدا بنموذج لثلاثة من المتصوفة من ثلاث أديان مختلفة هم ( ابن عربى "مسلم " ، ايكارت " ألمانى مسيحى" ، شنكرا "هندوسى" ) ماكتبه كاظمى عن التصوف يجعلك تتسائل ولماذا لايكون التصوف هو الحل للهروب من تلك المشاكل دون ان تحسب تبعات ما يحدث لأن لاشئ أكثر إغراءا للإنسان من راحة البال فى مجمل كتابه يريد كاظمى أن يقول أن التصوف كائن مستقل لا وطن ولا دين له ولا مدرسة معروفة العنوان تلجأ إليها العقول لتستقى منها مالذ وما طاب من معرفة ،فالتصوف كائن روحانى لايبحث عن أشخاص بل يبحث عنه النا س بأرواحهم التى تهدف أن تمتلأ بمزيد من الإيمان والراحة والتعالى والتسامح والسمو عن غرائز البشر ، يضرب كاظمى بإبن عربى مثلا فى التصوف ويقول عن إبن عربى الذى ولد عام 1165 فى الأندلس وتوفى فى دمشق عام 1240 وألف طول حياته 846كتابا تأثر بها الكثير من الفلاسفة والكتاب لعل أشهرهم الإيطالى الإعظم "دانتى"
ابن عربى يختلف كثيرا عن ابن رشد كما يقول المؤلف فإبن عربى من اتباع أفلاطون يعنى هو مؤمن بالمثالية فى التفكير ولا يشغله شئ سوى التعالى الربانى والإنصهار فى وحدة الوجود " حاجة كده زى المدينة الأفلاطونية والعيش فى رحاب الله دون الإلتفات للحياة الدنيا وشهوات البشر " وذلك طبعا عكس ابن شد المؤمن بفكرة المنطق العقلانى والواقعية
فإبن عربى له الكثير من الشطحات البعيدة التى لاعلاقة لها بالواقع الأرضى فهو كما تقول سارح فى ملكوت الله يدور فى فلك سماوى أخر لاعلاقة له بأهل الأرض ، ولكنك حينما تسمع إبن عربى وهو يتحدث عن الحب وأنواعه فلابد وان تجلس وكان على رأسك طيرا فإبن عربى يعتبر أن الحب هو أصل الوجود " حاجة تفرح العشاق الولهانين طبعا " وقسم بن عربى الحب إلى ثلاثة انواع الاول " الحب الطبيعى وهو حب حسى يهتم باللذات الجسدية دون اى اهتمام بالروح والجسد والمحبوب فى هذه الحالة ليس محبوبا لذاته بل لما يوفره للمحب من لذة ومتعة النوع الثانى هو الحب الروحانى وهو أرقى من النوع الاول لانه يتطلب الإتحاد بالمحبوبة روحا وجسدا والثالث هو الحب الإلهى وهو أرقى انواع الحب لانه حب روحى خالص لا علاقة للجسد به فالإنسان حينما يحب المرأة حبا إلهيا خالصا فهو يحبها حبا مثاليا لاتدنسه الماديات . وكان لإبن عربى كما قلنا شطحات بعيدة خصوصا فيما يتعلق بمسألة الأديان فهو كان يرى ان الحب هو جوهر تلك الاديان وأن الخلاف الوحيد يكون فى العبادات والشعائر والطقوس والتى كان يعتبرها أشياء ثانوية بجابن فكرة الحب والتسامح التى تسمو بالبشر فوق كل الأشياء وتعلو بالفرد فوق الإخرون التى تشغلهم الدنيا وهمومها وبمنفس المنطق تحدث المؤلف عن ايكارت الألمانى الذى تشبه كثيرا بإبن عربى حتى وصل لمرتبة اشهر المتصوفة المسيحين ونفس المنطق مع شنكر الذى عاش حياة التصوف وأصبح درويشا يجوب الأرض والمدن خطيبا فى الناس مترفعا عن شهوات الحياة وملذاتها
تبقى إذا مشكلة تتلخص فى سؤال يقول لماذا لا نتخذ التصوف مذهبا و بالطبع لا أقصد أن نتحول لدراويش تجوب الأرض وتلفها بل أقصد لماذا لا نتخذ من هذا الحب الصوفى مبدأ نسمو به فوق تلك الحياة التى تختنق كل يوم بمشكلة جديدة وصراع مقرف على أشياء إن تبدى لنا نحن البشر تسوؤنا أو على الأقل حينما ندرك حقيقتها فسوف نكره أنفسنا من تفاهة ما كنا نتصارع عليه

