الطربوش

بينى وبينك سور وراء سور وأنا لا مارد ولا عصفور

Saturday, November 11, 2006

أبونا متى المسكين .. لسه فاكرينه

رجل الدين القوى الذى يخل الشرف فى تكوينه الروحى وتدخل الأمانة فى تركيبته الإنسانية ويرفض تركيبه النفسى والجسمانى كل انواع الظلم والقهر والكذب ، وتخجل يده من أن تعانق السلطة ، وتأبى رأسه أن تخضع لسلطان غير سلطان الله ،ويتعف لسانه على أن ينافق الدولة أو ان يكون أداة يستخدمها سلطان فاسق فى تمرير ظلمه وسرقته لشعبه بإسم الدين ، رجل دين مثل هذا هو حلم لأى فرد ولأى شعب مهما كانت ديانته فالناس كثيرا مايحلمون برجل دين لايخشى فى خالقه لومة لائم ، برجل دين ينقذهم من سلطان التفسيرات الدينية الخائبة التى أراد من سبقوه أن يمنحوا الشعوب هدية للحكام يتصرفون فيها كما يحلوا لهم بإسم الدين وسلطة الإله ، فى مصر وفى عز عصور القهر والقمع والظلم ظهر رجال دين من تلك النوعية وكان مصيرهم دائما مكانة عالية فى قلوب الناس ومطاردة مستمرة من رجال السلطة ومن الشيوخ الذين ارتدوا عبائة السلطان واستحموا بأمواله ،واحد من هؤلاء الرجال فقدناه فى الأسابيع الماضية وجاءت وفاة الأب "متى المسكين " لتعلن خسارة مصر لرجل دين مثقف وقف فى وجه الكنيسة وتخاذلها واستبدادها ومفاهيمها الخلوطة وأعلن غضبه على السلطة وأفعالها ولم يكن الأب "متى" مجرد راهب جالس ليتعبد خلف اسوار كنيسته بل كان شديد الإيمان بانه يحمل رسالة شرية يجب ان تصل للناس فأصدر فى هذا الإطار مجموعة من الكتب يمكنك ان تعتبرها بمثابة المسامير فى كرسى رجال الكنيسة المصرية تشكشكهم ولاتسمح لهم بتسيير الامور كما تحلو لهم ، ففى كتابه مقالات بين السياسة والدين يقدم أبونا متى المسكين تشريح هادئ وبسيط لكنيسة وأحولها وعلاقتها بالسياسة والمجتمع وفى كتابه هذا يتعامل ابونا "متى" بمنق إبن البلد الجدع الذى يحرج الخاطئون بس بالأدب ! ومن ضمن ما علق عليه الاب "متى" فى كتابه قضية الخدمة الإجتماعية التى تقدمها الكنيسة للمحتاجين وتحت عنوان يمكن ان تعتبره بمثابة النصيحة المباشرة للكنيسة المصرية بأنها خدمة مسيحية ..لا خدمة إجتماعية ، ووضح بان الكنيسة لاتخدم المجتمع بل تخدم الإيمان والمسيح فى أشخاص هؤلاء العرايا والمشردين وأن الخدمة المسيحية خدمة إلهية فى واقعها وطبيعتها وأهدافها ولايصح لأحد ان يستغلها لأغراض اخرى وعاب الأب "متى " على الكنيسة تعاملها مع الخدمة المسيحية بإعتبارها مجرد إحسان بينما الحقيقة تقول ان تلك الخدمة إيمان بالأخوة وأضاف ان تعامل الكنيسة مع الخدمة المسيحية بمنطق الخدمة الإجتماعية ومجموعة من الكشوف المرصوص فيها أسماء المحتاجين وتوزيع المال عليهم من قبل موظف يحمل وريتب وينسق تلك الكشوف يحول الخدمة المسيحية عن مسارها الذى يهدف إلى تعميق مبدا الإيمان والاخوة إلى مسار حالة من الحقد تنتج عن العملية الإستفزازية التى يتعرض لها الفقير وهو يمد يده ليحصل عى المال لانها تذكره دائما بغنى الاخرين وفقره واستنكر الأب "متى " اهتمام الخادم المسيحى والكنيسة بوجود مصادر دخل أكثر من الإهتمام بتقديم الخدمة المسيحية الإيمانية ، كما عاب الأب متى على الكنيسة أن القائمين بها على الخدمة الإجتماعية ليسوا على المستوى المطلوب لذلك تنهار عملية الخدمة المسيحية وتفقد الكثير من معانيها الإيمانية بسبب أن الكنيسة اصبحت تختار حملة الشهادات دون النظر إلى ضرورة أن يكون قلب الخادم قد سكنته كلمة الإنجيل وامتلا بالحب .وقال فى كتابه ان ماتقدمه الكنيسة فى الخدمة الإجتماعية هذه الأيام لم يعد يميزها عن ماتقدمه الحكومات السياسة حتى تلك التى ليس لها دين .
وحول الكنيسة والسلطان الزمنى عاب الأب "متى" على رجال الكنيسة سعيهم نحو السلطان الزمنى وعدم تعلمهم من تلاميذ المسيح الذين طلبوا ذلك وسعوا إليه متناسين سلطان المسيح وملوكيته حينما امر البحر بان يصمت والرياح بأن تهدأ ونسوا أيضا انهم شركاء فى الميراث والمجد وانهم مدعوون أن يكونوا ملوك وكهنة الله . ولكن الأب متى منح العذر لتلاميذ السيد المسيح لأن الروح القدس لم يكن قد حل بهم بعد ولم تكن كلمة الشهادة قد أنارتهم ، ولكن الأب "متى" لم يجد للكنيسة الحالية ورجالها سببا أو عذر ا يبرر سعيهم المتواصل نحو السلطان الزمنى والحصول على قوة دنيوية فى يدهم وبحزن واضح فى سطوره تحدث الأب "متى" عن عدد المرات التى ضلت فيها الكنيسة الطريق وخيبت رجاء المسيح وهجرته لتطلب رحمة الملوك بذلة العبيد وشرح تلك الفترة التى لجات فيها الكنيسة للملك قسطنطين الذى حارب أعدائه بإسم الصليب والصليب منهم براء ومازال الأب متى يرى ويصر أن الكنيسة مازالت الى الأن تحمل بعضا من ذلك الفكر القسطنطينى .
وحول إشكالية الكطنيسة والوطن أكد الأب "متى" أن الوطن السمائى ليس بديل ابدا عن وجود الأوطان وأن الكنيسة التى تسعى لإقناع الناس بالإتجاه نحو الوطن السمائى على حساب احتقار الفر د لوطنه الأرضى ترتكب خطيئة كبرى فالكنيسة تكون بذلك مسئولة عن ضياع الروح الوطنية من نفوس أبنائها . وبروح تشبه كثيرا روح الجهاد التىأظهرها القمص سرجيوس ورفاقه فى ثورة 19 أكد الأب متى ان المواطن المسيحى لابد ان ينتفض ويثور ضد فساد او إفساد أنظمة الحكم وشدد على ضرورة ان تترك الكنيسة لأبنائها حرية التصرف السياسى وأن تمنح أبنائها الثقة الكاملة والقوة الكاملة وترشدهم على رفض فساد السلطان وطغاينه لأننا سوف نسأل يوما من اولادنا وذوينا عن الدور الإيجابى الذى قمنا به فى تحرير وطننا ورقيه .. هكذا يرى الأب متى المسكين وهكذا يحذر المواطن المسيحى من الوقوع تحت سيطرة الكنيسة ويحذره من التهرب من خدمة وطنه ويحذره من الروح الوطنية ومن ضياعها لأنها إذا ضاعت فكيف يواجه احفاده حينما يسألونه عن دوره فى نهضة هذا الوطن .. رحم الله أبونا متى ورزقنا الله برجل مثله قادر على الوقوف فى وجه سلاطين الدين وتفسيراتهم الخيبانة التى يملأون بها رؤوسنا لمصلحة الحكام .

