الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Tuesday, December 26, 2006

الحفلة التنكرية الأولى فى مصر


المكان .. من المؤكد أنك لاتعرفه
الزمان .. بسيطة بص فى ساعتك دلوقت وانت تعرف .. بس عموما كان ليلة رأس السنة
اللى حصل.. برضه كان حاجة بسيطة مجرد حفلة تنكرية من بتوع زمان .. ايوه الحفلات بتاعة الطراطير والاقنعة وملابس قيس وليلى ونابليون وعنترة بن شداد
ايوه .. هى بالضبط اللى كان بيطلع فيها ليلى مراد وأنور وجدى وينزل عليهم الترتر والشرايط البيضا اللى زى بتاعة علب الحلاوة من السقف واللى النور بينطفى فيها الساعة 12 وساعتها متعرفش شفايف مين بتبقى فى حضن شفايف مين؟ يعنى شفايف زيد ممكن تلاقيها فى فم عبيد وكده ! وتسمى هذه اللحظة فى كتب التاريخ "معركة ذات الشفايف "، و حفلات رأس السنة التنكرية مش بس هزار دى بيزنس على كبير أوى ..هو فيه يعنى أحلى من بيزنس الضلمة
والحفلة دى كان فيها ناس كبار أوى فى البلد .. أغلب أعضاء مركز شباب الفساد حضروا الحفل متنكرين فى أزياء غاية فى الغرابة مبتعدين تماما عن الحاجات التقليدية بتاعة زمان وكأن كل واحد منهم كان ينتظر تلك الحفلة ليرتدى فيها الزى الذى يعبر عن أصله أو شخصيته الحقيقية والتخلص من شكليات العمل السياسى والملل الذى يفرض عليه الظهور بوجه اخر للناس .. يعنى بإختصار السادة أصحاب المعالى والسمو وزراء وسادة هذا النظام قرروا إن حفلة راس السنةالتنكرية تكون حاجة اسبيشيال علشان الكل يكون على راحته.
من أجل ذلك كان مكان الحفل أبعد مايكون عن عيون السادة المتطفلين خصوصا العالم بتوع الصحافة والصفحات الأخيرة فى الجرايد التى تشمشم عدسات مصوريها عن أى حدث من ذلك النوع
إختار منظم الحفل فيلا فى مكان بعيد طريق الوصول إليها يشبه الى حد كبير تلك الطرق التى تظهر فى الأفلام الأشجار على الصفين تلحظ من خلال أوراقها التى تتدلى أنوار الأدوار العليا لمكان الحفل الذى اصطفت أمام أبوابه مجموعة من السيارات لا داعى لوصف ماركاتها ولا أشكالها ،يتوافد منها السادة الضيوف أعضاء مركز شباب الفساد بملابسهم الغريبة المضحكة فى كثير من الأحيان والتى إختفى معها ذلك الوقار المصطنع أمام عدسات المصورين وشاشات التلفزيون ...طبعا من حقهم يعيشوا حياتهم
المهم انه كان من السهل أن تلمح غمزات كل شخص منهم على التانى يعنى كان من السهل جدا أن ترى أحمد نظيف وهو ينزل برأسه على كتف العادلى ويلقى تعليقا ضاحكا على ملابس زكريا عزمى التنكرية، مثل هذه القفشات التى كنت تظهر أثارها على وجوه الحاضرين أمام باب الفيلا كنت أتمنى سماعها ولكن مثلنا من دخوا خلسه غير مسموح لهم الإقتراب أو التصوير خصوصا فى البداية والجميع لسه فايق ومصحصح
داخل الفيلا بدأ جو الحفلة يتضح تماما موسيقى لا تخلو من الهدوء مع أضواء خافتة راقصة تداعب شرائط الزينة التى تتدلى من السقف بأشكال مختلفة وتداعب بأطرافها تلك الطراطير التى يرتديها بعض الضيوف والزمامير التى تخرج من أفواههم محدثة أصوات متفاوتة ، جو مرح صحيح ولكنه يعكس تلك العشوائية والفوضى التى اعتاد عليها هؤلاء الناس
فى أركان الحفلة تسكن أشجارا الكريسماس هادئه بأنوارها المختلفة والشخاليل الغريبة التى تداعب بعضها البعض أو يداعبها بعض ضيوف الحفل مثلما كان يفعل السيد أنس الفقى الذى يبدو أنه اصيب بالملل من البداية أو سرح بخياله فلم يفيق إلا بعد ان تسبب فى سقوط أحد هذه الشخاليل على الارض
