الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Friday, November 10, 2006




اقلبوا نظام الحكم ..فيها حاجة دى

التخطيط لخروج الناس على الحاكم مسألة غاية فى الصعوبة وغاية فى الخطورة أيضا وفى مصر للأسف إعتبرها مسالة قد تبدو مستحيلة وأسباب ذلك واضحة إما لأن الناس فى الشارع المصرى قد دفعهم خوفهم وماتراه أعينهم من ضرب وسحل وقمع إلى الكفر بفكرة التغيير وتأجيلها إلى حين أو لأننا نعيش تحت رحمة نظام لا يترك كبيرة ولا صغيرة فى حياتك إلا ويقوم بتفتيشها ولا يترك حديث يدور بينك وبين أصحابك أو حتى زوجتك إلا وقام بالتنصت عليه فأصبحت فكرة التخطيط للخروج على الحاكم فى مصر تبدو كعملية انتحارية فى ظل تلك الحياة المراقبة من ألفها ليائها. ولأن الرياح قد تأتى أحيانا من حيث لا يتوقع القبطان فرياح التغيير فى مصر قد تأتى من حيث لا يتوقع النظام وفكرة الإنقلاب على مبارك والإطاحة به قد تتم أمام أعين رجاله وتحت حراستهم وفى جو تم تهيئته من قبل الحكومة ليصبح مناسبا للعمل السرى ففى السينما الجو مناسب تماما لسب الحكومة والدعوة لقلب نظامها رأسا على عقب فالظلام والهدوء ووجود ناس مختلفة لن يجعلك فى حاجة إلى قبو سرى تحت الأرض أو مكان مهجور بعيدا عن أعين البوليس لكى تكتب منشور أو توزعه فشاشات العرض فى السينمات المصرية قامت بتوزيع منشور سمع بصرى يدعو الجمهور للإطاحة بنظام مبارك، صحيح أن تلك الدعوة التى حملت إسم " V for Vendetta" لم تكتب بأيدى مصرية ولكنها عبرت بشكل أو بأخر عن ما عجزت المعارضة فى مصر بكل ألوانها أن تعبر عنه فالفيلم الذى شاهده الناس فى السينمات وبإذن الحكومة وتحت سمعها وبصرها كفيل بأن يكون المسمار الأخير الذى يدق فى نعش هذا النظام إذا أراد الناس فى مصر ذلك وهم يريدون بلاشك!فقط ينقصهم وينقص المعارضة فى مصر أن تؤمن بأن شاشة السينما والفن عموما قادراعلى تحريض الناس وتوجيههم فشاشات السينما الأن تقول مالا يستطيع المصريون فى أعنف المظاهرات أن يقولوه، فمن خلال هذا الفليم الذى تشعر أن مؤلفه إما عاش فى مصر أو كان يراسل احد أبناء هذا البلد المطحونين تشاهد بنفسك وكأنه تدريب عملى كيفية إسقاط نظام ديكتاتورى تمكن من توطين نفسه وفرض نفوذه وسلطانه فى البلد عن طريق إثارة الفزع والخوف ، فالديكتاتور اشترى حرية الناس بأمنهم فإما الصمت والطاعة ياإما القهر والقمع والرعب وهو نفس السيناريو الذى يتعامل به نظام مبارك إما أن تعيش فى مصر وترى خيرها يسرق وينهب وترى الرئيس يعد إبنه ليتسلم مفاتيح الحكم من بعده وأنت صامت وخاضع وراضى ياإما تعبث الفوضى فى حياتك وتذهب خلف الشمس ، الفليم يتحدث عن مبارك الحاكم الذى كلما طال عمره زاد تمسكه بالكرسى وزادت قسوته وثقته فى العنف كأداة لإخضاع شعبه، "ستلر " فى الفيلم كان كذلك يقيم أركان حكمه على كتف وزير داخليته كما يقيم مبارك حكمه على عصيان الأمن المركزى وأوامر العادلى التى لا ترحم لا كبير ولا صغير ولا رجل ولا إمراة حينما يقولوا "لا" للنظام ، هو يتحدث عن مصر بلاشك وقانون الطوارىء الذى لا يسمح لأحد بأن يسير فى الشارع حينما يريد ذلك ، وإذا كان مبارك لم يرى حالة الإحتقان وعدم الرضى التى يعيشها المصريون فى منازلهم وهم يتابعون ظلمه عبر شاشات التلفزيون فسهل أن يراها على شاشة السينما الأن ، وإذا كانت الحكومة لم ترى رغبة الناس فى التخلص منها فسهل أن ترى تلك الرغبة فى فيلم فنديتا ، وإذا كان الناس لم يروا فى نفسهم القدرة على التغيير والقوة فى الخروج على الحاكم وتحدى قوته العسكرية والإطاحة بنظامه فليذهبوا ليشاهدوا أنفسهم فى هذا الفيلم وهم يخرجون أفواجا أفواجا يقلبوا كرسى الحاكم فوق دماغه ويطيحوا بظلمه بعيدا ويبدأوا عصرا جديدا بلا قهر أو ظلم أو خضوع .
فيلم " Vendetta" الذى عرض فى السينمات المصرية يقول ذلك فى مبارك وأكثر ويدعو الناس فى مصر للإطاحة بالديكتاتور و يطهرهم من خوفهم وجبنهم ويدفعهم للخروج ومواجهة الظلم ،هذا الفيلم نأأمل منه خيرا فى أن يحرك مياه الشجاعة والوطنية الراكدة فى نفوس المصريين بل يراهن البعض عليه بأنه لو عرض فى ميدان التحرير لكان سبب فى خروج الشعب المصرى فى انقلاب شعبى يطيح بنظام مبارك الدكتور أحمد عبد الله الإستشارى النفسى يقول عن ذلك أن نفسية المواطن المصرى قابلة للتحريض وقابلة لأن يحركها فيلم سينمائى حماسى ولكن بشروط ، الشروط التى وضعها الدكتور احمد عبد الله ليست بالصعبة أبدا ولكنها فى حاجة لتضافر جهود المعارضة المصرية للخروج بالمواطن المصرى من ماأطلق عليه الدكتور أحمد مأزق الميديا الذى يقسم الناس إلى متفرجين ونجوم فلابد للشعب المصرى لكى يستجيب لهذه الأفلام أن يترك مقاعد المتفرجين ويدرك جيدا أنه شريك فى صناعة الأحداث ولن يحدث ذلك بمشاهدة فيلم "فنديتا" فقط ، بل يتطلب إعادة بث تقوم بها المعارضة لتوعية الناس بتلك الأفلام وكيفية إستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية فإعادة البث ستثير إهتمام الناس بالفيلم وأحداثه وما يدعو إليه وبالتالى إهتمام الناس بتنفيذ مايدعو إليه الفيلم فى مرحلة لاحقة من الزمن وليس بالضرورة بعد الخروج من قاعة العرض وهو نفس المبدأ الذى اتبعه بطل الفيلم حينما ظل عام كامل يعيد بث تاريخ قديم فى روح الناس حتى أصبحوا جاهزين تماما لمواجهة مصيرهم الدكتور أحمد عبد الله لم ينسى أن يذكر التأثير القوى للفن التحريضى ودوره فى تحريك المشاعر والأفكار ولكنه فى نفس الوقت يذكر بأن هذا الفن التحريضى قد يجد صعوبة فى الشارع المصرى فهذا المواطن المصرى الذى شاهد فيلم فنديتا وتحمس له حينما يخرج من السينما ليشاهد حصار عربات الأمن المركزى فقد يصيبه الإحباط وبالتالى فإن مثل هذه الأفلام يتوقف تأثيرها على المواطن المصرى على حسب موقع المواطن وتعليمه وإستعداده السياسى وحسب خوفه وموقفه من مواجهة الحكومة وطبقا لنشاط المعارضة ودورها فى تغذية الأفكار التى تطرحها هذه النوعية من الأفلام . فيلم فنديتا فيلم تحريضى تحذيرى يضع أمام الناس صورة خطورة الحكم الشمولى ويحذرهم من تقبله والخضوع له ، ببساطة يقول لهم هذا ما سيحدث لكم تحت رحمة الديكتاتور! ولأننا فى مصر نعرف ذلك فنحن مطالبين بأن ندرك الرسالة الأخرى فى الفيلم والتى تقول بفرضية مواجهة هذا النظام الشمولى قبل أن يتوحش .