Saturday, December 02, 2006

بتقول إنها بتحبه .. بس انا مش فاهم

يابت إنتى يابت ..يابنتى إنسيه ، والله العظيم لو شفتك بتتكلمى عنه أو حتى بتبصى لخياله هضربك فاهمه يعنى إيه هضربك ! حاضر هحاول .... والله أنا عاوزة كده بس مش بقدر خصوصا لما بشوفه .. هكذا وبكل بساطة ترد على التهديدات التى أضعها أمام عينها كلما ادركت أنها مازلت تحب ذلك البنى أدم ، تغضب كلما ذكرته بسوء ، تنفعل وتؤكد انى لا أفهم شئ حينما أصرخ فى وجهها "خلاص ياحمارة طالما هو باعك بالشكل ده ، يبقى لازم تنسيه " ولكنها تعود لتؤكد على كلمتها المشهورة "إنت مش عارف حاجة ".. وأكتفى بهز رأسى بشكل يشبه كثيرا لما يفعله أبو قردان حينما يكون سكران بجرعة مبيد حشرى زيادة .
فى أول الامر كنت أقسو عليها كثيرا .. فماذا تعنى كلمة حب بالنسبة لى أو حتى لها وأنا أرى دموعها محبوسة خلف جدران عينها الطيبة .. فليذهب الحب للجحيم إذا ؟ ولتسقط كل معانى الرومانسية لو كانت سببا فى تلك الخربشة التى طالت وجدان تلك الفتاة البريئة التى أحتسبها صديقة عند نفسى .
أصرخ كلما عرفت بالمصادفة انها ذكرت إسمه او ذهبت حيث يجلس لتستدعى بعضا من همسات الماضى القريب وأتعجب حينما أرى حنين يدها لأحضان تلك الأيدى التى قذفت بقلبها من فوق الدور العاشر دون ادنى مراعاة للحظة ما أدرك فيها هذا الفتى أن تلك المرأة تحبه ..ثم اعود واتمنى لو لو طارت يدى لتستقر فوق وجهها تاركة أثار خمسة أصابع حمراء لعلها حينما تنظر فى المرأة وترى تلك العلامة تدرك الحقيقة ، لعلها حينما ترى تلك العلامة الموجعة فوق وجهها تدرك ان قلبها يحمل علامة مثلها ويتوجع ، تدرك ببساطة أن هناك من ترك قلبها ينبح وينبح وينتحب .. وسار يتتبع خطوات فتاة أخرى لعله يحصل على بعض المتعة منزوعة المسئولية .. أرغب فى ذلك فعلا.... " ألطشها بالقلم وأرتاح وريحها وخلاص" ولكن...
اللعنة على قلبى الحنين ، يصاب بالزكام وتنسد مسامه الهوائية ولا يشتم من الدنيا سوى رائحة الحب وتتلاعب النبضات المتلاحقة ببعضها وتوسوس لنفسى بأن البنت مظلومة .. يعنى هتعمل إيه يعنى بتحب الواد ومتنيلة على عينها .. هل يعنى ذلك ان تستلم أو أستسلم أنا وأتركها تستنزف كمية الحب كامل الدسم الذى يملأ قلبها ... لأطبعا مش هسيبها لأن ببساطة البنت جدعة والواد ميستاهلش هذا قرارى الذى توصلت إليه بعد جلسة مداولات داخل محكمة نفسى .. أه نسيت أقول لكم أنى كنت رفعت دعوى مستعجلة ضد نفسى لأنها تعاملت بقسوة مع مشاعر تلك الغلبانة الرقيقة ووقفت أمام هيئة محكمة نفسى أدافع عن قسوتى شوية وأهاجمها شوية تانيين حتى توصلت هيئة المحكمة إلى قرار حاسم يقول بأن من حق البنت أن تحب هذا البنى أدم ولأكنها فى نفس الوقت لابد أن تدرك انه لا يحبها ولم يحبها وبالتالى لابد ان تنساه أو تدفنه داخل شرايين قلبها وتتفرغ لمحب اخر لعله يقدر قلبها كامل الدسم ولعله يرحمنى من المأساة التى أشاهدها أمام عينى كل مساء وكل صباح .... بالمناسبة صديقتى تبدو فى معظم أحوالها قوية قادرة على النصح والإرشاد بدليل أنها وقفت أمام وجهى تصرخ ولكن بحنية، تحاول ان تنهض ببعض الحب المتبقى فى قلبى لإصلاح ما أفسدته معركة عاطفية وتجربة رومانسية كانت أقسى من أتحملها مفردا ،وكانت ستكون اقسى لو لم اجد تلك الصديقة عند باب الخروج منها
.