انتشار الضيوف فى المكان لم يكن ثابتا ففى لحظة ترفع عينك تجد كمال الشاذلى مع مصطفى الفقى مع يوسف والى، وتغمض عينك لتفتحها مرة أخرى لتجد ورق الكوتشينة قد أعيد تفنيده لتجد مصطفى الفقى مع صفوت الشريف مع محمد كمال وتجد مثلا العادلى مع نظيف مع زكريا عزمى وعز يرافق أنس الفقى وسرعان ما يعاد تفنيد ورق الكوتشينة مرة أخرى .. مما أعطى جو حماسى مختلف للحفلة التنكرية . فرغم تنكرالجميع فى أزياء مختلفة إلى انه كان من السهل التعرف على كل فرد
بداية الحفلة كانت هادئة سيطر عليها الكلام فى السياسة والبيزنس "لعل السبب فى ذلك كان حرج الجميع من ملابسه التنكرية " ولكن مع سخونة الجو ودخول الجميع فى أجوا ء الحفلة .. بدأت اللية بجد الكوؤوس فى يد الجميع يشربون ويضحكون " الكوؤس فيها فيروز مثلا " وترتفع أيدي الضيوف مرحا لتلحظ شرارة النار التى تطلقها انواع السيجار الضخم من بين أصابعهم، من بين كل هذه الضحكات وأصوات الكوؤس التى تحتضن بعضها لفت الأنظار صوت عالى وحركة نرفزة من شخص يتنكر فى زى "انسان ألى " أو روبوت أو تستطيع أن تقول أنه العمدة الالى لاحظ الجميع غضبه وزعله ونرفزته على منظم الحفل وتخيل الضيوف أن منظم الحفل قد قصر فى شئ وهذا المتنكر فى زى العمدة الألى يعاتبه إلا أنه قطع تفكير الجميع عندما صرخ فى وجه منظم الحفل قائلا " انت بتهدد حلم مصر ومستقبلها .. وتابع بنفس قوة الصوت مع مزيد من الغضب
"يعنى إيه يابنى تبعت لى كارت دعوة ورق مفيش فايدة فى البلد دى عمرها ما هتتطور" !؟
بعد هذه الصرخة أصبح واضحا للضيوف أن صاحب ذلك الصوت لم يكن سوى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وتأكد الجميع من ذلك مع النظر لطول الجسم ، تدخل الشاذلى بدبلوماسيته المعروفة وحاول تهدئة رئيس الوزراء إلا أن الدكتور نظيف واصل غضبه قائلا " ياكمال بيه أصل كده عيب أوى ، يعنى أنا جيت مخصوص وسيبت وزارة الاتصالات لطارق كامل علشان أعمم التكنولوجيا والإلكترونات وأنشرها فى مصر ،علشان أعمل تحديث وتطوير للبلد وأعمل نهضة تكنولوجية حديثة يقوم الواد يبعت دعوات الحفلة " ورق" يبقى كل اللى انا بعمله مالوش لازمة ويبقى كده مستقبل البلد التكنولوجى فى خطر.. الدعوة الورق دى عيب فى حقى، عيبة كبيرة أوى فى حق حكومة كمبيوتر لكل مواطن ..كان لازم يبعت الدعوات بتاعة الحفلة عبر البريد الالكترونى على الايميل الخاص ياجاهل" .
تدخل العادلى وقال" ياراجل سيبك منه متزعلش نفسك ده واد تافه وانا هأدبهولك .. بس خلينا فى الحفلة ده وقت فرفشه" .. وجاء صوت من بعيد يصحبه صوت الزمارة " ياراجل احنا عارفين انك خايف على البلد بس مش قوى كده متحذقش فى نفسك ..
فتعالت ضحكات الجميع .. وأتقن الكتور نظيف تنكره واستعاد ذكريات الطفولة ومشى بين الضيوف بطريقة العمدة الألى بتاع زمان يوزع إلكتروناته يمين وشمال وكان أكثر تألقا مما إعتدنا عليه عندما نراه أمام شاشات التلفزيون لعل السبب فى ذلك أن الراجل بزيه التنكرى عاش حقيقة نفسه فهو فى الاول والاخر رجل تكنوقراط خبير فنى جاء من القرية الذكية ليظل هكذا بتاع تكنولوجيا مالوش دعوة لا بالسياسة ولا الإقتصاد ولكنه لم يفهم تلك الرسالة ولم يدرك لماذا إختاره النظام وورط نفسه فى أكتر من مرة نظرا لتعديه دوره كخبير تكنولوجى والخوض فى مسائل السياسة والاقتصاد فبدى تائها وملمعا "مفقوسا" لزجاج النظام فعندما تكلم فى الاقتصاد بالغ فى الارقام لدرجة جعلت كل الناس تدرك كذبها وعندما تكلم فى السياسة تعهد بانتخابات حرة ومستقبل ديمقراطى رغم ان القرار ليس بيده وخذلوه الجماعة، وعندما تكلم عن أهل المحروسة ارتكب الفاحشة وقال ان احنا شعب أخضر لسه مستواش اى لم ينضج سياسيا بعد .. وأحرج نفسه كثيرا.