السينما قادرة على ذلك فعلا أقر ولكن ليس بشكل مباشر لأنها عملية تراكمية تساهم فيها أفلام من تلك النوع فى توعية الناس وتتضافر أفكارها مع أفكار أخرى تجعل الناس على إستعداد لمواجهة الحاكم والسينما المصرية لها سابقة فى ذلك فقد كان هناك أفلام سينمائية لها تأثير مباشر فى على الحكومة وإخضاعها ذكر مثل فيلم "لاشين" الذى عرض فى 38 والذى كان من إخراج فريد كرامب أثار القلق فى مصر فى ذلك الوقت لأنه كان يتحدث عن ملك ظالم يزيد من مشاكل الرعية ولا يرحمهم من ظلمه وهزت تلك القصة السلطات فى ذلك الوقت وخشيت من تفاعل الناس معها لدرجة جعلت السلطة تقوم برفع الفيلم من دور العرض بعد ثلاثة أيام من عرضه وإعادته بعد تعديل نهايته ، فيلم أخر كان له دور فى لفت نظر الناس إلى حقوق العمال وهو فيلم "العامل" لأحمد كامل مرسى والذى تصادف وقت عرضه مع حديث المجتمع عن حقوق العمال فساهم بشكل تراكمى فى التأثير على قرارات الحكومة والتى جاءت فى صالح العمال، فيلم كلمة شرف لفريد شوقى سنة 72 هو أيضا السبب للفت نظر الناس نحو حق السجين فى زيارة اهله والأجازة وهو ما طالب به الناس بعد ما شاهدوه فى الفيلم، إذا العملية ممكنة كما يقول السينمائى محمود قاسم ولكنها طبقا لرأيه صعبة فى بلد مثل مصر يحكمها حاكم أوحد له الكلمة الأولى والاخيرة إلا إذا تمت العملية بشكل تراكمى عبر سنوات طوبلة ومن خلال أكثر من فيلم.
السؤال إذا أصبح له حق الطرح وهو هل الأفلام قادرة فعلا على قلب نظام الحكم ؟ الإجابة أيضا من حقها أن تكون نعم خاصة إذا قلنا أن الكثير من الناس تنتابهم الحماس حينما يرون أفكارهم مصورة أمامهم ويكفى أن تعرف أن جماعة مثل الإخوان المسلمين تدرك جيدا دور السينما فى تغيير نظام الحكم وبث الحماسة وتحريض الشباب ضد النظام ولك أن تعرف أن فيلم سياسى مثل البرئ أو احنا بتوع الأتوبيس من الأفلام التى يشاهدها شباب الإخوان دائما فى رحلاتهم وحقلاتهم وجلساتهم وقد يكون ذلك من قبيل الإعداد لمعركة قادمة وهو مثل ما يحدث فى اليسار أيضا مضيفا إلى ذلك الأغانى الثورية فهل يحدث حقا وتأتى الرياح من حيث لا يتوقع القبطان مبارك وتكون الضربة التى تقلب هذا النظام رأسا على عقب ضربة شعبية تخرج من سينمات مصر ؟.. الغريق يتعلق بقشة كما يقولون فتعالوا نتعلق معه !

* دعوة لعرض فنديتا فى ميدان التحرير



























1 Comments:

  • At 12:55 PM, Blogger vision said…

    اعتقد ان مصر بردو محتاجه بطل زى فنديتا -حسن نصر الله اى حاجه بس لو اتوجد البطل الى يقول للناس يعملو ايه افتكر كل الناس هتلتف حواليه وهتأيده وهتساعدو كمان ...ربنا يبعت

    اما انا فنفسى فواحد فنديتا كده بس ميكونش محروق

     

Post a Comment

<< Home