الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Friday, November 10, 2006


سى مفيد .. لا تندهش

هل تعرف ذلك الطفل الذى يسرع نحو والده القادم من العمل ويترمى فى حضنه ويميل على
أذنه ويمهس فيها بأن ماما خرجت وعملت كذا وأخويا قال كذا وجدوا قال عليك كذ وحصل
وحصل فيكافئه الأب غالبا بقطعة حلوى مع معاملة ميزة ، فتنمو الموهبة مع الطفل ويميل
على أذن مدرسه ويحكى بان الاستاذ فلانى قال عليه كذا وان الطالب الفلانى بياخد درس
عند المدرس العلانى فيكافئه المدرسه بان يجعله يكتب الاسماء على السبورة وقت غيابه
، ثم تتطور الموهبة أكثر ويميل نفس الطفل عندما يصبح راجل بشنبات على أذن مديره فى
العمل ويحكى ان فلان قال عنه وهو غائب كذا وأن الموظف الفلانى بيحب الموظفة
الفلانية فاصبح له عند المدير مكانة خاصة أساسها الولاء ومكافئتها علاوة ووجود دائم
على سلم الترقى ..عن رجل مثل مفيد محمود شهاب نتحدث ، عن رجل يدرك جيدا أن الحكايات
التى ينقلها للطبقات العليا هى سبب إستمراره فى الصعود ويعلم تماما أن السير تحت
"إبط "السلطة رغم رائحته الكريهة إلا انه السر الأمن كما يقولون وهو الأضمن
للإستمرار فى كنفها والإستمتاع بخير السلطة وما ادراك ما خير السلطة ، عن رجل مثل
مفيد محمود شهاب طبق هذه النظرية وهو على مشارف الثلاثون عاما فى الستينات وعرف
تماما حلاوة نتائجها نتحدث ..فمفيد شهاب كان عضوا مميزا " بنظرة الشرطة لمن يعملون
فى مهنه مرشد"
فى منظمة الشباب الإشتراكى التى أنشأتها حكومة جمال عبد الناصر مع
بداية الستينات لتمثل جبهة داخلية قوية لحماية النظام من تمرد الجيش وسطوته ومن قوى
الرجعية أو اعداء الثورة كما يقولون ،وتربى مفيد شهاب بين أسوار المعاهد الإشتراكية
التى شرب الشباب داخلها فكر السلطة ومبادئها ومخاوفها قطرة قطرة وأعدت لهم السلطة
فى ذلك الوقت برنامج فكرى قيل أنه متنوع رغم أنه لم يخرج عن مدار فكر الثورة ولو
لسنتيمتر واحد وإستماتت الدولة فى تحفيظ وتلقين شباب المنظمة تلك المبادئ لتجد من
يدافع عنها وقت اللزوم ، وكان مفيد شهاب واحدا من أولئك الذين حفظوا واصموا وأجادوا
فكان مصيره داخل المنظمة مزيدا من الترقى داخل المنظمة التى قال الكثير من المفكرين
وقتها ان وظيفته الأساسية هى تجنيد الشباب داخلها لكتابة تقرير عن أهلهم وجيرانهم
وأصدقائهم والقريبين منهم ورفعها للأمن ومفيد شهاب كان عضو بارز بل وقيادى فى منظمة
الشباب الأشتراكى الذى اعترف عبد الغفار شكر فى دراسته وهو العضو الذى عايش التجربة
وحاضر فيها أن الكثير ممن حصلوا على عضوية المنظمة دخلوا فيها بشكل إنتهازى من اجل
الترقى فى سلم السلطة وضمان مستوى إجتماعى أفضل ولا أحد ينكر ان بعضا ممن حصلوا لعى
عضوية تلك المنظمة كانوا صادقين فى شعورهم ورغبتهم فى خدمة الوطن وهم أنفسهم الذين
خرجوا فى مظاهرات تطالب القيادة السياسة بمحاسبة المقصرين عقب النكسة وللمصادفة فإن
تلك الأسماء التى خرجت فى مظاهرات تستنكر خدعة السلطة لهم وتكشف حقيقة تجنيدها
لهم لم يكن من بينها إسم الدكتور مفيد شهاب بينما ظهر غسم الدكتور مفيد ضمن
أسماء مجموعة الولاء التى تخدم السلطة وترفع تقاريرها للأمن بل وتصدر إسم الكتور
مفيد شهاب القائمة التى إعتمدت عليها الدولة فى تطهير منظمة الشباب من العناصر
الغير منضبطة "هكذا أطلقوا على المتظاهرين " ومن ضمن المناصب التى كانت تمنح فى تلك
الفترة على أساس الولاء حصل مفيد شهاب على منصب رئيس تحرير جريدة الشباب العربى
التى تصدر عن المنظمة ويبدو ان ولاء مفيد شهاب للسلطة فى ذلك الوقت ونشاطه فى
خدمتهم ورفع التقرير جاء يفوق كل الوصف فكان من الطبيعى أن يكون مفيد شهاب هو رجل
التطهير الذى تستخدمه السلطة إعادة تطهير المنظمة من العناصر التى شاركت فى مظاهرات