المهم عادت البسمة لجو الحفلة مرة أخرى مع انطلاق الزمامير التى تخرج من الفم بطول غير عادى وتعود مرة أخرى لقواعدها "الشفايف" بعدما ينتهى زفير صاحب الزمارة ووسط الأجواء التى تراقصت فيها الطراطير فوق رؤوس أصحابها ظهر صوت احد الضيوف ضاحكا يداعب الدكتور نظيف قائلا " ياجماعة اللى يحب يكلم الدكتور نظيف يكلمه على الهوت ميل لأنه مش بيحب الياهووو... ياهووووه!
وضحك نظيف وضحك دراكيولا وابتسم الرجل الذى يرتدى زى عصابة القناع الاسود ورفع صاحب الجلباب الاسود نبوته فى اشارة أن النكته أعجبته ودبت الحماسه فى لاعب الباسكت القصير وبدأ الجميع يسمع صوت الكره فى يده وهى رايحة جايه بين إيديه والارض ولم يكن الضيوف فى حاجة الى نظارة مكبرة لمعرفة هذا المتنكر فى زى لاعب الباسكت "كرة السلة بالعربى" فقد كان تنكره بسيط ولكنه معبر جدا ، داعب الضيف طراطير كل الحضور بالكرة التى كانت فى يده وقبل أن يعرف بنفسه او يقول "هابى نيو يير" تحرك بمهارة وسرعة والكرة تحت يديه تلامس الأرض ويروضها مرة أخرى بصوابعه وعدى بخفية شديدة من بين أرجل الضيوف حتى وصل لمنقطة النور ورغم أنه عمل كام "دربل" فى الطريق يعنى مخالفة بلغة كرة السلة إلا أنه أكمل طريقه ووقف أمام الحيطة لحد ما عملوا له باسكت مخصوص "شوفت الدلع " زى الحقيقة بالضبط يطبخوا له الطبخة وهو يشيل .. وبسرعة رفع ايده ورمى الكورة وجاب ثلاثية والكل قام وقف وصقف، وفجأة صرخ زكريا عزمى قائلا: خلاص عرفته ده أحمد عز بتاع الحديد ياجماعة مش بتاع السيما
كان تنكر عز فى زى لاعب باسكت غريب بعض الشئ بالنسبة للضيوف إلا أنه كان حاجة مفتكسة ومضحكة خاصة وأنه كان يرتدى الفانلة والشورت بتوع أشهر لاعب سلة فى العالم مايكل جوردان ولك أن تتخيل بعد أن تحسب فرق الطول والجسم بين الإتنين شكل عز الدخيلة هيبقى عامل ازاى
وهذا بالضبط ماقاله كمال الشاذلى وهو يأخذ نفس عميق من سيجاره وينفثه فى وجه يوسف والى " شايف يايوسف بيه الواد عامل فى نفسه ازاى ... هو ده ياسيدى بقى الجيل الجديد حاجة قلة قيمة " فأعاد يوسف والى إلى كمال الشاذلى دخان سيجاره بنفخه هادئه وقال "عصر السرعة ياباشا .. بس إبقى خليه ينفعهم " وضحكا الاثنان ضحكة عالية .. تحرك على أثرها أحمد عز بسرعة وبحركة بهلوانية أظهرت طول ووسع -التى شيرت- أبو كط عليه، جرى عز بسرعة وهز الشعريتين اللى قدام ونط فوق رقبة واحد لحد ما وصل للباسكت وعمل "دنك هايل " وجاب بنط زيادة.. لصالحه طبعا !!
نفث كمال الشاذلى دخانه بغيظ ورفع عبائته التنكرية على كتفه وواصل الحديث ليوسف والى بجوار شجرة الكريسماس او الركن الذى أطلق عليه محمد كمال ضاحكا فى بداية الحفلة "دار المسنين "أو دكة قدامى االلاعبين ..." شايف يايوسف هو ده أحمد عز مابيتعبش خالص .. كل الدنيا بتلعب لحسابه يفصلوا قوانين الاحتكار والاقتصاد على مقاسه وهو قاعد حاطط رجل على رجل .. من غير تعب يايوسف من غير تعب مش احنا فحتنا فى الصخر وخدمنا باخلاص والأخر يقعدونا علشان خاطر شوية عيال .. أصاب الكلام يوسف والى فى مقتل فصرخ بهستريا ضاحكا "هاتوا لعز باسكت قصير على قده علشان يعرف يجيب اجوان ... الله عليك ياعز .. برافو ياحبيب الكبير .. رمية ثلاثية بعشر نقاط
تهامس الحاضرون حول إندفاع الرجل صاحب القناع الاخضر "يوسف والى "وتكهرب الجو للحظة، لم يخرج الجميع منها سوى صوت هذا الرجل القصير الذى يرتدى زى البلياتشو مكتوب عليه " مركز شباب السيدة زينب" إمسك حرامى .. إمسك حرامى .. أنا شفت الراجل اللى لابس قميص مخطط ده وقناع أسود وهو طالع على المواسير وفتح باب المجلس بالطفاشة ودخل قعد على الكرسى الموقر