4 Comments:

  • At 8:19 AM, Blogger مراقب مصري said…

    الموضوع مسروق بالحرف والكلمة
    جريدة الدستور يا حلاوة
    مش حلوة دي يا طربوش
    لو هتنقل مفيش مشكلة بس قول مصدرك إيه

     
  • At 6:09 AM, Blogger محمد الدسوقى رشدى said…

    ما هو انا اللى كتبه فى الدستور
    فيها حاجة دى بزمتك

     
  • At 6:52 AM, Blogger ياسر شمس الدين said…

    انا بحترم الاب متى المسكين جدا والراجل ده ما اخدش حقه فى الدنيا

     
  • At 3:35 PM, Blogger مراقب مصري said…

    بتتكلم جد؟؟؟
    إنت اللي كنت كاتب الموضوع ده في الدستور؟؟؟

    أنا الموضوع دا عجبني جدا لما قريته هناك... أصلا الحملة الصحفية اللي اتعملت ساعة وفاة الراجل كانت تحفة

    وفيه واحد اسمه صمويل العشاي هناك برضه مكمل في الموضوع ده وكتب الأسبوع اللي فات عن ندوة تأبين الأب الراحل

    بس لو انت بجد اللي كاتب الموضوع ده في الدستور وما انتاش سارقه
    إيه رأيك يا باشا في دقة ملاحظتي؟
    أستاهل عليها نبقى اصحاب يا ريس؟

    بجد سأتشرف بك وبمعرفتك على نحو شخصي
    قعدت أحاول أتذكر اسم كاتب الموضوع وتاريخ العدد عشان أفحمك بيه بس للأسف مقدرتش أفتكره
    من فضلك ذكرني بالاسم

    يسعدني التعرف عليك
    الدستور وكتابها دول عندي حاجة تانية
    من أيام الإصدار الأول
    أهلا بيك

     

Post a Comment

<< Home