Friday, November 24, 2006

خطه الاحمر .. كلام من إياه


حقيقة لا أعرف مكان الخط الأحمر الذى يتحدث عنه الرئيس و تتفاخر به صحف الحكومة على صدر صفحاتها الأولى وتتنازل عن وقارها المزعوم وتقوم بتلوين ذلك العنوان " الرئيس يؤكد أن أمن مصر خط أحمر لا يمكن المساس به" باللون الأحمر كنوع من التناسق اللونى وزيادة فى قدسية الخط المصون ولم تأخذنى الجلالة ولم أهرول نحو مدرسى الجغرافيا لأسألهم عن مكانه ولم أبحث فى الخرائط المصرية ولا العالمية خاصة عندما أدركت أن الرئيس نفسه لا يعرف لذلك الخط مكان فهو يحركه ويرفعه كل مرة حسب الأحداث وحسب طبيعة الكارثة وأحيانا أشك فى وجود هذا الخط الأحمر أو أتعامل معه على أنه خط وهمى مثل خطوط الطول والعرض فأمن مصر الذى يقسم الرئيس دائما أنه خط أحمر لا يمكن تجاوزه تدوسه الأقدام كل يوم وليله من الداخل والخارج والمتابع للأحداث منذ تولى الرئيس الحكم قد يدرك مدى البهدلة التى تعرض لها أمن مصر ومدى حالة الرعب التى يعيشها المواطنون ومدى الشطب والمسح الذى تعرض له الخط الأحمر الذى يعبر عن سلامة مصر وسلامة أهلها فمنذ عام 81 19 والجماعات الإرهابية تتجاوز هذا الخط الأحمر وتضطرب الأمور فى مصر ويروح ضحية تلك الحوادث الإرهابية المئات من المصريين والأجانب ووقتها يظهر أحدهم ليقول أن الرئيس يقصد بأمن مصر أنه لايمكن لدولة أجنبية أن تهدد مصر وتعتدى عليها وأن هذا هو الخط الاحمر الذى يقسم به الرئيس وفجأة تجد تهديدات من إسرائيل بضرب السد العالى ويعيش الناس فى حالة رعب وتنتشر التساؤلات بينهم "هو ممكن فعلا يضربوا السد العالى والبلد تغرق" فى شكل يعكس عدم الثقة بفكرة الأمن والخط الأحمر التى يتحدث عنها الرئيس وليست إسرائيل وحدها بل التهديدات المستمرة التى تتلخص فى تحكم دول حوض النيل فى حصة مصر من المياه الأمن المركزى الذى يحمى مصر وخطها الأحمر والمسئول عن أمن مواطنيها وسلامتهم هو بنفسه إنتهك الخط الأحمر ومسحه بأستيكة عام 1986 فيما عرف وقتها بإنتفاضة جنود الامن المركزى وما أحدثوه من حالة فوضى ورعب فى الشوارع عن طريق حرق السيارت وتدمير المحلات وإثارة الذعر فى الشوارعأمن مصر وخطها الأحمر يتعلق بوحدة مواطنيها وتماسكهم وفى عصر مبارك تجاوزنا كل الخطوط الحمراء لأمن مصر بفتنة طائفية نائمة مثل الرماد تحت النار تستيقظ لتصيب الناس بالذعر مرورا بأحداث الكشح ومحرم بيك وأحداث الأسكندرية الأخيرة ، أى أمن فى ذلك وأى خط أحمر وكل مواطن فى مصر ما عاد يأمن أن يصلى فى مسجده او كنيسته وهو أمن من طعنة سكين ،هو إذا أمن منتهك ولا خط أحمر له فكل من هب ودب يملك "أستيكه " لشطب هذا الخط وليس مجرد لمسه أو المساس به وحتى لو كان هذا الخط الأحمر الذى يقصده الرئيس فى خطاباته هو الأمن الشخصى للرئيس أى أن أمن الرئيس وسلامته خط أحمر لا يمكن مساسه فتلك كذبه لأن الرئيس نفسه تعرض لأكثر من محاولة إغتيال وحياته فيها كانت قاب قوسين أو أدنى من النهاية ولعل أشهرها حادث أديس ابابا
إذا لا أحد فعلا فى مصر يستطيع الإجابة عن هذا السؤال الشائك الذى يقول " أين يقع الخط الاحمر الذى يقسم الرئيس دوما بأنه لا يمكن المساس به؟" حتى الرئيس نفسه وكم من أوهام بالأمن والامان ترتكب بإسمك أيها الخط الملون