ثم رفع البلياتشو الكأس الذى كان بيده وأشار لمن يرتدى زى عصابة القناع الأسود وقال له " هنيالك بالكرسى يافقى" وتعالت أصوات الها ها ها والهى هى هى
حتى مال زكريا عزمى على أذن " البلياتشو " وقال له " وحياة السيدة زينب لتخف على الراجل شويه العملية مش ناقصه الجرايد بهدلته" فتدخل قصير أخر يرتدى بدلة سوداء فخمة كتب عليها"ماسبيرو سابقا" يعنى الراجل يعملك إيه يازكريا ياباشا أخونا الفقى وجد الشبابيك مفتوحة والمواسير سهلة التسلق ومباحة وبلا حراسة حتى الحرس اللى عليها لعبوا لمصلحته" !
فأجاب البلياتشو " وحياة السيدة زينب أنا مش زعلان أنا بهزر، بس الموضوع كان مكشوف أوى يعنى المواسير كانت طويلة "فالفارق بين صوت 30000صوت كبيييير أوى " والناس بتوع البحيرة واعيين وعينهم مفتحة وحشمت مش سهل وفضحنا أول ماسمع الدكتور الفقى وهو بيقول هييييييييه.. لما قعد على الكرسى بداله
استغل الدكتور زكريا عزمى صوت الزمارة اللى كان جنب ودنه وجذب كتف الفقى وقال له ضاحكا " سيبك منهم، كل سنة وانت طيب انت مش قعدت على الكرسى وحلفت اليمين والكبير هو اللى كان عايز كده، سيبك منهم " فجاء صوت صاحب القناع الأخضر ضاحكا " قالوا للحرامى احلف ياباشا
وتعالت مرة أخرى أصوات الهاها ها ها ها .. ولم تهدأ إلا عندما بدأ الراجل المتنكر فى جلبا ب أسود برفع نبوته ورزعه فى الأرض فأحدث صوت هائل لم يخترقه سوى صوت هذا المتنكر فى زى الفتوة وهو يقول لمنظم الحفل الذى يبدو أنه فعلا قرر تأديبه كما وعد الدكتور نظيف فى بداية الحفل " قفل يابنى انت وهو .. على النعمة مافى حد هيعتب اللجنة دى .. أأقصد الحفلة دى ومسك منظم الحفل من قفاه" القانون يعطيه الحق" وقال له ياشاطر ممنوع يتعمل حفلات من غير إذنى "برضه القانون يعطيه الحق" بقى أنا نايم على ودانى معرفش إنى فيه حفلة تنكرية فى البلد إلا من الدعوة بتاعتك .. ده أنا فصلت فى الحدوتة دى الأمن العام كله ونص الأمن القومى .. متعملهاش تانى ياشاطر علشان أمك شكلها كده عوزاك ..ونفض الواد الغلبان من إيده زى الفرخة من غير طبعا ما الواد يتكلم وصاح الدكتور نظيف ضاحكا " محدش يتدخل القانون يعطيه الحق " فضحك العادلى بشدة بعد أن شعر أنه أعاد الحق لأصحابه وأعاد للحفله حماسها وكأنه واحد من فتوات الحارة بتوع زمان اللى كان الواحد يخش برجالته على أجدعها حارة يقفلها ويمشى من غير مايبص وراه ،طبعا كان فخور بأداء رجالته فى 2005 لما كانوا بيقفلو اللجان بتاعة الانتخابات والناس كانت بتخش من خلال السلم وعن طريق الحمامات .. وابتسم ألفيس بيرسلى أو محمد كمال وقال لكمال الشاذلى " مين يصدق يا أونكل ان العادلى باشا بشنبه المهذب ونظارته الطبية الوقورة ممكن يبقى فتوة ! فأجابه كمال الشاذلى بعد أن أظهر أنياب دراكيولا الصناعية " إنت لسه صغير ياحبيبى فى حاجات كتير متعرفهاش ، إحنا عندنا العيال العفاريت بتوع المكياج يقدروا يعملوا أى حاجة فى أى وقت لزوم الشغل وأديك شايف إنهم جعلوا أونكلك العادلى داخل الحفلة بنبوته وشنبه وبعض السواد المصطنع حوالين عنيه فتوة بصحيح أجدع من عادل أدهم فى أندل أدواره
وواصل الدكتور نظيف قفشاته وصاح ضاحكا هات لنا يابنى سلم بسرعة عاوزين نروح الحمام والباشا مقفل المنطقة بسرعة أرجوووووووك