منها أو لتقل العناصر المحترمة وعين مفيد شهاب امينا للشباب عقب المظاهرات التى
نظمت كرد على النكسة وظل الرجل فى تلك الفترة الحرجة يقود عملية التطهير وفرز أعضاء
المنظمة وطرد كل من تجرات نفسه وتظاهر ضد الحكومة والإبقاء على كل من يتأكد من
ولائه ورحل فى تلك الفترة بالتحديد الكثير من شباب المنظمة الذى يمكنك وصفه
بالإحترام ومنه اسماء كثيرة مثل خيرت الشاطر الذى ساهم فى إشعال المظاهرات فى
نوفمبر 68 وأحمد بهاء وأبو العز الحريرى وغيرهم ممن تشهد لهم مواقفهم بالإحترام
ونشط مفيد شهاب فى تلك الفترة فى رفع تقارير عن المنظمة وأعضائها للإتحاد الإشتراكى
الذى كان يشرف على المنظمة ويبدو أن نشاط الدكتور مفيد شهاب فى رفع التقارير وتطهير
المنظمة كان جيدا فكانت مكافأته ان تم تعيينه عضوا فى اللجنة المركزية
للإتحاد الإشتراكى سنة 69 وأدرك وقتها الدكتور مفيد أن نظريته فى السير تحت " إبط"
السلطة تأتى بثمارها . وإذا أردت ان تعرف أن يقع الدكتور مفيد بالضبط فقط فارن بين
موقفه فى رفع التقارير وموقف بعض الشباب الذين أدركوا أن الحكومة خدعتهم بإسم الوطن
وقامت بتجنيدهم لخدمة النظام وليس الوطن ، قارن بين موقف مفيد شهاب فى إحباط حركة
الصحوة هذه وبين الذين تركوا المنظمة ونعيم السلطة لأنهم أدركوا انهم لابد ان
يكونوا خدمة للوطن لا للنظام ابدا قارن وستجد ان بعد العمر الطويل هذا مازال نفس
الأشخاص ضد النظام الظالم مصممين على موقفهم فى المطال0ة بحقوق الناس الذين منحوهم
إحترامهم
ومازال الدكتور مفيد شهاب يسير تحت "إبط "السلطة بل ونجح فى
التعلق بشعرة منه ويصبح أحد رجالها
ومازال يكتب التقارير ويرفعها للطبقات العليا
بعد ان قارب منها كثيرا وجاءت مناصبه التى حصل عليها مناسبة تماما لخبرته فى منظمة
الشباب " تطهير العناصر النشطة اللى بتفهم والإبقاء على العناصر الموالية" فقد عمل
الدكتور مفيد شهاب داخل نطاق خبرته رئيسا لجامعة القاهرو من 93 حتى 97 ثم وزيرا
للتعليم العالى وهى الفترة التى بدات معاناةالطلبة فى ممارسة السياسة فى
الجامعة ، والأن مفيد شهاب يترقى حزبيا فهو أحد الأعضاء الأساسين فى بطانة جمال
مبارك داخل الحزب كما تحول لكاتب تقارير قانونية بعد توليه منصب وزير الدولة للشئون
النيابية والقانونية فهو الان يرفع لرأس النظام تقارير عن قانون الصحافة ويصر فى
تقريره على حبس الصحفيين ويرفع ايضا تقرير عن قانون مكافحة الإرهاب وكلها تقارير
تدور فى نفس فلك مظيفى الدكتور مفيد شهاب أيام منظمة الشباب مجرد "فنيك" للتطهير
فالرجل هو المطهر الذى تستخدمه السلطة فى كل وقت ويتلون هو ويلبس ثوبها ويعلن ولائه
لها فى كل وقت من اجل الإستمرار فهو الإشتراكى فى منظمة الشباب وهو الإنفتاحى فى
عصر السادات وهو بلا لون ولا طعم الأن نظام مبارك بلا لون ولا طعم ايضا فأخر تقرير
رفعه الدكتور مفيد شهاب لرأس النظام فى مصر كان عن الإنترنت وضرورة تطهيره بعدما
اصبح أحد اكثر الوسائل إزعاجا وإهانة للرئيس وإبنه فتخبرنا مصادرنا التى إعتاد
الصحفييون على أن يلقبوها بالمصادر السرية أن الدكتور مفيد مارس هوايته فى كتابة
التقرير ورفع للرئاسة تقرير عن الإنترنت يطالب فيه بضرورة إعادة تشريع قانون جديد
للتعامل مع شبكة الأنترنت التى أصبحت تزعج الرئاسة "مثلما كانت العناصر
النشطة فى المنظمة تزعج عبد الناصر" وطالب الدكتور مفيد فى تقريره بضرورة أحكام
قبضة الدولة على الشبكة موصيا بالإقتضاء بتجربة إيران والسعودية فى التعامل مع النت
..يعنى بإختصار "لا إنترنت بعد اليوم" إلا لمن يعلن ولائه للسلطة مثلما كان يفعل فى
الماضى حينما أعلن أنه لا عضوية فى منظمة الشباب الإشتراكى إلا لمن يعلن ولائه
لنظام عبد الناصر

0 Comments:

Post a Comment

<< Home