الحاجة كاميرا جيرل كل ما تدخل المدونة بتاعتى تقولى إيه الكأبة دى مع إنى فى هزار بس هى مش شايفاه او مش حساه عموما انا قررت أجيب لها حاجة تضحك يمكن إتعملت من قبل ما هى تتولد

اللى بيحب أبو لمعة والخواجة بيجو يسمحولى أأقدم لهم حتة لوز من بتوع زمان

بيجو وأبو لمعة

ابو لمعة : شوف يا خواجة، وانا فى آخر رحلة ليا

فى الاسكيمو، كنت لابس الجلابية الدبلان

المخططة بتاعة اخويا شلبى، ومقيّل تحت شجرة

جيلاتى ! بيني وبينك انا نمت وانا فاتح بقى

علشان اول ما حتة جيلاتى تستوى، تقع فى بقى

على طول، بس لجل البخت الاسود، تعبان شاف

بقى مفتوح افتكره جحر راح داخل فيه !


الخواجة بيجو: دا اكيد تعبان صغير بقى اللى عرف

يدخل فى بقك ده

ابو لمعة : صغير مين يا خواجة، ده طوله 700 متر !

الخواجة بيجو : يا سلام، دخل التعبان اللى طوله

700 متر فى بقك وانت نايم من غير ما تحس ولا تصحى؟

ابو لمعة: لأ ما انا صحيت فى نصه كده، لقيت ده

داخل فى بطنى قعدت اشد فيه وهو يتزفلط اشد

فيه وهو يتزفلط، لحد ما دخل كله جوه بطنى!

الخواجة بيجو : يا خبر ابيض، وعرفت تطلعه؟

ابو لمعة : ابدا وحياتك، عملت البدع علشان اطلعه

ما فيش فايدة، آخر ما غلبت رحت قالع ونازل له !

الخواجة بيجو : نازل له فين؟

ابو لمعة : فى بطني ! وهو شافنى نازل راح

واخد ديله فى سنانه وطالع يجرى، وانا وراه

يدخل يمين ادخل وراه، يدخل شمال برضه وراه،

لحد ما وصل بيت الكلاوى، راح داخل البيت وقفل
الباب على نفسه
الخواجة بيجو : طبعا ماعرفتش تدخل وراه ورحت
مروّح
ابو لمعة : لأ، اروّح ازاى، انت عارف تحت بيت

الكلاوى فاتح واحد حلاق، قلت اخش اخد دقنى

واستنى التعبان لما يخرج، نص ساعة كده ولقيته

مطلّع راسه من الباب، بص يمين بص شمال

ماشافنيش راح متسحب خارج، رحت خاطف

الموس من ايد الحلاق وهاجم على التعبان،

شوف يا خواجة، هى ضربة واحدة بالموس

قسمته نصين

الخواجة بيجو : بضربة واحدة قسمت التعبان الـ

700 متر؟

ابو لمعة : بالطول وحياتك