فضحك العادلى بشدة ورفع سيجاره ليحى الدكتور نظيف الذى أشار إلى ألفيس بريسلى أو محمد كمال وهو يلعب فى الشخاليل والسبح التى تتدلى من رقبة الشيخ زكريا عزمى وسأله محمد كمال " هو إيه الحاجات الغريبة اللى إنت لابسها دى يا أونكل" فضحك زكريا عزمى وغمز كمال الشاذلى ليوسف والى صاحب القناع الاخضر من أجل متابعة المشهد الذى أكمله الكتور زكريا ضاحكا وهو يجيب على سؤال ألفيس بريسلى" دى عدة الشغل ياحبيبى ورفع مبخرته الذهبية "إعتبرها مبخرة النظام ودار بها دورة كاملة فوق رأس محمد كمال وصاح ضاحكا أشتاتا أشتوت .. رقيتك من عين القدام الحاسيدين الحاقدين ونظر ناحية كمال الشاذلى ويوسف والى وإنهار الجميع فى ضحك متواصل إلا كمال الشاذلى الذى نظر لنظيف وقال بذمتك مش مناسب ليه اللى هو لابسه ده ونادى ضاحكا " يادكتور زكريا لو سمحت ممكن تفتح لنا المندل ونعرف ايه اللى هيحصل السنة الجاية ان شاء الله ... أشتاتا ..... اشتوووووووووت
ضحك الضيوف وهم يرددون الكلمة مع إقتراب عقارب الساعة من الثانية عشر وبدأ الجرسونات فى توزيع المأكولات والمشروبات مع بداية السنة الجديدة وبينما إنشغل نظيف وزكريا عزمى وكمال الشاذلى فى حوار جانبى صاح نظيف "مش هو ده أنس .. يابن الإيه يأروبه .. هو بنفسه تنكره لطيف والله لم يكلفه شئ، نفس البدلة السوداء التى يرتديها أحيانا وهو رايح الوزارة ولكن زاد عليها فقط ذلك الببيون" ومعه تلك الفوطة التقليدية على معصمه فى الشكل التقليدى "للويتر " ممسكا بيده الريموت كنترول بتاع التلفزيون لم يسلم على أحد بل أسرع نحو الكبير والمدام بتاعته ضيوف شرف الحفل ليأخذ "أوردر" بأوامرو طلبات المرحلة القادمة
فضحك كمال الشاذلى وقال " ناصح الواد عارف ازاى من أين تؤكل الكتف " مدرك أنه لايقدم طلبات بمزاجه فهو لايستطيع ذلك ولايستطيع أيضا أن يغير المحطة بالريموت إلا إذا أمروه بذلك فالريموت ليس ملكا له كما أنه لايجيد التعامل معه فلقد أتوا به من قصور الثقافة وطباعة كتب الاطفال إلى حيث الملاعب الخضراء وحياة الفانلة و الشورت واخد بالك من "الشورت" ثم أخيرا التلفزيون أبو طبق على السطح وإريال واخد لى بالك من الإريااااال"؟
وتعالت أصوات ضحكاتهم مع أصوات الكوؤس التى تحتوى على مشروب الفيروز الأصفر "ده افتراض حسن النية" وظهر صوت العادلى الذى إنضم إليهم وهو ينادى قائلا" هات القناة التانية لو سمحت يا أنس"؟
مزيد من الفرح والهزار والضحك والقفشات بدأت تظهر مع حماس ضيوف الحفل ،تتعالى معها أصوات المزيكا والزمامير الطويلة وتحدث الطراطير التى تتساقط من الجو حالة من الفوضى العيالى المفرحة حاول أن يستغلها منظم الحفل الغلبان من أجل مصالحة نظيف باشا والعادلى باشا فأسرع نحو الفتوة وقال له" ياعادلى باشا أنا مجهز فقرة هتعجبك أوى بس السماح الله يخليك
فأجاب العادلى " هسامحك لو عجبتنى وقدرت تفرح الضيوف كلها .. بس خلى باللك ياض الناس دى بتحب النفخ .."عامل حسابى ياباشا " أجاب منظم الحفل وأشار بيده معلنا عن مفاجأة الحفلة التنكرية ...لوووريييل وهااااردى"الثنائى الشهير أو من تنكروا فى ملابس لوريل وهاردى سمير رجب وإبراهيم نافع مجرد دخول الإثنين أصاب الحضور بفرحة عارمة خاصة كمال الشاذلى ويوسف والى الذى قال " هى دى الرجالة اللى تعرف تنفخ وتظبط الحكومة مش شوية العيال الجداد فيين أيام زمان يأبو سمرة
فضحك العادلى لمنظم الحفل وأشار لنظيف وقال" الدهن فى العتاقى و الزمار يموت وايده بتلعب ياباشا
فصاح زكريا ضاحكا "هات يابنى عمودين من الصفحة الأخيرة بتاعة الجرنان اللى جنبنا لرويل وهاردى أصل الجرنان مش مكفى والورق تعب من النفخ" وبينما كانت أصوات الها ها ها والهى هى هى ترتفع
انقطع النور وبدأ العام الجديد ولم يعر ف أحد إلى الأن مين باس مين ؟... ياخسارة
نقل لكم أحداث هذه الحفلة مراسلكم فى جريدة "لأ والنبى ياعبده *



بحبك ياعم محمود




فى مدينة الأساطير وعلى بعد شارعين من ميدانها العام سهل جدا أن تلمح تلك اليافطة الإعلانية التى تصرخ بأنوارها النيون لتقول لك هنا مقهى المبدعين .. هناك لاتأخذ لنفسك كرسى ولا تسرع بالجلوس قبل أن ترمى التماسى على العمدة ولا تسأل عن مكانه فذلك إن لم يكن جهل فهو خطا عظيم ،فمن حيث تصدر الضحكات وتظهر بوادر حرب الإفيهات والقفشات يكون هو جالسا ولا تتصفح الوجوه لتعرفه فمن يقول منهم "العبد لله " إعلم تماما انك أصبحت أمام العنوان الصحيح هو محمود السعدنى بشحمه ولحمه بسماره واسترساله بملامح وجهه التى تصدمك حينما تدرك انه ضحك عليك وضربك على قفاك دون ان تشعر فلا هو ولد شقى ولا يحزنون فصلعته السمراء كافية لأن تمنحه الوقار الذى يطرده من ملعب الشقاوة بلا رجعة !
غير أن خمسة دقايق فى حضرة حواديت هذا الرجل مع استحضار كل مقلب وملعوب قرأته فى "ملاعيب الولد الشقى" كافى لتدرك أن شقاوة هذا الرجل الأسمر تسكن فى قلمه . وبالمناسبة قلم محمود السعدنى لا يتمتع بشقاة الإفيه الضاحك أو الضحكة قصيرة المدى فمتعة شقاوته تكمن فى ان إفيه السعدنى وضحكته طويلة المدى لاتمنحك الصهللة والجللة مباشرة ولكنها تمنحك إحساس بالراحة والرغبه فى الإبتسام طالما انت غارق بين سطور كتبه التى غالبا ماكان معظمها من القطع المتوسط ... خفيف الحجم، خفيف الروح ،عظيم القيمة.
قد تكون المسافات السنية أو العمرية بينى وبين الولد الشقى أبعد مما يتخيل ، فبينما كنت أمرح بالشورت والمصاصة فى شوارع بلدنا كان لعم السعدنى صولات وجولات فى عالم الصحافة والسياسة غير أن ذلك العجوز ولا اعرف كيف استطاع بمهارة شديدة أن يستولى على عقول العشريناتية فلا تسأل أحد من ملاك العشرية سنة أو اكثر إلا وتجده قد قرأ كتب هذا الرجل ويبتسم وهو يقول لك "ده كتبه كلها عندى فى البيت من أول.. "الطريق إلى زمش وأمريكا ياويكا ومصر من تانى وملاعيب الولد الشقى والموكوس فى بلاد الفلوس" ويظل يسمع لك قائمة كتب السعدنى حتى تتمنى من داخلك أن يصمت لأنك تحفظ هذه العناوين عن ظهر قلب .
يمكنك بثقة ان تعتبر محمود السعدنى كاتب لشباب هذا الجيل حتى وإن كان بالصدفة فهو يقدم فى سطور كتبه مايريده شاب اقترب من العشرين او تخطاها بقليل مزيج من السياسة مع السخرية والحواديت التى لا تخلو من المعلومات مع أسلوب أقل مايوصف به أنه رائع من شدة سهولته.. تلك هى المعادلة الصعبة أو الطبخة التى قدمها محمود السعدنى وإلتهمها الشباب دون ان يخطط هو لذلك وبالمناسبة هذه الطبخة التى قدمها السعدنى بلذاذة وسهولة مازال الكثيرون يصيبهم الدوخة والحيرة من اجل صنع ولو طبق واحد منها الولد الشقى وحواديت قهوته ومقالبه وسخريته ولغته البسيطة مثل طبق الجيلى تستمتع بطعمه وتشعر برعشته وهى تهدد عقلك وقلبك وتدفعك دون ان تدرى لتصبح قارئ ولتضع قدمك اليمنى على سلمة المعرفة الأولى وقبل أن تخطو تلك "السلمة " يبقى أن تستدير وترفع قبعتك وتنحنى إنحناءة طويلة كنوع من التقدير لعمنا الكبير محمود السعدنى متعه الله بالصحة والعافية ربنا يشفيك ياعم محمود ويصبرنا على البلاوى السودة اللى بتكتب اليومين دول وتحمل كاتب ساخر .. قال ساخر قال ،

Saturday, December 23, 2006


عالم ... بقر


أنت فى عالم جديد له نظامه الخاص من طأطأ لسلامه عليكم ،من اول كرسى الحكم لحد كرسى الحمام عالم جديد فى كلامه، فى الفاظه، فى مصطلحاته ،.... تعالى ناخدها مع بعض واحدة واحدة علشان تبقى مننادى شوية مصطلحات سياسية قديمة انسفها كما نسفت حمامك القديم وتعالى نشوف حمام جديد أأقصد مصطلحات جديدة


الشيوعية : أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين
وتمنحك بعض اللبن

النازية: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين
وتعدمك

البيروقراطية: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة
الاثنتين وتقتل واحدة وتحلب الأخرى وتلقي باللبن بعيدًا

الرأسمالية: أن تكون لديك بقرتان فتبيع واحدة وتبتاع
ثورًا، من ثم ينمو القطيع فتبيعه وتتقاعد معتمدًا على ربحه


الديمقراطية : أن يكون لديك بقرتان تتركهم يفعلوا مايريدان
فيتركاك وحيدا
الديكتاتورية : أن يكون لديك بقرتان تمنعهما من الصراخ أو الإدلاء
بتصريح حليبى لأى دلو غيرك


الأحزاب : أن يكون لديك قطيع من البقر يساهم فى تأزم المشاكل
ويعانى من ثلاثة أمراض العمى والصمم والبكم

الرئيس : أن يكون لديك ثور عجوز يحرم كل ذكور القطيع من الحرية
ويسيطر على كل إناث القطيع رغم انه مبيعرفش

الوزير : أن يكون لديك ثور بدون قرون تربطه صلة ما بالثور قائد القطيع
ويملك قدرة كبيرة على الصياح دون رفس

Friday, December 15, 2006




البحث .. عنه !


لن تمنعك تلك العيون التى يملأها التعب ولا تلك الوجوه المصابة بالضعف ولا ذلك الجبين الغرقان فى مياه العرق ولا ذلك التشابك بالأيدى بين سائقى تاكسى من أجل زبون معفن لن يدفع أجرته كاملة إلا بعد معركة شعارها الرئيسى المماطلة من أجل جنيه زيادة أو جنيه ناقص ، لن تمنعك تلك الأشياء مجتمعة ومعها وفوقها وتحتها عشرات مثلها من أن تسأل نفسك ذلك السؤال الرخم "هو إحنا بنعمل فى نفسنا كده ليه؟" وقبل حتى أن تتمنى أن تجد الغجابة سيتبرع ذلك الأخ الذى يجاهد من أجل شهقة هواء نقى تنقذه من زحام المترو أو الأتوبيس قائلا "عشان نعرف نعيش ياسيدى .. بناكل فى بعض عشان نعيش ياأستاذ ؟ " ثم يتوه الأخ المتبرع بالإجابة ولا تعرف إن كان قد تم دفنه تحت الأقدام أو وصل بيته شبه سالما ليطلع ما به من قرف على ولاده ومراته ... تلك المقدمة النصف طويلة لم تكتب على سبيل الرغى أو الثرثرة بل هى سابقة لسؤال مهم يقول " طيب إذا كانت الحياة صعبة بهذا الشكل فهل يصبح التصوف هو الحل الوحيد لتلك الإشكاليات ؟ " ورغم أننى لا أعتقد ذلك ولا أجد فى التصوف وحياة الدروشة حلا لتلك الحياة الذى يختلط بها القرف بالعرق بالتعب من أجل لقمة عيش أصبح الحصول عليها حاجة كده ولا فى الخيال . ما جاء به البروفسير رضا شاه كاظمى فى كتابه "طرق التعالى" والذى يتحدث فيه عن الصوفية والطرق التى يسلكها الإنسان من اجل الترفع عن الحياة الدنيا والسمو عن فضائحها ومشاكلها مستشهدا بنموذج لثلاثة من المتصوفة من ثلاث أديان مختلفة هم ( ابن عربى "مسلم " ، ايكارت " ألمانى مسيحى" ، شنكرا "هندوسى" ) ماكتبه كاظمى عن التصوف يجعلك تتسائل ولماذا لايكون التصوف هو الحل للهروب من تلك المشاكل دون ان تحسب تبعات ما يحدث لأن لاشئ أكثر إغراءا للإنسان من راحة البال فى مجمل كتابه يريد كاظمى أن يقول أن التصوف كائن مستقل لا وطن ولا دين له ولا مدرسة معروفة العنوان تلجأ إليها العقول لتستقى منها مالذ وما طاب من معرفة ،فالتصوف كائن روحانى لايبحث عن أشخاص بل يبحث عنه النا س بأرواحهم التى تهدف أن تمتلأ بمزيد من الإيمان والراحة والتعالى والتسامح والسمو عن غرائز البشر ، يضرب كاظمى بإبن عربى مثلا فى التصوف ويقول عن إبن عربى الذى ولد عام 1165 فى الأندلس وتوفى فى دمشق عام 1240 وألف طول حياته 846كتابا تأثر بها الكثير من الفلاسفة والكتاب لعل أشهرهم الإيطالى الإعظم "دانتى"
ابن عربى يختلف كثيرا عن ابن رشد كما يقول المؤلف فإبن عربى من اتباع أفلاطون يعنى هو مؤمن بالمثالية فى التفكير ولا يشغله شئ سوى التعالى الربانى والإنصهار فى وحدة الوجود " حاجة كده زى المدينة الأفلاطونية والعيش فى رحاب الله دون الإلتفات للحياة الدنيا وشهوات البشر " وذلك طبعا عكس ابن شد المؤمن بفكرة المنطق العقلانى والواقعية
فإبن عربى له الكثير من الشطحات البعيدة التى لاعلاقة لها بالواقع الأرضى فهو كما تقول سارح فى ملكوت الله يدور فى فلك سماوى أخر لاعلاقة له بأهل الأرض ، ولكنك حينما تسمع إبن عربى وهو يتحدث عن الحب وأنواعه فلابد وان تجلس وكان على رأسك طيرا فإبن عربى يعتبر أن الحب هو أصل الوجود " حاجة تفرح العشاق الولهانين طبعا " وقسم بن عربى الحب إلى ثلاثة انواع الاول " الحب الطبيعى وهو حب حسى يهتم باللذات الجسدية دون اى اهتمام بالروح والجسد والمحبوب فى هذه الحالة ليس محبوبا لذاته بل لما يوفره للمحب من لذة ومتعة النوع الثانى هو الحب الروحانى وهو أرقى من النوع الاول لانه يتطلب الإتحاد بالمحبوبة روحا وجسدا والثالث هو الحب الإلهى وهو أرقى انواع الحب لانه حب روحى خالص لا علاقة للجسد به فالإنسان حينما يحب المرأة حبا إلهيا خالصا فهو يحبها حبا مثاليا لاتدنسه الماديات . وكان لإبن عربى كما قلنا شطحات بعيدة خصوصا فيما يتعلق بمسألة الأديان فهو كان يرى ان الحب هو جوهر تلك الاديان وأن الخلاف الوحيد يكون فى العبادات والشعائر والطقوس والتى كان يعتبرها أشياء ثانوية بجابن فكرة الحب والتسامح التى تسمو بالبشر فوق كل الأشياء وتعلو بالفرد فوق الإخرون التى تشغلهم الدنيا وهمومها وبمنفس المنطق تحدث المؤلف عن ايكارت الألمانى الذى تشبه كثيرا بإبن عربى حتى وصل لمرتبة اشهر المتصوفة المسيحين ونفس المنطق مع شنكر الذى عاش حياة التصوف وأصبح درويشا يجوب الأرض والمدن خطيبا فى الناس مترفعا عن شهوات الحياة وملذاتها
تبقى إذا مشكلة تتلخص فى سؤال يقول لماذا لا نتخذ التصوف مذهبا و بالطبع لا أقصد أن نتحول لدراويش تجوب الأرض وتلفها بل أقصد لماذا لا نتخذ من هذا الحب الصوفى مبدأ نسمو به فوق تلك الحياة التى تختنق كل يوم بمشكلة جديدة وصراع مقرف على أشياء إن تبدى لنا نحن البشر تسوؤنا أو على الأقل حينما ندرك حقيقتها فسوف نكره أنفسنا من تفاهة ما كنا نتصارع عليه

Saturday, December 02, 2006

بتقول إنها بتحبه .. بس انا مش فاهم

يابت إنتى يابت ..يابنتى إنسيه ، والله العظيم لو شفتك بتتكلمى عنه أو حتى بتبصى لخياله هضربك فاهمه يعنى إيه هضربك ! حاضر هحاول .... والله أنا عاوزة كده بس مش بقدر خصوصا لما بشوفه .. هكذا وبكل بساطة ترد على التهديدات التى أضعها أمام عينها كلما ادركت أنها مازلت تحب ذلك البنى أدم ، تغضب كلما ذكرته بسوء ، تنفعل وتؤكد انى لا أفهم شئ حينما أصرخ فى وجهها "خلاص ياحمارة طالما هو باعك بالشكل ده ، يبقى لازم تنسيه " ولكنها تعود لتؤكد على كلمتها المشهورة "إنت مش عارف حاجة ".. وأكتفى بهز رأسى بشكل يشبه كثيرا لما يفعله أبو قردان حينما يكون سكران بجرعة مبيد حشرى زيادة .
فى أول الامر كنت أقسو عليها كثيرا .. فماذا تعنى كلمة حب بالنسبة لى أو حتى لها وأنا أرى دموعها محبوسة خلف جدران عينها الطيبة .. فليذهب الحب للجحيم إذا ؟ ولتسقط كل معانى الرومانسية لو كانت سببا فى تلك الخربشة التى طالت وجدان تلك الفتاة البريئة التى أحتسبها صديقة عند نفسى .
أصرخ كلما عرفت بالمصادفة انها ذكرت إسمه او ذهبت حيث يجلس لتستدعى بعضا من همسات الماضى القريب وأتعجب حينما أرى حنين يدها لأحضان تلك الأيدى التى قذفت بقلبها من فوق الدور العاشر دون ادنى مراعاة للحظة ما أدرك فيها هذا الفتى أن تلك المرأة تحبه ..ثم اعود واتمنى لو لو طارت يدى لتستقر فوق وجهها تاركة أثار خمسة أصابع حمراء لعلها حينما تنظر فى المرأة وترى تلك العلامة تدرك الحقيقة ، لعلها حينما ترى تلك العلامة الموجعة فوق وجهها تدرك ان قلبها يحمل علامة مثلها ويتوجع ، تدرك ببساطة أن هناك من ترك قلبها ينبح وينبح وينتحب .. وسار يتتبع خطوات فتاة أخرى لعله يحصل على بعض المتعة منزوعة المسئولية .. أرغب فى ذلك فعلا.... " ألطشها بالقلم وأرتاح وريحها وخلاص" ولكن...
اللعنة على قلبى الحنين ، يصاب بالزكام وتنسد مسامه الهوائية ولا يشتم من الدنيا سوى رائحة الحب وتتلاعب النبضات المتلاحقة ببعضها وتوسوس لنفسى بأن البنت مظلومة .. يعنى هتعمل إيه يعنى بتحب الواد ومتنيلة على عينها .. هل يعنى ذلك ان تستلم أو أستسلم أنا وأتركها تستنزف كمية الحب كامل الدسم الذى يملأ قلبها ... لأطبعا مش هسيبها لأن ببساطة البنت جدعة والواد ميستاهلش هذا قرارى الذى توصلت إليه بعد جلسة مداولات داخل محكمة نفسى .. أه نسيت أقول لكم أنى كنت رفعت دعوى مستعجلة ضد نفسى لأنها تعاملت بقسوة مع مشاعر تلك الغلبانة الرقيقة ووقفت أمام هيئة محكمة نفسى أدافع عن قسوتى شوية وأهاجمها شوية تانيين حتى توصلت هيئة المحكمة إلى قرار حاسم يقول بأن من حق البنت أن تحب هذا البنى أدم ولأكنها فى نفس الوقت لابد أن تدرك انه لا يحبها ولم يحبها وبالتالى لابد ان تنساه أو تدفنه داخل شرايين قلبها وتتفرغ لمحب اخر لعله يقدر قلبها كامل الدسم ولعله يرحمنى من المأساة التى أشاهدها أمام عينى كل مساء وكل صباح .... بالمناسبة صديقتى تبدو فى معظم أحوالها قوية قادرة على النصح والإرشاد بدليل أنها وقفت أمام وجهى تصرخ ولكن بحنية، تحاول ان تنهض ببعض الحب المتبقى فى قلبى لإصلاح ما أفسدته معركة عاطفية وتجربة رومانسية كانت أقسى من أتحملها مفردا ،وكانت ستكون اقسى لو لم اجد تلك الصديقة عند باب الخروج منها
.